الفريق الألماني لإزالة الألغام دائماً في الميدان
يسهم الفريق الألماني لإزالة الألغام (اختصاراً ديميرا) من خلال عمله الميداني الدائم في تقليص خطر انفجار الألغام والذخائر على امتداد العالم. مقابلة مع السيدة "مارسيا همزت" العضو القيادي في الفريق، بمناسبة اليوم العالمي لكشف الألغام.

سيدة همزت، أنت متخصصة في إزالة الألغام والذخائر وتعملين في صفوف الفريق الألماني لإزالة الألغام (ديميرا). هل لك أن تخبرينا كيف وقعت على هذا العمل؟
بعد حصولي على الشهادة الثانوية التحقت بالخدمة العسكرية كجندية في صفوف الوحدات الاحتياطية في سلاح الإشارة الملكي في بريطانيا. وخلال دراستي الجامعية في كلية العلوم السياسية شاركت في برنامج تدريبي لتأهيل الضباط. أنهيت دراستي الجامعية بنجاح في العام 2004. وانتقلت بعدها إلى صفوف وحدات الاستطلاع في الجيش البريطاني، حيث كان احتكاكي للمرة الأولى مع موضوع إزالة الألغام والذخائر. ومنذ ذلك الحين لمست في نفسي اهتماماً شديداً بهذا الموضوع. وفي كانون الأول/ديسمبر 2004 كنت في الهند عندما وصلني خبر كارثة التسونامي المروعة في المحيط الهندي. سارعت إلى حزم حقائبي وأخذت الطائرة إلى سريلانكا. وهناك في منطقة خليج أروغام انضممت للعمل الطوعي في صفوف فريق ديميرا للمساعدة في تقديم الرعاية الطبية للضحايا. وبعد عودتي إلى ألمانيا تقدمت بطلب رسمي للعمل ضمن صفوف فريق ديميرا، وتم قبولي عضواً جديداً في الفريق. بعدها تلقيت التأهيل الخاص بعناصر إزالة الألغام والذخائر، كما تلقيت أيضاً تدريبات الحماية ضد أعمال الخطف وبعض التدريبات الأمنية الأخرى. وها أنا اليوم عضو قيادي في المنظمة ومسؤولة عن شؤون تخطيط وتنفيذ المشاريع الدولية.
عملك على درجة عالية من الخطورة. ما الذي يدفعك إلى تعريض نفسك لهذا الخطر؟
الأمر بالطبع لا يخلو من بعض الخطورة. وفي الواقع فإنني أشعر بارتياح كبير في كل مرة عندما ننتهي من إنجاز أحد مشاريعنا بنجاح. ومع ذلك: نحن نعمل بدرجة عالية من الحرفية، كما أننا مزودون أيضاً بأفضل التجهيزات وبأعلى درجات التأهيل. عملنا في غاية الأهمية: أكثر من 60 بلداً تعاني حالياً من الألغام والذخائر العمياء. وكثيراً ما تكون البلدان التي مزقتها الحرب غير قادرة على التخلص من تلك الأخطار الكبيرة بالاعتماد على قدراتها الذاتية. هذه الدول تفتقر ببساطة إلى الأموال والتكنولوجيا والكوادر المتخصصة اللازمة لكشف الألغام والذخائر المدفونة تحت الأرض، ومن ثم تفكيكها. عناصر ديميرا يقومون بإزالة تلك الألغام والذخائر. كما أننا نقوم أيضاً بتطوير أدوات ميكانيكية مبتكرة تساعدنا في إزالة الألغام والمتفجرات. نحن حاضرون في مهام إزالة الألغام والمتفجرات في كافة أنحاء العالم. كذلك فإننا نعمل أيضاً على تأهيل كوادر محلية في المناطق المنكوبة بأزمات سابقة، وذلك في مجال إزالة المتفجرات، وأسس علم الميكانيك والهندسة الميكانيكية، وعلم المعادن وغيرها، ونقدم بذلك دعماً مستداماً يساعد البلدان المعنية على تنمية قدراتها الذاتية.
في مناطق الصراعات المسلحة أو في حالات الكوارث الطبيعية، تساعد ديميرا أيضاً في توفير الخدمات الطبية. ما طبيعة المهام التي تقومون بتنفيذها على وجه التحديد؟
لدينا في ديميرا منذ العام 2005 وحدة متخصصة بمهام الإنقاذ في حالات الطوارئ تسمى وحدة التدخل الإسعافي (ERU). هذه الوحدة عبارة عن فريق متكامل للتدخل السريع يضم في صفوفه أطباء وجراحين وعناصر إنقاذ، وكذلك أيضاً طاقماً مختصاً بالخدمات الفنية واللوجستية. نستطيع خلال زمن قصير أن نقوم ببناء مشفى ميداني، وأن نضمن تشغيله بصورة دائمة كي نوفر الرعاية الصحية للسكان المعنيين. وفضلاً عن ذلك فإننا نساعد الدول المعنية في بناء نظامها الصحي أو في العمل على تطويره.
اليوم العالمي لكشف الألغام في 4 نيسان/أبريل 2016