إلى المحتوى الرئيسي

مستشارية حافلة بالأحداث

أزمة اليورو، نزاع أوكرانيا، جائحة كورونا - فترة حكم أنجيلا ميركل كانت حافلة بالأحداث الكبيرة.

رالف بولمان, 20.09.2021
أنجيلا ميركل مع دونالد ترامب، خلال قمة السبعة الكبار G7 في كندا 2018.
أنجيلا ميركل مع دونالد ترامب، خلال قمة السبعة الكبار G7 في كندا 2018. © picture alliance / Newscom

حكمت أنجيلا ميركل في فترة حافلة بالأزمات السياسية العالمية. انهيار الأسواق المالية، الاضطرابات التي تعرض لها اليورو، أزمة أوكرانيا، مشكلة اللاجئين، جائحة كورونا، إضافة إلى الأزمة الدائمة: مسألة المناخ. كل واحدة من هذه الأزمات كانت كافية لتشغل دورة انتخابية كاملة من أربع سنوات.

كل هذا إضافة إلى نمو دور ألمانيا في هذه الفترة. تبني العملة الأوروبية الموحدة عزز دور ألمانيا وأهميتها في أوروبا. تراجع الولايات المتحدة عن الشؤون الأوروبية قاد أيضا إلى تولي برلين، منذ أزمة أوكرانيا الدور المحوري في العلاقات بين الشرق الغرب. وبعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة أُنيطَ بأنجيلا ميركل دور ريادة الغرب الحر، الذي لم تكن تفكر يوما في ريادته، وهو الدور الذي لا تقدر ألمانيا أساسا على توليه منفردة.

البحث الدائم عن الحوار

بدأت أنجيلا ميركل عهدها كمستشارة التغيير، وأنهته مستشارة المحافظة. وهذا لا يسري فقط على الأمور الداخلية، وإنما بشكل خاص على السياسة الخارجية. عندما تولت مقاليد الحكم في 2005، بدأت في مسار يركز على القيم ويتمسك بها. أزعجت الصين من خلال استقبالها الدالاي لاما في مكتب الاستشارية، رفعت من حدة الصوت في مواجهة روسيا. في المقابل لم يكن تعميق الوحدة الأوروبية أهم أولوياتها، كما كان الأمر مع سلفها هيلموت كول.

كلما تعرض استقرار الغرب الليبرالي إلى الانحدار، ازدادت أهمية الحفاظ عليه لتكون من أولويات القائمين على السياسة. صحيح أن موقفها المتحفظ على سياسة روسيا استمر، خاصة وأنها تعرف هذه السياسة أكثر من السياسيين الآخرين، من خلال كونها مواطنة في ألمانيا الديمقراطية السابقة، إلا أنها كانت في ذات الوقت تسعى باستمرار إلى الحوار. كانت تعتقد أن الغرب لا يمكنه كسب المنافسة بين الأنظمة عبر العزل، وإنما فقط من خلال فرض نفسه في المنافسة المفتوحة: وقد كان هذا أيضا مما تعلمته من انهيار ألمانيا الديمقراطية DDR.

مبدأ الانفتاح

حتى على صعيد استقبال اللاجئين في خريف 2015 اتبعت ميركل مبدأ الانفتاح. لم تكن تريد أن تكون مسؤولة عن بناء حدود جديدة في أوروبا. هنا كان تصرفها أكثر تصميما وحزما منه فيما يتعلق بأزمة اليورو، التي ترددت المستشارة في بدايتها، وذلك أيضا لاعتبارات سياسية داخلية. مع صندوق إعادة الإعمار الأوروبي، الذي ينص على تحمل المديونية بشكل مشترك، قامت في 2020 بالتعويض عن ذلك التردد. 

ترشحها في 2017 لفترة رابعة، ستكون الفترة الأصعب في مسيرتها كان يعود بالدرجة الأولى لأسباب سياسية خارجية: بعد انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة كانت تريد تجنب إعطاء الانطباع بأن آخر ربان موثوق لسفينة الديمقراطية الليبرالية سوف يترك المقود أيضا. في الاضطرابات السياسية الدولية منذ 2008 كانت أنجيلا ميركل تجسد باستمرار الاستقرار، الذي يمكن للبعض الاعتماد عليه واللجوء إليه.  

© www.deutschland.de

You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here