إلى المحتوى الرئيسي

الانتخاب – نعمة مجانية

لماذا يشارك المواطنون من ذوي الأصول الأجنبية في انتخابات البوندستاغ الألماني؟ ثلاثة منهم يتحدثون عن الأسباب.

مارتينا بروبسون-هاوك, 25.08.2021
الانتظار أمام مركز انتخابي (صورة من أرشيف 2020)
الانتظار أمام مركز انتخابي (صورة من أرشيف 2020) © picture alliance/dpa

في السادس والعشرين من أيلول/سبتمبر تنتخب ألمانيا البوندستاغ الجديد. يتمتع بحق الانتخاب 60,4 مليون إنسان. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 12 في المائة من هؤلاء الناخبين، هم مواطنون من أصول أجنبية. ثلاثة منهم يتحدثون عن دوافعهم للمشاركة في الانتخابات.

"عندما سمح لي الانتخاب للمرة الأولى كنت في غاية الاضطراب"، يقول ألكسندر دافيدوف. "قمت بذلك، كي أجعل صوتي مؤثرا، وكان الشعور جميلا بأن صوتي له تأثير بالفعل". في سن الخمس سنوات، في 1993 جاء والداه بصحبته وشقيقه من سانت بطرسبورغ إلى ألمانيا. بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تعرض اليهود هناك لمزيد من المشاكل ومعاداة السامية، وتمكنوا، كما الكثير من أقرانهم، من الحضور إلى ألمانيا وفق حصص اللاجئين. كان الأب يتكلم الألمانية، حيث تعلمها في المدرسة. وقد وجد الأب المهندس عملا في دورتموند، حيث تربى ألكسندر. المشاركة في الانتخابات كانت دوما من الأمور المهمة بالنسبة للأسرة.  

"كان والدي يشارك دوما في انتخابات الأحزاب التي تدعم الأسرة، وكان يريد أن نكون في أمان، وأن تحصل الأسرة سريعا على منزلها الخاص"، يقول دافيدوف، الذي يعمل محررا للأخبار الرياضية في فرانكفورت. في 2001 حصلت الأسرة على الجنسية الألمانية، وكان حينها في الثالثة عشرة. بعد حصوله على الشهادة الثانوية توجه دافيدوف إلى الجيش، وقام بعدها بجولة عبر العالم: مع حقيبة الظهر انتقل بين آسيا وأوقيانوسيا وغرب أفريقيا والشرق الأوسط. وهو ما زال يحب السفر. "زرت أكثر من 70 بلدا من بلدان العالم، وشاهدت ديكتاتوريات وممالك. العيش في ظل الديمقراطية والتمكن من المشاركة في الانتخابات أشبه بالنسبة لي بعد كل رحلة بِأَوّل رشفة ماء بعد عطش شديد: رائعة لا تُنسى".

العيش في ظل الديمقراطية والمشاركة في الانتخابات أشبه بالنسبة لي بشربة ماء عذب لا تنسى.
ألكسندر دافيدوف، صحفي رياضي

هاجرت سيفغي سانا رضيعة بصحبة والدتها ومع حقيبة يد، من جنوب شرق شواطئ البحر الأسود في مطلع السبعينيات من تركيا إلى ألمانيا. عمل والدها في ولاية بادن-فورتمبيرغ في البناء، ثم أحضر أسرته. "حكاية أسرة عامل أجنبي زائر تقليدية"، تقول ابنة الثامنة وأربعين عاما. وهي تعيش اليوم بالقرب من مدينة فرانكفورت. "في سن التاسعة عشرة أصبحت ألمانية". أيضا الوالدة والإخوة السبع قرروا في التسعينيات اختيار الجنسية الألمانية. أما الوالد فقد رفضها. "كان يرى نفسه باستمرار ضيفا في ألمانيا، وعاد فيما بعد إلى الوطن". توفي في تركيا، قبل أن يحقق حلمه في جني ثمار تعبه وكفاحه في الحياة. الأم تأرجحت طويلا بين البلدين، إلى أن حسمت أمرها بالبقاء إلى جوار أولادها وأحفادها.

حصلت سيفغي على الشهادة الثانوية، درست وعملت في أحد البنوك. "عندما أتيحت لي الفرصة للمشاركة في الانتخابات للمرة الأولى كان ذلك مهما جدا بالنسبة لي، كي أشعر أنني في ألمانيا، في وطني الفعلي، وأنني أنتمي لهذا البلد". وهي تشارك في جميع الانتخابات. "الأتراك حساسون جدا سياسيا، والسياسة من الموضوعات التي تتداولها الأسر كثيرا، حتى عندما يلتقي المرء بأصدقاء، كثيرا ما يدور الحديث حول السياسة، على خلاف الأمر بالنسبة للألمان"، حسب سيفغي. وتضيف أن أمها كثيرا ما سألتها وسألت إخوتها عن الأحزاب وتوجهاتها. "كانت تجمع المعلومات منا، ثم تذهب للانتخاب، على الرغم من أنها لم تتقن الألمانية بشكل جيد". 

كان الانتخاب مهما جدا بالنسبة لي، كي أشعر أنني في ألمانيا في وطني، وأنني أنتمي لهذا البلد
سيفغي سانا، موظفة

https://www.deutschland.de/en/2021-bundestag-elections

"معرفة اللغة الألمانية غير كافية"، لهذا السبب فشلت أمينة شبلي فترة طويلة من الزمن في التوجه إلى صناديق الانتخاب. منذ 20 سنة تعيش المغربية ابنة الأربعين في ألمانيا، منذ 2013 تحمل الجنسية الألمانية. أربعة أولاد، أكبرهم 18 سنة، وأصغرهم 11. "أنا ربة بيت"، تقول السيدة المغربية. إلا أنها تنشط في العمل التطوعي كمفوضة اندماج في مجال الرياضة، وقد نجحت في منطقة راين-ماين خلال فترة جائحة كورونا في إخراج سيدات من أصول أجنبية من بيوتهن، كي يمارسن شيئا من الرياضة. كثيرا ما تتحدث مع الأسرة والأصدقاء والجيران عن أفضل الأحزاب التي يمكن أن ينتخبها المرء. ولكن: "كل شخص يقول شيئا مخالفا!" هي شخصيا تتحدر من أسرة ناشطة سياسيا: أخوها عمدة مدينة في المغرب. الآن أصبحت تتحدث الألمانية بشكل أفضل، وتريد المشاركة للمرة الأولى في انتخابات البوندستاغ القادمة. رغم ذلك لديها اقتراح للتطوير والتحسين: "أتمنى الحصول على مزيد من المعلومات عن مختلف الأحزاب باللغة العربية".

© www.deutschland.de

You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here