"انقضى نصفُ المدة، ولم نصل منتصفَ الطريق"
يقول الخبير أكسل بيرجر إن التقييمَ المبدئيَّ لخطة 2030 مُخيِّبٌ للآمال. "لكن لا يزال بإمكاننا تحقيقُ ذلك في العديد من المجالات، إذا توفَّرت الإرادة".
سيد بيرجر، ما تقييم منتصف المدة لخطة 2030؟
صحيحٌ أن نصف المدة قد انقضى، لكننا لم نصل إلى منتصف الطريق بعد. وينطبق ذلك على جميع أهداف التنمية المستدامة تقريبًا، وعلى العديد من المؤشرات التي وُضِعَت لقياس تحقُّق الأهداف. ووفقًا لتقرير التنمية المستدامة لشبكة حلول التنمية المستدامة، فإننا نسيرُ على الطريق الصحيح نحو تحقيق 18% فقط من هذه المؤشرات، بحلول عام 2030. وهذا تقييمٌ مُخيِّبٌ للآمال، ويتعلَّق بالطبع -على سبيل المثال لا الحصر- بالأزمات المتعددة التي نشهدها حاليًا. لكن التوقعات تُظهِر أيضًا أنه: لا يزال بإمكاننا تحقيقُ ذلك في العديد من المجالات، إذا توفَّرت الإرادة.
لقد زرتَ نيويورك في يوليو/تموز 2023؛ لحضور المنتدى السياسي رفيع المستوى، الذي مهَّد لقمة الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة في سبتمبر/أيلول. كيف كانت الأجواءُ هنالك؟
كان هناك الكثير من خيبة الأمل. وضغطٌ قويٌّ ناجمٌ عن توقُّعاتٍ من جانب البلدان منخفضة الدخل، بأن تحصل الآن أيضًا على وعودٍ بالتمويل. وفي الوقت نفسه، تزداد الصورةُ وضوحًا بأننا لا يجب أن ننظر إلى الدول بوصفها أطرافًا فاعلة فحسب؛ إذ أن هنالك أيضًا العديد من المدن والمناطق، التي تُقدِّم تقارير طوعية عن حالة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. وتنطوي في داخلها على ديناميكيةٍ قوية، وإرادةٍ جادة لتحقيق خطة 2030.
ما الدور الذي تؤدّيه ألمانيا؟
ستؤدّي ألمانيا دورًا محوريًّا في دفع الصفقة الأوروبية الخضراء بوصفها قوةً إقليمية رائدة، ومن ثم دفع مسار أوروبا نحو الحياد المناخي. بالإضافة إلى ذلك، تشارك ألمانيا -مع ناميبيا- في قيادة "قمة المستقبل" 2024. وتلعب القمة دورًا مهمًّا في سلسلة الاجتماعات الدولية، التي تُحدِّد التطورات اللاحقة في أهداف التنمية المستدامة.
العالِم السياسيّ د. أكسل بيرجر هو نائب المدير (المؤقت) للمعهد الألماني للتنمية والاستدامة (IDOS) والمدير الإداريلشبكة حلول التنمية المستدامة (SDSN) بألمانيا. تجمع الشبكةُ -التي تموّلها الحكومةُ الاتحادية- معارف من قطاع العلوم والاقتصاد والمجتمع المدني.