إلى المحتوى الرئيسي

رئيس اتحادي يحظى بتأييد واسع

يتطلع فرانك-فالتر شتاينماير إلى البقاء خمس سنوات أخرى على رأس الدولة الألمانية. وهو يحظى باحترام كبير عابر للأحزاب. 

كارستن هاوبتماير, 10.02.2022
الرئيس الاتحادي شتاينماير
الرئيس الاتحادي شتاينماير © picture alliance/dpa

في وقت مبكر، على غير العادة، أعلن الرئيس الاتحادي فرانك-فالتر شتاينماير في أيار/مايو 2021 عن رغبته في الترشح للبقاء خمس سنوات أخرى على رأس السلطة السياسية في ألمانيا. "أريد الترشح لفترة رئاسية ثانية"، قال شتاينماير قبل أربعة أشهر من موعد انتخابات البوندستاغ، أواخر أيلول/سبتمبر. حينها لم يكن من الواضح إطلاقا ما إذا كان سيحصل على الدعم اللازم لهذا الانتخاب. ولكن قبل الموعد الرسمي لانتخاب رئيس الجمهورية الاتحادية في 13 شباط/فبراير 2022 بعدة أسابيع، بات من المؤكد أن شتاينماير سوف يتمكن من البقاء في قصر بيلفو الرئاسي لخمس سنوات أخرى.

لم تكن أحزاب الائتلاف التي تشكل الحكومة الاتحادية الجديدة منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر، من SPD والخضر وFDP وحدها التي أعلنت دعمها إعادة انتخاب شتاينماير. فمنذ أوائل كانون الثاني/يناير أعلنت أيضا قيادات أحزاب المعارضة الرئيسية CDU وCSU عن تأييدها إعادة انتخاب شتاينماير. وهذا ما مكن شتاينماير اعتبارا من تلك اللحظة، من الارتياح والاطمئنان لنتائج جلسة الانتخاب التي يعقدها التجمع الاتحادي في 13 شباط/فبراير. علما بأن التجمع الاتحادي يتألف من أعضاء البوندستاغ، وعدد مماثل من ممثلين عن الولايات الاتحادية. أي أن تركيبة هذا التجمع الاتحادي تعتمد على تركيبة الأغلبية في البرلمان الاتحادي وفي برلمانات الولايات "لاندتاغ".

أول فترة رئاسية دستورية لشتاينماير بدأت في مطلع 2017

شتاينماير بعد انتخابه للمرة الأولى رئيسا اتحاديا لألمانيا
شتاينماير بعد انتخابه للمرة الأولى رئيسا اتحاديا لألمانيا © picture alliance/ZUMAPRESS.com/Simone Kuhlmey

في 12 شباط/فبراير 2017 انتخب التجمع الاتحادي بغالبية حوالي 75 في المائة شتاينماير ليكون الرئيس الألماني الاتحادي الثاني عشر. السياسي البارز في حزب SPD كان قد شغل حتى ذلك الحين منصب وزير الخارجية الألماني في حكومة الائتلاف بين CDU/CSU وSPD، بقيادة المستشارة الاتحادية أنجيلا ميركل (حزب CDU). وقد ترشح شتاينماير للرئاسة، خلفا للرئيس يوآخيم غاوك الذي تنازل عن الترشح لفترة رئاسية ثانية. بعد خمس سنوات كحد أقصى سوف يكون لزاما على شتاينماير إنهاء تواجده في المنصب الأعلى في البلاد، حيث أن الدستور الألماني "القانون الأساسي" يسمح بإعادة الانتخاب مرة واحدة فقط.

شتاينماير متزوج منذ 1995 من إلكة بودنبيندر، ولديهما ابنة واحدة. تعمل بودنبيندر كقاضية، وهي تريد خلال الفترة الرئاسية الثانية لزوجها العودة في ربيع 2022 إلى مقر عملها في محكمة برلين الإدارية للعمل بدوام جزئي هناك. 

من مدير مكتب المستشار إلى الرئيس الاتحادي

حلف اليمين الدستورية وزيرا للخارجية في 2005
حلف اليمين الدستورية وزيرا للخارجية في 2005 © picture alliance/dpa

شتاينماير المولود في الخامس من كانون الثاني/يناير 1956 في ديتمولد، ولاية نوردراين-فيستفالن، درس الحقوق في جامعة غيسن، حيث حصل أيضا على الدكتوراه في عام 1991. في ذات العام بدأ عمله مستشارا في قانون الإعلام والسياسة الإعلامية في مستشارية ولاية نيدرزاكسن في هانوفر. وقد كان منذ بداياته السياسية على علاقة وثيقة بالمستشار الاتحادي فيما بعد، غيرهارد شرودر. اعتبارا من 1993 أصبح شتاينماير مديرا لمكتب رئيس وزراء ولاية نيدرزاكسن آنذاك. وعندما خرج حزب SPD من انتخابات البوندستاغ 1998 كأقوى قوة في البرلمان، وأصبح غيرهارد شرودر مستشارا اتحاديا لألمانيا، انتقل شتاينماير إلى برلين. حيث كان بداية سكرتير دولة في مكتب المستشار الاتحادي، وتسلم اعتبارا من 1999 المنصب المهم والحساس، مدير مكتب المستشار الاتحادي. 

وقد بقي شتاينماير أيضا في الحكومة الاتحادية، عندما أصبحت السياسية البارزة في حزب CDU، أنجيلا ميركل في 2005 أول مستشارة اتحادية لألمانيا. فقد تولى شتاينماير وزارة الخارجية، وأصبح اعتبارا من 2007 نائبا للمستشار. شارك في انتخابات البوندستاغ 2009 كمرشح أول لحزب SPD، إلا أنه لم يتمكن من الفوز. بقيت ميركل مستشارة لألمانيا أربع سنوات أخرى على رأس حكومة من أحزاب CDU وCSU وFDP. وكان شتاينماير خلال تلك الفترة رئيسا للكتلة النيابية للحزب الديمقراطي الاجتماعي المعارض في البوندستاغ. وبقي خلال تلك الفترة الوجه الأول في مقابل ميركل. في الائتلاف الحكومي الجديد بين أحزاب CDU/CSU وSPD بعد انتخابات البوندستاغ 2013 تولى شتاينماير للمرة الثانية وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية، وبقي في هذا المنصب حتى انتخابه رئيسا اتحاديا للبلاد في 2017.

جهود من أجل الديمقراطية والتضامن الاجتماعي

بعد خمس سنوات في رئاسة الجمهورية الاتحادية بات شتاينماير يحظى باحترام وتقدير عابر للأحزاب. وقد نال خلال السنوات الماضية الكثير من الاعتراف لجهوده الرامية بشكل رئيسي إلى تعزيز الديمقراطية والتضامن الاجتماعي. وعلى ضوء الأعباء المترتبة على جائحة كورونا حذر شتاينماير في أواخر 2021 في كلمته لمناسبة أعياد الميلاد قائلا: "ليس من الواجب في الديمقراطية أن نشترك جميعا في ذات الرأي. ولكن يجب علينا أن نفكر دوما: نحن بلد واحد! يجب علينا أن نكون قادرين بعد جلاء الجائحة على النظر إلى أنفسنا باحترام. ونريد أيضا بعد الجائحة أن نعيش مع بعضنا البعض".  

© www.deutschland.de