إلى المحتوى الرئيسي

10 أسئلة عن تحول الطاقة

والإجابات الأهم: كيف ستنجح ألمانيا في التخلي عن الطاقة النووية وستحقق الانعطاف الكبير في مجال الطاقة المتجددة.

13.08.2012
© Deutschland.de

كيف يتم فعليا التحول في عالم الطاقة؟

من المفترض أن تحل مصادر الطاقة البديلة محل المفاعلات النووية (KKW) التي سيتم إقفالها بحلول العام 2022 بشكل كامل. أي مفاعل سوف يخرج من الخدمة ومتى يكون ذلك، يتعلق هذا الأمر بدرجة الخطورة وأهمية المفاعلات المختلفة للشبكة العامة. وتقوم الحكومة الألمانية الاتحادية باختبار احتمال الحفاظ على مفاعل نووي "كاحتياطي بارد" لحالات الضرورة. وكتعويض عن الإيرادات المفقودة بسبب إقفال المفاعلات سيتم إعفاء أصحاب ومشغلي هذه المفاعلات من تسديد التزاماتهم المترتبة عليهم تجاه "صندوق الطاقة والمناخ" الذي شكلته الحكومة الاتحادية. ومن أجل سد هذه الثغرة في إيرادات الصندوق، سوف يحصل اعتبارا من العام 2012 على كافة إيرادات الحكومة الاتحادية من عرضها حقوق نفث الغازات العادمة للبيع بالمزاد. ويقوم هذا الصندوق بدعم الأبحاث العلمية المتعلقة بمصادر الطاقة المتجددة وتقنيات تخزين الطاقة والشبكة العامة، إضافة إلى التنقل بالكهرباء (وبشكل خاص السيارة الكهربائية) وإجراءات رفع كفاءة استخدام الطاقة. بالإضافة إلى كل هذا سيتم ضمان تزويد الصناعة ذات الاحتياجات الكبيرة للطاقة الكهربائية، علاوة على دعم مبادرات حماية المناخ في كل من البلدان النامية والصاعدة وفي دول وسط وشرق أوروبا.

ما هي البنية التحتية التي يتطلبها التحول في الطاقة؟

بما أنه سيتم الاستغناء عن الطاقة النووية تماما، فإنه من الضروري أن تدخل مصادر الطاقة الأخرى إلى الشبكة بفعالية عالية. وسوف تتأثر من إقفال المفاعلات النووية بشكل أساسي ولايات بادن-فورتمبيرغ وبافاريا وهيسن. وهذا الأمر يزيد من أهمية نقل الطاقة المتولدة في الشمال إلى المناطق الجنوبية بأقل ضياع أو خسارة ممكنة. وتعقد الآمال الآن على خطوط التوتر العالي للتيار المنتظم، القادرة على نقل الطاقة الكهربائية مسافات طويلة مع ضياع بسيط جدا للطاقة. وفي سبيل جعل بناء الشبكة أكثر شفافية قامت وكالة الطاقة الألمانية بجمع مقترحات من المواطنين من خلال حملة معلنة على العموم. كما تقدم وزارة الاقتصاد الاتحادية دعما مكثفا للأبحاث العلمية المتعلقة بالشبكة الذكية "Smart grids" التي تقوم بتعديل وموازنة التذبذبات في الطاقة المستخرجة من المصادر المتجددة، وتستجيب بمرونة لتغيرات الاستهلاك. الهدف من كل هذا هو التحول من "توليد الطاقة وفق حاجات الاستهلاك" إلى "الاستهلاك المتوافق مع التوليد الأمثل".

ما هي مصادر الطاقة التي ستحل مكان الطاقة النووية؟

يبقى الهدف الأكبر هو الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة إلى أقصى حد ممكن. في الطريق نحو تحقيق هذا الهدف لابد من اعتماد محطات الطاقة التقليدية العالية الكفاءة كمرحلة تقنية انتقالية. وتتمتع محطات الطاقة الألمانية العاملة بالفحم بدرجة فعالية هي الأعلى بين نظيراتها في العالم. كما تعتبر ألمانيا الرائدة في تطوير محطات الطاقة الحديثة العاملة بالغاز والبخار في آن معا، والتي تتميز بقلة الغازات العادمة المنبعثة منها. علاة على أن مبدأ الطاقة الذي تتبناه الحكومة الاتحادية يقوم أساسا على مصادر الطاقة المتجددة: حيث من المفترض أن تزداد مساهمة هذه المصادر في تلبية الاستهلاك من الطاقة (الكهرباء، التدفئة، أشكال الطاقة) بحلول العام 2030 إلى 30%، وبحلول العام 2040 إلى 455%، ثم إلى 60% بحلول العام 2050. وتلعب طاقة الرياح هنا الدور الأهم، وخاصة منها تلك التي يتم توليدها في أعالي البحار، والتي تنطوي على إمكانات هائلة غير مستثمرة بعد. وقد وضعت الخطط المتعلقة بربط الطاقة الكهروضوئية التي شهدت توسعا كبيرا في الفترة الأخيرة مع الشبكة الرئيسية. وبينما يجري التوسع في اعتماد كل من الطاقة العضوية والجوفية، تبدو إمكانات التوسع مصادر الطاقة المائية في ألمانيا محدودة نسبيا.

أية إبداعات ألمانية في مجال الطاقة المتجددة تقف على أبواب النجاح الكبير؟

من تطوير خلايا الطاقة الشمسية العضوية العالية الكفاءة إلى آليات البحث وتوليد الكهرباء اعتمادا على طاقة جوف الأرض: تقدم وزارة البحث العلمي الاتحادية الدعم الشامل للمبادرات والإبداعات المتعلقة بمصادر الطاقة المتجددة. وتقوم وزارة البيئة الاتحادية بدورها بتقديم الدعم المباشر للعديد من المشروعات. هكذا تمكنت على سبيل المثال شركة GE المحدودة المسؤولية لطاقة الرياح من التعاون مع مؤسسات أبحاث ألمانية من أجل اختبار بعض الأفكار الساعية إلى محطات طاقة الرياح المنخفضة الضجيج. وقد ساعد تخفيض الضجيج على توسيع القبول الشعبي لمحطات طاقة الرياح. وقد قام الباحثون في مركز أبحاث الطاقة الشمسية وطاقة الهيدروجين بادن-فورتمبيرغ خلال العام 2010 من تقديم خلايا شمسية رقيقة تتمتع بدرجة فعالية قياسية على المستوى العالمي وصلت إلى 20,3%. وتحت إشراف معهد تخطيط الأبنية في جامعة شتوتغارت تم منذ فترة تطوير أنظمة جمع الطاقة الشمسية من الواجهات الزجاجية. حيث لا تحول هذه الواجهات أشعة الشمس إلى طاقة تدفئة فقط، وإنما توفر أيضا حماية منها وتتحكم بالإنارة على مدى اليوم.

كيف تستثمر ألمانيا في الطاقة البديلة؟

رغم الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية ازدادت الاستثمارات الألمانية في قطاع الطاقة المتجددة في العام 2010 بمعدل قارب 30%، مقارنة بالعام الذي سبق. وقد حققت هذه الاستثمارات رقما قياسيا وصل إلى حوالي 27 مليار يورو. وتتوقع الحكومة الاتحادية أن حوالي 90% من هذه الاستثمارات أصبح ممكنا بفضل قانون الطاقة المتجددة (EEG). كما أن تعديلات قانون EEG التي أقرت ضمن سياق التحول الكبير في عالم الطاقة شكلت حوافز جديدة لمصادر الطاقة البديلة. وقد تم تقديم دعم على شكل برنامج قروض بقيمة 5 مليار يورو لمحطات طاقة الهواء التي تقام في أعالي البحار. ومن المفترض رفع سعر الطاقة المستمدة من جوف الأرض دعما لها ولتشجيع تطوير التقنيات المتعلقة بها، والتي مازالت تخفي إمكانات تطور كبيرة. هذا وتقدم الحكومة الألمانية الاتحادية خلال السنوات 2011 حتى 2014 ما مجموعه 3,5 مليار يورو لدعم التطوير والبحث العلمي المتعلقين بتقنيات الطاقة المتجددة.

ما هي الفرص الاقتصادية التي يتيحها التحول في عالم الطاقة؟

يعمل اليوم في قطاع الطاقة المتجددة في ألمانيا حوالي 370000 إنسان. وتتوقع وزارة البيئة الاتحادية أن يزيد هذا العدد عن نصف مليون بحلول العام 2030. كلاوديا كيمفرت، خبيرة الطاقة في المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية (DIW) ترى من خلال التحول في عالم الطاقة إمكانات نمو هائلة في قطاعات حماية البيئة مثل معالجة القمامة وإعادة الاستخدام (التدوير) أو تنقية المياه. وبشكل إجمالي يمكن حسب توقعات كيمفرت نشوء مليون فرصة عمل جديدة من خلال التحول في عالم الطاقة. وتتمتع الشركات الألمانية العاملة في قطاع الطاقة المتجددة بسمعة عالمية ممتازة. وبفضل نجاح الصادرات من محطات وتجهيزات حققت هذه الشركات نموا في حجم مبيعاتها من 8,6 مليار يورو في العام 2005 إلى 25,3 مليار يورو في العام 2010. ويمكن أن يقود التحول في الطاقة إلى مزيد من معدلات نمو عالية في هذا القطاع.

ماذا سيحدث للمفاعلات النووية بعد إقفالها؟

سوف يتم تفكيكها. في البداية سوف يتم تخزين الفضلات النووية في مجمعات قريبة مؤقتة. وفيما بعد سيتم نقلها إلى مستودعات (مقابر) نهائية. ومن أجل تفكيك المفاعل المحرر من معظم موجوداته المشعة هناك احتمالان: التفكيك القريب الأجل أو الإغلاق الآمن والتفكيك النهائي في وقت لاحق. ويتم تفكيك المفاعل النووي من الخارج باتجاه الداخل: من خطوط الأنابيب حتى خزانات المفاعل. وبعد تجزئة وتفكيك المفاعل تتم تنقية الأجزاء والوحدات المختلفة من الإشعاعات. وفي حال عدم وجود أية مخاطر من الأشعة يتم اقتلاع البناء بالكامل وإعادة تأهيل واستثمار الأرض التي يقوم عليها: حيث من المفترض في هذه الحال إعادة الأرض إلى الوضع الأساسي الطبيعي الذي كانت عليه. وقد نجحت هذه العملية في ألمانيا في عدة مواقع، منها مثلا المحطة النووية نيدرآيشباخ المقفلة منذ العام 1974، وأول مفاعل نووي ألماني، ومفاعل التجارب النووية كال.

هل ستشتري ألمانيا في المستقبل المزيد من الطاقة النووية من الخارج؟

الحقيقة هي: بعد أن قررت ألمانيا سحب سبعة مفاعلات نووية من الشبكة كرد فعل على كارثة مفاعل فوكوشيما الياباني ارتفعت المستوردات من الطاقة النووية. إلا أن هذا الأمر ليس هو البديل المرجو بالنسبة للحكومة الاتحادية، خاصة وأن ضمانة توفير الطاقة الكافية موجودة، حتى بدون المفاعلات التي تم إقفالها حتى الآن. إلا أن الصادرات والمستوردات تتأرجح بانتظام في ظل تجارة الطاقة العالمية المتشابكة. فعلى سبيل المثال تتحول ألمانيا اليوم إلى مصدر هام للطاقة في حال وجود رياح قوية، وطاقة الرياح هذه سوف تتوسع كثيرا خلال السنوات القليلة القادمة. من حيث المبدأ يجب أن يتطور إنتاج الطاقة الكهربائية من المحطات الحديثة العاملة بمصادر الطاقة التقليدية، وقبل كل شيء طبعا من تلك العاملة بمصادر الطاقة المتجددة، وذلك من أجل التحرر من الخضوع للاستيراد. وبالنسبة للحكومة الاتحادية تحظى الكهرباء المتولدة من مصادر الطاقة المتجددة بأولوية قصوى في مستقبل الاتجار بالطاقة.

ماذا يجب أن يحصل في مجال كفاءة الطاقة؟

مازال الكثير من الطاقة يضيع هباء. 40% من الطاقة في ألمانيا تذهب إلى السكن. وهذا ما يجب أن يتغير: من المفترض أن تنخفض الحاجة إلى التدفئة في المباني بمعدل 20% حتى العام 2020. البيت الحيادي لجهة المناخ سيكون البيت المعتاد في ألمانيا: في العام 2050 سيأتي معظم الطاقة اللازمة للمباني من مصادر الطاقة المتجددة. من خلال صندوق جديد لكفاءة الطاقة وفعاليتها تقدم الحكومة الألمانية الاتحادية الدعم لكافة الإجراءات التي من شأنها رفع كفاءة استخدام الطاقة، مثل تجديد وإصلاح المباني بحيث تصبح أقل حاجة للطاقة وإصدار شيكات توفير الطاقة والكهرباء للمنازل. من ينجح في تخفيض حاجة منزله للطاقة يحصل على دعم حكومي. أيضا "مبادرة دعم موفري الطاقة" الجديدة، التي انطلقت بداية برأس مال وصل إلى 200 مليون يورو تضع كفاءة الطاقة نصب عينها: حيث سيتم دعم الأبحاث الأساسية من أجل تفادي الهدر والخسارة في دارة الطاقة.

ماذا تفعل ألمانيا على المستوى العالمي من أجل الطاقة المتجددة؟

تعول ألمانيا على شراكات عالمية. من الأمثلة المتميزة على ذلك برنامج شراكة الطاقة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي الذي انطلق في العام 2007 في ظل الرئاسة الألمانية وبمشاركة ألمانية أساسية فعالة. وقد أقر هذا التعاون في العام 2010 توفير خدمات الطاقة المستدامة لحوالي 100 مليون إنسان في أفريقيا. الوزارة الألمانية الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية وبالتعاون مع الهيئة الاتحادية للتعاون الدولي (GIZ) تعمل بصفتها عضوا مؤسسا في "التحالف الدولي من أجل مطابخ نظيفة"، كما تقدم الدعم لاستخدام الخشب بأسلوب غير مضر بالبيئة، وتدعم اعتماد مصادر الطاقة المتجددة، كالغاز العضوي. إضافة إلى ذلك تدعم ألمانيا خطة طاقة البحر المتوسط الشمسية ومبادرة طاقة الصحراء ديزيرتيك. كما تعتبر الطاقة أحد ركائز السياسة الخارجية الألمانية بسبب أهميتها في تحول المناخ: هكذا بذلت ألمانيا جهدا كبيرا لكي يتبنى مجلس الأمن الدولي، وفي ظل الرئاسة الألمانية له في تموز/يوليو 2011 مسألة تحول المناخ على أنها من المخاطر التي تتهدد السلم والأمان.