إلى المحتوى الرئيسي

النشاط الاقتصادي المستدام

رائد الاقتصاد الحيوي، كريستيان باترمان يتحدث عن إمكانات وحدود الاقتصاد الذي يعول على المواد البيولوجية الخام.

17.08.2020
الصناعة والاستدامة لا يتعارضان مع بعضهما البعض
الصناعة والاستدامة لا يتعارضان مع بعضهما البعض © Shutterstock

د. كريستيان باترمان، 78 عاما، كان من 1996 وحتى دخوله سن التقاعد في 2007 مديرا لبرنامج التكنولوجيا الحيوية والزراعة والمواد الغذائية في الاتحاد الأوروبي، ومن 2009 حتى 2012 كان عضوا مؤسسا في أول مجلس للاقتصاد الحيوي في ألمانيا. 

Dr. Christian Patermann
Dr. Christian Patermann

السيد باترمان، يمكن القول أن حضرتكم الرائد في مجال الاقتصاد الحيوي. كيف حدث هذا الأمر؟
في عام 2004 أثار انتباهي وزملائي في العمل تقرير لمنظمة OECD كان يجمع معلومات هائلة عن كيفية الاستفادة من الحيوانات والنباتات والحشرات والأحياء الدقيقة والأنزيمات والبروتينات. وقد كنا مدركين أن هذه الموارد الحيوية تنطوي على العديد من المزايا والخصائص الفريدة: قابليتها للتجدد، صداقتها للبيئة، إمكاناتها الاقتصادية. حيث أن المواد الجديدة التي يتم إنتاجها اعتمادا على الموارد الحيوية كانت غالبا أقل سمية، وكان إنتاجها يحتاج إلى كميات أقل من الماء والطاقة. جميع هذه العوامل قادتنا إلى طرح سؤال مفاده: أليس من المنطقي التفكير في نمط اقتصادي يقوم على المواد الأولية والمواد الخام الحيوية؟ إلا أننا كنا متواضعين، وفكرنا بداية في موضوع جديد كبير للأبحاث، ضمن إطار برنامج الأبحاث السابع للاتحاد الأوروبي، الاقتصاد الحيوي. ولكن الأمور تطورت بشكل آخر.    

أفضل الحديث عن اقتصادات حيوية، بدلا من الحديث عن الاقتصاد الحيوي
كريستيان باترمان، رائد الاقتصاد الحيوي

يجب أن تشرح لنا هذا ...
بسرعة كبيرة تطورت في العديد من البلدان خلال السنوات التالية خطط طريق واستراتيجيات الاقتصاد الحيوي، التي تجاوزت خططنا البحثية. أكثر من 60 بلدا قامت حتى الآن بتطوير أفكار الاقتصاد الحيوي الخاصة بها، وهي في غاية الاختلاف والتنوع. لهذا السبب أفضل الحديث عن اقتصادات حيوية متعددة، بدلا من الحديث عن الاقتصاد الحيوي. في فرنسا، وقبل كل شيء في فنلندة، وكذلك في إيرلندة وإيطاليا ودول البنلوكس لدينا اليوم خطوطا إنتاجية تجارية واسعة تعتمد على العناصر والمواد الحيوية، وهي تعمل في مجالات الكيمياء والغابات وبشكل رئيسي في مجال الوقود الحيوي. وبشكل مشابه نرى ذلك أيضا في الصين وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا واليابان وكندا والولايات المتحدة.

إلا أن استخدام المواد الأولية المتجددة يمكن أن يقود إلى نزاعات وأزمات جديدة، عندما يدور الأمر على سبيل المثال حول زراعة النباتات الضرورية للغذاء أم للعلف أم لتوليد الطاقة.
نعم، مع الأسف تركزت الحوارات حول الاقتصاد الحيوي في العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الأخيرة فقط على جانب واحد، هو الوقود الحيوي. وهذا لم يكن إطلاقا في نيتنا. فقد تحدثنا دوما عن المساواة بين "أربعة حروف F" بالإنكليزية: الغذاء والأعلاف والألياف والوقود. يجب أن يكون الحل بكل بساطة في زراعة المواد الخام اللازمة للوقود الحيوي في تربة قاحلة أو شبه قاحلة أو من النفايات، بحيث لا تشكل أية منافسة لمصادر الغذاء. وهنا مازالت الحاجة هائلة لإجراء المزيد من الأبحاث. على أية حال أنا سعيد لعودة الحديث بشكل متزايد حول تدفقات المواد غير النشطة، "حروف F الأربعة".

أجرى الحوار: مارتين أورت

© www.deutschland.de

You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here