"حمايةُ المناخ تُكلِف المال، ولكن التقاعس له كُلفةٌ أكبر بكثير"
يشرح سكرتير الدولة، يوخن فلازبارث، كيف تعتزم ألمانيا والاتحادُ الأوروبيُّ البقاءَ ضمن نطاق 1.5 درجة مئوية – ولماذا تؤدِّي منطقةُ الأمازون دورًا محوريًا.
سيد فلازبارث، بأيِّ أهدافٍ تسافر ألمانيا لحضور مؤتمر المناخ العالميّ لعام 2025؟
نريدُ أن نبرهن على أن حمايةَ المناخ الطموحة والقوة الاقتصادية متلازمتان. والهدف هو سدُ الفجوة إلى حدّ 1.5 درجة مئوية باتخاذ تدابير ملموسة. كما نلتزم في إطار التعاون مع الاتحاد الأوروبي بمضاعفة استخدام الطاقة المتجددة ثلاثة أمثال ومضاعفة كفاءة الطاقة بحلول عام 2030، بالإضافة إلى التخلُّص التدريجيّ من مصادر الطاقة الأحفورية. يُنتظَر من كوب 30 في بيليم أن يُوجِّه إشارةً قويةً من أجل التحوُّل العالميّ في مجال الطاقة. تجلب ألمانيا معها في هذا الصدد خبرتها الممتدة لعشرين عامًا في مجال تحوُّل الطاقة. الأكيد أن: التعددية هي السبيل الوحيد لحل أزمة المناخ، إذ لا يمكن لأي دولة أن تُنجز ذلك بمفردها.
كل يورو يُستثَمر سيمنع الأضرار المستقبلية الناجمة عن الفيضانات والجفاف وتلف المحاصيل.
كيف يبدو التزامُ ألمانيا بالضبط؟
حمايةُ المناخ تُكلِف المال، ولكن التقاعس له كُلفةٌ أكبر بكثير. تُقدِّم ألمانيا، بصفتها ثالث أكبر اقتصاد في العالم، أكثر من ستة مليارات يورو سنويًا لمشروعات المناخ الدولية حتى عام 2025 – للتكيُّف وحماية المناخ والتنوُّع البيولوجيّ في الدول النامية والاقتصادات الناشئة. إنه التضامن والوقاية في آنٍ واحد: كل يورو يُستثَمر سيمنع الأضرارَ المستقبلية الناجمة عن الفيضانات والجفاف وتلف المحاصيل. كما يُتيح تمويل المناخ في الوقت ذاته فرصًا لاقتصادنا؛ فالتكنولوجيا الألمانية، على سبيل المثال في مجال الهيدروجين والاقتصاد الدائري، مطلوبةٌ عالميًا.
ما دور ألمانيا في مفاوضات سياسة المناخ في الاتحاد الأوروبيّ؟
ألمانيا هي مُحرّك حماية المناخ الطموحة في أوروبا. نتطلَّع إلى ظهور الاتحاد الأوروبي بصوتٍ قويّ ومُوحَّد، خاصةً قبل انعقاد مؤتمر كوب 30. يجب أن يتوافق هدف المناخ الجديد لعام 2040 توافقًا واضحًا مع حد 1.5 درجة مئوية. اقتراحُ المفوضية الأوروبية بخفض الانبعاثات بنسبة 90 في المائة هو خطوةٌ في الاتجاه الصحيح. لقد أثبت الاتحادُ الأوروبيُّ قدرته على القيادة، على سبيل المثال، بتداول الانبعاثات وتعديل حدود الكربون والصفقة الخضراء. الحاسم في الأمر أن نظهر عازمين حتى تظل أوروبا نموذجًا يُحتذى به وتتبع خطاها الدولُ الرئيسيةُ الأخرى المُصدِّرة للانبعاثات.
كيف تدعم ألمانيا غيرها من الدول في مجال حماية المناخ؟
لن تنجح سياسات المناخ، إلا إذا كانت عادلة؛ لذا تسعى ألمانيا إلى الحوار مع الدول الناشئة والنامية باعتبارهم شركاء. نحن ندعم، عبر المبادرة الدولية للمناخ، مشروعاتٍ عالمية، بدءًا من توسيع نطاق الطاقة الشمسية وصولًا إلى التنمية الحضرية. مثالُ ذلك نادي المناخ: هناك أكثرُ من 40 دولة تتعاون معًا لجعل صناعاتها صديقة للمناخ أكثر فأكثر. هكذا يُبنى التعاونُ الملموس – تبادلُ المعرفة ونشرُ التكنولوجيا ومواءمةُ المعايير. هذه هي الطريقة الوحيدة لإنجاح التحوُّل العالميّ.
ما المسؤولية التي تتحمّلها البرازيل باعتبارها الدولة المضيفة لمؤتمر كوب 30؟
تتحمَّل البرازيل مسؤوليةً كبيرةً تجاه مؤتمر كوب 30، ولديها في الوقت ذاته فرصةٌ سانحة. يُعدّ الأمازون شريان الحياة لأمريكا الجنوبية والرئة الخضراء للمناخ العالمي. وبصفتها الدولة المضيفة، يُمكن للبرازيل أن تُضفي ديناميةً جديدة على حماية المناخ الدولية، على سبيل المثال، في مجال حماية الغابات وتحقيق تحول عادل في مجال الطاقة. تقف ألمانيا إلى جانبها، وتدعم حماية الغابات المطيرة، وتستثمر في مشروعات التنمية المستدامة. والحاسم في الأمر اتخاذُ قراراتٍ جريئة في بيليم تُسهم حقًا في حماية كوكب الأرض.
نبذةٌ شخصية
يتولَّى يوخن فلازبارث منصب وزير الدولة في وزارة البيئة الاتحادية وحماية المناخ والحفاظ على الطبيعة والسلامة النووية منذ مايو/أيار 2025. كان الخبيرُ الاقتصاديُّ رئيس رابطة حماية الطبيعة في ألمانيا "NABU" ورئيس الوكالة الاتحادية للبيئة. يُعدّ أحد أكثر خبراء ألمانيا خبرةً في مجال حماية المناخ والحفاظ على الطبيعة.