مدن صِحّيّة خضراء

السيد باكهاوس، ما هي النقاط التي يجب أن يركز عليها التخطيط الحضري المستدام؟
يبدأ التخطيط الأخضر للمدينة  مع بنية هذه المدينة وتوزيع مساحات البناء والمساحات الخضراء. فمن الواجب على سبيل المثال توفير ما يكفي من المساحات الخضراء والمساحات الفارغة، وتخطيط مباني وميادين مناسبة للمناخ. علاوة على ذلك يتوجب على القائمين على التخطيط الحضري دعم وسائل النقل العام المحلية وطرق الدراجات والسير على الأقدام.

يدور خلال الفترة الأخيرة نقاش دائم حول نهج الاستخدام المتعدد الأغراض للمساحات. حيث يتم التركيز على ما يسمى "البنية التحتية الرمادية"، أي الطرقات والساحات والكراجات والمباني، التي يجب تصميمها بشكل أكثر "خضرة".

كيف يمكن للمدن مواجهة تحديات التحول المناخي؟
من المهم عند تخطيط المدن المحافظة على يسمى محاور التهوية، من أجل مواجهة زيادة الحرارة الناجمة عن تبعات التحول المناخي. بالإضافة إلى ذلك يتوجب علينا تصميم المدن بشكل تكون معه أكثر خضرة، مع تحويل مزيد من المساحات إلى مساحات خضراء، وحماية الطرقات والساحات من الحرارة عبر المزيد من ظلال الأشجار، ودعم تحويل الأسطح والواجهات الخارجية للمباني إلى مساحات خضراء أيضا.

ما هو دور المدن في حماية التنوع الحياتي؟
هو دور مهم جدا، حيث يتواجد العديد من الكائنات الحية النادرة أو المهددة بالانقراض وكذلك فضاءات حياتها في المدن أو حولها، وفي ذات الوقت يستمر النمو السكاني في العديد من المدن. من أجل حماية التنوع البيولوجي لابد من حماية المساحات الغنية بأصناف الحياة من توسع البناء.

ما هي الأفكار الموجودة في ألمانيا من أجل حماية التنوع البيولوجي والحياتي في المدن الألمانية؟
يوجد في فرايبورغ على سبيل المثال اختبار التنوع البيولوجي. فقد قامت المدينة بشكل منهجي ومنتظم باختبار كامل المساحة المأهولة لجهة التنوع البيولوجي الحضري. هذا الاختبار للتنوع البيولوجي ينجم عنه نصائح تخطيطية لمختلف المجالات، مثل تحسين رعاية المساحات الخضراء، أو إجراءات "التخضير" على المباني. بالإضافة إلى ذلك تقوم البلديات بتطوير مروج للزهور البرية الغنية بأصناف الحياة، وتزرع الشجيرات المحلية، أو تتخلى عن استعمال المبيدات الكيميائية، وتسعى إلى مزيد من التنوع الحياتي في المساحات المحلية العامة.

كيف تبدو المدينة المثالية بالنسبة لكم؟
مرنة، خالية من العوائق، قريبة من الطبيعة، اجتماعية، نشيطة، ثقافية، متنوعة، صديقة للبيئة، تتحلى بالعدالة والمساواة، حيادية لجهة المناخ، متلونة، صحية منفتحة، شاملة مبدعة، آمنة، تعاونية، متسامحة، صديقة للعائلة، تعددية، متكاملة، سلمية، رياضية، إبداعية. اللائحة تطول ولا نهاية لها. 

المدينة المثالية تبقى مبدئيا حلما، وخاصة من وجهة نظر العولمة. إلا أن من واجبنا جميعا العمل والسعي للسير في هذه الطريق، بقناعة تامة، ورغم كافة الصعوبات، وأن نكون شديدي التحمل أيضا.

سيباستيان باكهاوس هو مدير وحدة إدارة الاستدامة في مدينة فرايبورغ، التي تعتبر واحدة من أكثر المدن الأوروبية صداقة للبيئة. المدينة الواقعة في جنوب غرب ألمانيا لديها أجندة تعود في جذورها إلى السبعينيات. الإجابة على التساؤلات تمت بالتعاون مع ماركوس ليزن (رئيس قسم التخطيط الحضري) وهارالد شيخ (نائب المدير/ومدير القسم 2 – حماية البيئة) في فرايبورغ.  www.deutschland.de

You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here