معًا نحاربُ الوحدةَ في أيام العيد

تتوهّج الشموعُ على شجرة الميلاد المجيد، وتتكدَّس عشراتُ الهدايا أسفلها، ويُطهَى طبقُ العيد في الفرن – يحتفل الكثيرون بعيد الميلاد المجيد مع الأسرة أو الأصدقاء. لكن ليس كلُ شخصٍ قادرًا على الاحتفال مع أحبّته، لأسبابٍ متعدّدة – مثل الوفاة أو الانفصال أو حتى الانتقال إلى مدينةٍ جديدة. وبدلاً من الاجتماع المبهج، يعايش كثيرٌ من الأشخاص شعورَ الوحدة. نستعرض في السطور التالية أفكارًا ومبادراتٍ تساعدُ في تقليل الشعور بالوحدة خلال أيام العيد. 

التعارف في عيد الميلاد 

مؤسِّس مبادرة "لا أحد يبقى وحيدًا" يعرف جيدًا معنى الشعور بالوحدة: فقد باغته الانفصالُ قُبيل العيد، ليجد نفسَه فجأةً وحيدًا. ومن رحم هذه التجربة وُلدت فكرة "لا أحد يبقى وحيدًا"، وهي منصة تصل بين أناسٍ يشعرون بالوحدة وآخرين يمدون أيديهم للصحبة. تتلقى المبادرةُ سنويًا نحو 80,000 طلبٍ من ألمانيا والنمسا وسويسرا. ويعمل فريقٌ تطوّعيٌّ على تنسيق لقاءات تناسب عيدَ الميلاد المجيد ورأسَ السنة. 

التلاقي بالجوار 

من يذهب معي للجري؟ ممن يمكنني أن أستعير مِثقابًا؟ من لديه بيضةٌ زائدة؟ ربما الشخص الذي يسكن في الجوار المباشر. تربط بوابة nebenan.de بين جيرانٍ، لم يكن أحدُهم يعرفُ الآخرَ منذ أكثر من عشر سنوات. وفي فترة عيد الميلاد المجيد، يتسع نطاقُ المبادرة ليشمل المزيد من الفعاليات: فعلى منصة "Wir Weihnachten" (نحتفل بعيد الميلاد)، وهي مبادرة تُقدِّمها مؤسسة nebenan.de، تعرض خريطةٌ فعَّالياتٍ في أنحاء ألمانيا تجمعُ الأشخاصَ خلال الأيام السابقة لعيد الميلاد المجيد وفي أيام العيد. 

التجمُّع في الكنيسة 

كذلك الكنائس في ألمانيا تدعو الجميعَ لحضور لقاءاتٍ متنوّعة خلال أيام العيد؛ فإلى جانب الصلوات التي يُرحَّب فيها بالمؤمنين وغير المسيحيين على حدٍّ سواء، توجد عروضٌ أخرى للتلاقي في الكنائس في عموم ألمانيا: فمثلًا في مدينة هايده في شماليّ ألمانيا، يُقام احتفالٌ جماعيّ تحت عنوان "Wohnzimmerkirche" (كنيسة غرفة المعيشة)، تُقدَّم فيه للحضور النقانقُ وسلطةُ البطاطس. وفي كوبلنتس تُقام فعَّاليةٌ موسيقية باسم "Heiligabend in Gemeinschaft" (تجمع ليلة عيد الميلاد)، وتُقدَّم فيها وجبةٌ جماعيةٌ للمشاركين.