كيف تحتفل ألمانيا بعيد الميلاد المجيد؟
زيارةٌ إلى الألمان في عيد الميلاد المجيد: ما أهمُ الطقوس ولماذا تُعد سلطة البطاطس واحدةً من هذه الطقوس؟
يأتي أولُ مذاقٍ لعيد الميلاد مع كعك الزنجبيل وبسكويت سبيكولاس، والتي تهبطُ على أرفف المتاجر من السماء الصحوة الصافية في أواخر الصيف ومستهل شهر سبتمبر/أيلول. ومع أول يوم أحدٍ من الآحاد الأرْبَعَة السابِقَة لعِيد المِيلاد المجيد، تنشر أسواقُ عيد الميلاد المجيد، وأغاني العيد في الراديو، وأحبالُ الأنوار الزخرفية، أجواءَ عيد الميلاد في ربوع البلاد. بيد أن عيد الميلاد المجيد في ألمانيا له سماتٌ عديدة وخصائصُ مُميِّزة؛ سنجيبك فيما يلي على أهم الأسئلة.
هل الألمان المتدينون وحدهم هم من يحتفلون بعيد الميلاد؟
كلا. صحيحٌ أنه احتفالٌ مسيحي بمناسبة مولد يسوع المسيح، إلا أن الألمان الذين لا يعتنقون أيَّ ديانةٍ يحتفلون أيضًا بعيد الميلاد المجيد، وهكذا تصل النسبة الإجمالية للمحتفلين إلى حوالي 80 في المائة. تتناقص باستمرار أعداد الذين يذهبون في ألمانيا إلى الكنيسة في عيد الميلاد. وفي عام 2024 وصلت نسبتهم إلى 16 في المائة. بهذا تكون النسبة أقل بشكل واضح مما كانت عليه في زمن جائحة كورونا، (2019: 24 في المائة). يتزايد احتفال الناس في ألمانيا بعيد الميلاد ليس لأسباب دينية، ولكن في المقام الأول باعتباره احتفال عائلي ووقت للطقوس المشتركة. هذا ما بيّنته دراسةٌ أجرتها جامعة نويبيبرغ العسكرية.
ما هي العادات والتقاليد الألمانية المرتبطة بعيد الميلاد المجيد؟
من أشهر العادات وأكثرها انتشارًا نصبُ شجرة الميلاد وتزيينها بزخارف عيد الميلاد المجيد. أكثر من ثمانية من بين كل عشرة أشخاص في ألمانيا ينصبون شجرة الميلاد. فقط عندما تفوح رائحة أوراق التنوب الطازجة في أرجاء المنزل وتتألق زينة الشجرة، يشعر واحد من كل ثلاثة أشخاص بأجواء عيد الميلاد الحقيقية.
بما يتهادى الألمان في عيد الميلاد المجيد؟ لا تزال قسائم الهدايا - أو ببساطة النقود - تحتل الصدارة بلا منازع في قائمة الهدايا الأكثر شعبية: ووفقاً لدراسة أجرتها شركة الاستشارات EY، فإن ما يقرب من نصف السكان (48 بالمائة) يلجؤون إلى هذه الطريقة من الهدايا. وتأتي المواد الغذائية والحلويات (36 بالمائة) في المرتبة الثانية، تليها مباشرة الألعاب (33 بالمائة)، والكتب المطبوعة (31 بالمائة)، والملابس (30 بالمائة).
كيف يقضي الألمان عادةً عيد الميلاد المجيد؟
هناك يوما عطلة للاحتفال بعيد الميلاد المجيد في ألمانيا، هما 25 و26 ديسمبر/كانون الأول. أما يوم 24 ديسمبر/كانون الأول، أي عشية عيد الميلاد، فينقسم عند كثيرٍ من الأشخاص إلى صباحٍ حافل بالمهام، ثم احتفالٍ في المساء. إذا صادفت عشيةُ عيد الميلاد المجيد يومَ عمل، تظل المحلات التجارية مفتوحةً حتى الظهيرة وتنتعش عملياتُ الشراء آنذاك لتصل إلى ذروتها، إذ تعد الفرصة الأخيرة لشراء الهدايا ومأكولات العيد. بعد ذلك يحين الوقتُ لتزيين شجرة عيد الميلاد المجيد بأحبال الأنوار والكرات المُلوَّنة ولتغليف الهدايا وتحضير الطعام،
ثم تجتمع العائلات في وقتٍ مبكرٍ من المساء. وما زال البعض يحافظ على التقاليد الأصيلة مثل الغناء الجماعيّ أو عزف الموسيقى. وبعد تناول الطعام يأتي وقتُ توزيع الهدايا: يحينُ عندئذٍ وقتُ فتح الهدايا الموضوعة أسفل شجرة عيد الميلاد. يكتب الأطفال قبل عيد الميلاد المجيد بأسابيع قائمةً بأمنياتهم، وينتظرون بفارغ الصبر هذه اللحظة لمعرفة ما إذا كانت أمنياتهم ستتحقق،
أما الشباب الذين عادوا لقضاء عطلة عيد الميلاد المجيد مع أسرهم في مسقط رأسهم، فيخرجون غالبًا في وقتٍ متأخر للقاء الأصدقاء القدامى.
ماذا يأكل الألمان في عيد الميلاد المجيد؟
كان الصوم الكبير في التقاليد المسيحية القديمة يبدأ من عيد القديس مارتن يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني ويستمر حتى يوم 24 ديسمبر/كانون الأول. لذا تُقدَّم في الغالب وجبةٌ خفيفة عشية عيد الميلاد المجيد، مثل سمك الشبوط، لأن السمك كان مسموحًا بأكله في أثناء الصيام. كما يفضِّل الكثيرون تقديم سلطة البطاطس مع النقانق. أما في اليوم الأول أو الثاني من عيد الميلاد، فتُقدَّم عادةً وليمةٌ فخمة على المائدة الاحتفالية. وتتضمن وجبةُ عيد الميلاد المجيد التقليدية الإوز المشويّ مع فطائر البطاطس والملفوف الأحمر.
