موضة "إعادة التدوير للأفضل"
إنتاج أشياء مفيدة من القمامة. هذه هي فكرة "إعادة التدوير للأفضل"، التي تحمي البيئة وتوفر النقود.
رمي القمامة بات من الماضي، التدوير (إعادة الاستخدام) هو المستقبل. "إعادة التدوير للأفضل" هو اسم الموضة الجديدة. ما يبدو مثيرا وجديدا، هو في الواقع أمر موجود منذ زمن بعيد: الأشياء القديمة أو المنسقة تحصل على وظيفة جديدة، وتستعيد جزءا من قيمتها على الأقل. أمثلة على ذلك؟ الأرجوحة المصنوعة من إطارات السيارات القديمة، الحقائب المصنوعة من قوارير الماء البلاستيكية، المفروشات المصنوعة باستخدام منصة النقل "باليت". في العديد من البلدان النامية يعتبر التدوير جزءا من الحياة اليومية. وفي ألمانيا أيضا عمدت الأجيال السابقة، مثل جيل سنوات ما بعد الحرب مثلا، إلى إنتاج أقفال الدراجات باستخدام كابلات الكهرباء، وكل ذلك تحت شعار "الحاجة أم الاختراع".
وظيفة جديدة لسلعة قديمة
السبب وراء الاهتمام المتزايد بعملية التدوير في ألمانيا وغيرها من البلدان الصناعية خلال السنوات الماضية يمكن تفسيره وفهمه عبر رغبة الناس في التفرد والتمايز. كل ما له علاقة بالإبداع والعمل اليدوي ومبدأ "اصنعها بنفسك" يتمتع اليوم بشعبية لم يسبق لها مثيل. التدوير بات من عصب الحياة. تبين كل من شتانيسلاوس تايشمان وإريك بيبر من "أب سياكلينغ ديلوكس" في برلين هذا التطور في وقت مبكر. في دكانهما الواقع في شارع كستانين آلي، يبيع الاثنان منذ حوالي ثلاث سنوات قبعات مصنوعة من أكياس القهوة الفارغة، حلق للأذن مصنوع من قطع لعبة "ليغو"، لوحات مفاتيح من كتب قديمة، حقائب ومحافظ من مواد تغليف. "نريد تقديم شيء مُستَدام"، يقول تايشمان. على عكس الحال في التدوير العادي، ترتفع في التدوير للأفضل قيمة المواد الأولية، من خلال عودتها إلى دائرة إنتاج السلع والتجارة، حسب شرح صاحب المتجر.
تحتل ألمانيا مكانة متقدمة على صعيد استثمار واستغلال القمامة. حيث لا يكاد يوجد بلد أوروبي ينتشر فيه التدوير وإعادة الاستخدام، مثل ألمانيا، حوالي 70% من مواد التغليف يتم تدويرها. ولكن حسب دراسة حديثة، فإن كل مواطن ألماني يتسبب وسطيا في 614 كيلوغرام من القمامة في السنة، وهذا يزيد بمقدار 131 كيلوغرام عن المتوسط الأوروبي. من يستخدم في المستقبل برميل النبيذ الفارغ كبيت للكلب، أو يحول ملعقة الجدة الفضية القديمة إلى علاقة على الجدار، أو يستخدم الكومبيوتر القديم كصندوق بريد، فإنه لا يمتلك أشياء فريدة لا شبيه لها وحسب، وإنما يساهم أيضا في حماية البيئة.