إلى المحتوى الرئيسي

"أنا أشبه بنجم لموسيقى البوب إلى حد ما"

مونيكا شتاب تقوم بتدريب منتخب السعودية بكرة القدم النسائية. إلا عملها لا ينحصر في كرة القدم فقط. 

كيم بيرغ, 24.12.2022
  منذ 2020 يوجد في السعودية دوري كرة القدم النسائية
منذ 2020 يوجد في السعودية دوري كرة القدم النسائية © picture alliance/dpa

تسعى الألمانية مونيكا شتاب إلى دعم ونشر كرة القدم النسائية في مختلف أنحاء العالم. وقد عملت المدربة حتى الآن في أكثر من 80 بلدا. بعد أن قامت في 2013 بالإشراف على منتخب قطر في كرة القدم النسائية، تقوم منذ 2021 بتدريب منتخب السعودية في كرة القدم النسائية.  

في 2014 نالت مونيكا شتاب لقب سفيرة كرة القدم في تلك السنة
في 2014 نالت مونيكا شتاب لقب سفيرة كرة القدم في تلك السنة © picture alliance/dpa

السيدة شتاب، كيف حدث أنك قمت بتدريب عدة فرق كرة قدم نسائية في العديد من البلدان؟

يتم إيفادي عندما تطلب بعض البلاد على سبيل المثال المساعدة من اتحاد الكرة العالمي "فيفا"، لأنها تريد دعم وتطوير كرة القدم النسائية. وهي تحرص على تواجد خبراء وخبيرات في الموقع، يقومون بمساعدتها في البناء والتنظيم وفي صياغة الأهداف، وتسويق كرة القدم النسائية

ما هي المهارات الخاصة التي تحتاجينها كمدربة للعمل على المستوى الدولي؟

القدرة على التحمل والمثابرة والإصرار والمقاومة. يجب أن يتمتع المرء بالجنون قليلا حتى يتمكن من العمل في مجال كرة القدم النسائية. حيث أننا لا نحظى بذات الاعتراف والتقدير الذي يناله الرجال. المطلوب هو الكثير من المثالية. يساورني الاعتقاد بأن النساء هن وحدهن القادرات على تشجيع النساء وتحفيزهن في هذا المجال. 

وما هي الدوافع التي تشجعك؟

في ألمانيا حاربنا كثيرا حتى تنال كرة القدم النسائية اعترافا في المجتمع. وقد عشت هذا الأمر شخصيا، ومررت بكل تلك المشاعر التي يشعرها المرء عندما لا يُسمَح له اتباع رغباته. في سن الحادية عشرة لم يسمح لي باللعب في ألمانيا. اتحاد كرة القدم الألماني كان حينها يمنع ذلك. لقد احتجنا في ألمانيا سنوات طويلة حتى نتمكن من إثبات أنفسنا، ونحظى بالاعتراف والتقدير الذي نستحق.

كذلك الأمر في البلدان العربية. العقلية والعوائق الثقافية مختلفة عن ألمانيا. ولكن باستمرار يتزايد عدد الراغبات في لعب كرة القدم. وهذا له بالتأكيد علاقة بالدعم المتزايد الذي تحظى به كرة القدم النسائية على المستوى الدولي.

رسالتي هي الاستمرار في تطوير كرة القدم النسائية، ومنح الفتيات والنساء فرصة لعب كرة القدم. لهذا السبب عملت لصالح الكثير من المنظمات غير الحكومية، على سبيل المثال في معسكرات اللاجئين في سورية.

تقومين حاليا بتدريب المنتخب السعودي في كرة القدم النسائية. ما هي النجاحات التي تمكنت حتى الآن من تسجيلها؟

لقد حققنا الكثير جدا في العربية السعودية. لقد تمكنا من بناء دوري الدرجة الأولى والدرجة الثانية، وهو يضم ما مجموعه 25 فريقا، ناهيك عن تأسيس ثلاثة مراكز تدريب إقليمية. حاليا نعمل على بناء منتخب وطني للفتيات "الشابات" دون سن السابعة عشرة. منتخب السعودية في كرة القدم النسائية يشارك اليوم أيضا في مباريات دولية، على سبيل المثال في مواجهة باكستان وموريشيوس.

من الرائع أن نشاهد التقدير والاعتراف الذي تناله كرة القدم النسائية في المجتمع هناك. في أي مكان أتواجد فيه، أنال الاحترام والتقدير. لقد أصبحت اليوم أشبه بنجم لموسيقى البوب في العربية السعودية. أتساءل باستمرار كيف يمكن أن يحدث هذا في بلد يعيش فيه 33 مليون إنسان. كرة القدم النسائية باتت أيضا موضع قبول وترحيب، وستبقى كذلك. هناك يتوفر الأساس والأهداف والرؤية المتفائلة.

لهذا السبب عمدت السعودية أيضا إلى الترشح لتنظيم بطولة آسيا لكرة القدم النسائية AFS في 2026. سيكون هذا نجاحا كبيرا مهما بالتأكيد لهذا البلد.

باستمرار يتزايد عدد النساء الراغبات في لعب كرة القدم
مونيكا شتاب

هل يمكن لكرة القدم أن تساهم في تعزيز دور وقوة المرأة؟

من خلال كرة القدم تكسب النساء والفتيات مزيدا من الثقة بالنفس. الرياضة يمكن أن تساعدهن أيضا على التعرف على الثقة بالذات وتجربتها. في العديد من البلدان هناك مشكلة في الاعتراف بالنساء والفتيات على أنهن جزء من المجتمع. مع العلم بأن مشاركة المرأة وتأثيرها في السياسة هو أمر في غاية الأهمية. كما أنني أريد أن أمنحهن من خلال كرة القدم الشعور بأنهن جزء مهم في المجموعة.

لهذا السبب عمدت على مدى أكثر من 15 عاما إلى نشر تجاربي وخبراتي في 86 بلدا. أريد أن أمنح النساء والفتيات الاعتراف الذي يحتجنه، وقبل كل شيء الدعم الجدي

أريد أن أمنح النساء والفتيات الاعتراف الذي يحتجنه، وقبل كل شيء الدعم الجدي
مونيكا شتاب

كيف تدعم ألمانيا كرة القدم النسائية على المستوى الدولي؟

لاشك أن بإمكان المرء فعل المزيد دوما، إلا أنني قد تمكنت من تنفيذ العديد من المشروعات الرائعة بدعم من وزارة الخارجية الألمانية، على سبيل المثال في غامبيا، حيث قمت ببناء منتخب البلاد في كرة القدم النسائية. من المهم بالنسبة لي أن تساعد ألمانيا البلدان الأخرى أيضا نحو مزيد من التطور الرياضي.

هل هناك تجربة مررت بها في مسيرتك كمدربة لا يمكن أن تُمحى من ذاكرتك؟

في أماكن إقامة اللاجئين قابلت فتيات تم بيعهن وتعرضن لمعاملة سيئة، وعدن مصابات بصدمات نفسية كبيرة. غالبا ما يعجز المرء عن التقرب من مثل هؤلاء الفتيات والوصول إليهن بالكلمات. ولكنك تأخذ الكرة وتلعب معهن، وينسين في لحظة كل معاناتهن، بل ويبتسمن أيضا. صحيح أنني لم أغير وجه العالم، إلا أنني تمكنت من إعطائهن الشعور بالسعادة، ولو للحظات قليلة. مثل هذه التجارب تدفعني للقيام بالمزيد.

© www.deutschland.de