جائزة المخترع الأوروبي
يتمتع باحثون ألمان بحظوظ كبيرة للفوز بجائزة مكتب تسجيل براءات الاختراع الأوروبي للابتكارات القيمة المتميزة.
هيا إلى عوالم جديدة: يتطلع المخترعون بشجاعة إلى الأمام ولا يهابون الرحلة نحو المجهول. وهذا يتناسب تماما مع الجائزة التي يحصل عليها الفائزون في مسابقة المخترع الأوروبي، والتي تكون على شكل شراع. للمرة العاشرة يقوم مكتب تسجيل براءات الاختراع الأوروبي بتكريم المخترعين الموهوبين بشكل خاص. ويتم منح الجائزة عن خمس فئات: الصناعة، البحث العلمي، مجمل إنجاز الحياة، شركات صغيرة ومتوسطة، مخترعون من خارج أوروبا. ومن بين المرشحين أيضا بعض المخترعين والباحثين من ألمانيا.
ففي فئة الصناعة يتمتع بيرنهارد غلايش ويورغن فايتسن إكر مع زملائهم من مختبر أبحاث فيليب في هامبورغ بفرص كبيرة في الفوز. فقد نجح المتخصصان في الفيزياء في تطوير طريقة جديدة للتشخيص الطبي، وهي ما يسمى تصوير الجسيمات المغناطيسية (MPI). حيث يحصل الطبيب خلال فحص المريض مباشرة على صور ثلاثية الأبعاد للأورام وأمراض الأوعية الدموية. ومع تقنية MPI يمكنه على سبيل المثال اكتشاف أي انسداد في الشرايين بشكل أسرع، وبالتالي تجنب تبعاته: أمراض شرايين القلب التاجية هي أكثر أسباب الوفيات والإصابات بالإعاقة في ألمانيا.
يتم استخدام MPI على مرحلتين: قبل الفحص السريري يتناول المريض سائلا يحتوي جسيمات مغناطيسية دقيقة. بعدها يتم تشكيل حقل مغناطيسي، يتيح التعرف إلى هذه الجسيمات. تتم إثارة الجسيمات، وتقوم البرامج الثلاثية الأبعاد بوضع صورة فراغية للجسم. ويمكن تطبيق هذه الطريقة إلى جانب المجال الطبي في مجالات اقتصاد المواد، لاكتشاف التشققات والكسور على سبيل المثال.
من أجل أمان سائقي السيارات
كذلك الأمر، وصل إلى النهائيات في مسابقة المخترع الأوروبي 2016 أنتون فان تسانتن. المهندس الذي يعيش بين هولندة والولايات المتحدة، والذي حقق نجاحا مهنيا في شركة التقنيات الألمانية الكبيرة بوش، وصل إلى نهائيات فئة "إنجاز الحياة". بعض التطويرات والابتكارات التي أبدعها ابن الخامسة والسبعين عاما في مجال أمان السيارات مازالت حتى اليوم تعتبر من التجهيزات المعيارية النمطية لكل سيارة جديدة. في البداية عمل فان تسانتن في شركة بوش ضمن فريق للأبحاث في مجال نظام المكابح المانع للإغلاق (ABS)، والذي تطور أخيرا نحو برنامج حفظ الاستقرار الإلكتروني (ESP). وخلال العديد من الاختبارات على الطرقات المغطاة بالجليد كان فان تسانتن هو الذي يجلس خلف مقود السيارة. ولكن أنظمة المكابح ليست وحدها إنجازات حياته: أكثر من 180 براءة اختراع مسجلة اليوم تحت اسمه. "يصبح المرء مخترعا فقط عندما يكون مستاء مما لديه"، يقول فان تسانتن، ثم يضيف: "عندما يكون المرء راضيا عن كل شيء، فإنه يفقد الدافع للبحث عما هو جديد".
تسليم جوائز المخترع الأوروبي في 9 حزيران/يونيو 2016 في لشبونة
