إلى المحتوى الرئيسي

روبوت من أجل مهمة المريخ

يُرجَّح أن تحتوي كهوفُ المريخ على أدّلةٍ تشيرُ إلى وجود حياة. ومن أجل الاستعداد لاستكشافها مستقبلًا، يختبر مركز الرحلات الجوية والفضائية الألماني مركبةً استكشافيةً جديدة. 

Anja LeuschnerAnja Leuschner , 16.07.2025
فريق مركز الرحلات الجوية والفضائية الألماني
فريق مركز الرحلات الجوية والفضائية الألماني © Roy Lichtenheldt

يُرجِّح الباحثون وجودَ كهوفٍ بركانيةٍ ضخمة على سطح المريخ، قد تحتوي على دلائل تشيرُ إلى وجود حياة: "تظل هذه الكهوف تحت السطح محميةً من التأثيرات البيئية"، يُوضِّح الدكتور روي ليشتنهيلدت، مديرُ المشروع في مركز الرحلات الجوية والفضائية الألماني. يعمل الرجل بالتعاون مع فريقه على تطوير المركبة الاستكشافية (سكَاوْت)، وهي روبوت متطور قادر على التحرك باستقلالية داخل الكهوف خارج كوكب الأرض واستكشافها. المهمة ليست بسيطة، فهذه التضاريس بالغة الصعوبة وتُمثِّل تحدّيًا كبيرًا، ويندر أن تُستخدَم فيها الروبوتات المتحركة حتى الآن. يضيف ليشتنهيلدت: "علينا أن نتوقَّع وجودَ عقباتٍ مُفاجِئة، مثل الممرات الضيقة أو العتبات العالية؛ لذلك صمّمنا المركبةَ الاستكشافيةَ، بحيثُ تتحمَّل السقوط دون أضرار". 

أين تُختبَر المركبةُ الاستكشافيةُ (سكَاوْت)؟ 

تخضع المركبةُ الاستكشافيةُ قبل انطلاقها في مهمةٍ فعلية في الفضاء لاختباراتٍ مكثفَّة في كهوفٍ أرضية، وتخضع للتطوير المستمر؛ فبعد العديد من التجارب في كهوف بافاريا، أُجريت عام 2024 محاكاةٌ لمهام حقيقية في كهفٍ بركانيٍّ طبيعيّ بجزيرة لانزاروت الإسبانية‎. كان هذا الموقع مثاليًا ومثيرًا لاهتمام فريق روي ليشتنهيلدت: "ممرات الحمم البركانية – أي الكهوف التي تتشكَّل في تدفقات الحمم البركانية الباردة – موجودة على المريخ وكذلك على القمر. ويعتقد علماءُ الكواكب أن الظروفَ على المريخ والقمر مشابهةٌ لتلك الموجودة على الأرض". ومن ثم كانت بيئةً مثاليةً للاختبارات. ومن المتوقع أن تكون المركبةُ الاستكشافيةُ جاهزةً للمهمة في بداية ثلاثينيات القرن الحالي لتشق طريقها نحو المريخ. 

هل ستكون للمركبة الاستكشافية (سكَاوْت) فائدةٌ على الأرض أيضًا؟ 

نعم، من المخطط أن تكون المركبةُ الاستكشافيةُ (سكَاوْت) مساعدًا مفيدًا على الأرض أيضًا: إذ يمكن استخدامها في مهام الحماية المدنية، مثل العثور على المفقودين أو فحص بؤر حرائق الغابات‎. وإلى أن تبلغ المركبةُ الاستكشافيةُ كامل إمكاناتها، يُعبّر مديرُ المشروع ليشتنهيلدت عن ارتياحه للنتائج المرحلية الإيجابية: "كانت لحظةً مُميَّزةً للغاية حين تحرَّكت المركبة الاستكشافية (سكَاوْت) لأول مرة باستقلالية تامة داخل كهفٍ ونجحت في إيجاد طريقها. لقد كان إنجازًا مذهلًا للفريق".