إرث عالمي فريد
قصور فاخرة، عمالقة صناعية صدئة، مدن قديمة رومانسية، طبيعة خلابة تستحق الحماية: رحلة عبر مواقع الإرث العالمي في ألمانيا.
54 موقعا في ألمانيا نالت تصنيف منظمة اليونيسكو على أنها من الإرث العالمي: كنائس وأديرة، قلاع وقصور، مستعمرات ما قبل التاريخ، عمارة حديثة، أوابد صناعية، محميات طبيعية.
حصل قصر شفيرين على تصنيف منظمة اليونيسكو كجزء من التراث العالمي. فقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة المعنية عن هذا القرار في جلستها السادسة والأربعين التي عقدت في نيودلهي في الهند. تم بناء القصر في القرن التاسع عشر، حيث اكتمل آنذاك طرازه الرومانسي الحالي، وهو ما جعله قبلة السياح والزوار وكواليس متميزة للعديد من الأفلام. حيث كان مسرحا لأحداث «كينغزمان: الحلقة الذهبية» القصر الذي كان في زمن جمهورية ألمانيا الديمقراطية مركزا لتأهيل مربيات الأطفال يضم اليوم متحفا إضافة إلى مقر برلمان «لاندتاغ» ولاية مكلنبورغ-فوربومرن، بما في ذلك الإدارة.
كما اعتبرت اليونيسكو خلال جلستها مدينة هيرنهوت الصغيرة في مناطق زاكسن جزءا من «تجمع بلديات هيرنهوت»، وأضافتها بذلك إلى الإرث العالمي. في سياق الحركة الإصلاحية المضادة أسس اللاجئون الدينيون في العام 1722 هذه القرية.
كنائس مهيبة
كانت كاتدرائية آخن في عام 1978 أول موقع ألماني يدخل لائحة الإرث الثقافي العالمي لمنظمة اليونيسكو. القيصر كارل الكبير هو الذي أمر ببناء هذا الصرح الديني الضخم في 800. وخلال القرون التالية شهدت كاتدرائية آخن تتويج 30 ملكا ألمانيا.
ويوجد أيضا عشر كنائس وأديرة أخرى تحمل صفة الإرث الثقافي، منها كاتدرائية كولونيا، وكاتدرائية شباير، ودير ماولبرون. كما ترتبط النصب التذكارية في آيسليبن وفيتنبيرغ وفارتبورغ باسم الإصلاحي الكبير مارتين لوثر.
مدن في عصر التحول
هناك مجموعة من المدن يعتبر مركزها بمجمله خاضعا لحماية منظمة اليونيسكو، بسبب المحافظة على مجموعات معمارية متكاملة فيها على مر العصور. ومن الأمثلة على هذه المدن، المدينة الهانزية القديمة في لوبيك وفايسمار وشترالزوند، إضافة إلى مدينة ريغنسبورغ التجارية الهامة في العصور الوسطى. كما توجد أيضا العمارة الحديثة على اللائحة، كما هي الحال في مدن باوهاوس في فيسمار وديساو، ومدينة سيمنز في برلين ومجمع فايسنهوف السكني في شتوتغارت.
تشتهر ألمانيا بقلاعها وقصورها. بعض منها تعبر بصورة صادقة عن مراحل تاريخية وعن أسر عريقة في أوروبا. ومنها على سبيل المثال قصر سانسوسي في بوتسدام، الذي تحيط به حديقة كبيرة مصممة بالأسلوب الرومانسي.
آثار صدئة
أيضا الآثار الصدئة المكونة من بقايا المجمعات الصناعية الكبيرة التي سطرت تاريخ الصناعة، تنتمي للإرث العالمي: منجم اتحاد الجمرك في إسن يعتبر مثالا واقعيا على تطور الصناعات الثقيلة في أوروبا، وكذلك كوخ فولكلينغ الذي يعتبر مصنع الحديد القديم الوحيد الذي تمت المحافظة عليه في أوروبا. بالإضافة إلى ذلك يأتي تجمع مباني مدينة المستودعات المبنية من حجر الآجر في هامبورغ، والتي تعتبر أكبر تجمع للمستودعات في العالم.
طبيعة رائعة وفريدة
من المواقع المتميزة في الإرث العالمي الألماني منطقة وادي وسط نهر الراين التي وصفتها منظمة اليونيسكو بأنها طبيعة فريدة من نوعها في وسط أوروبا. هنا تلتقي رومانسية نهر الراين مع تاريخ أوروبا وجمال الطبيعة. في هذا الجزء من نهر الراين الواقع بين بينغن وكوبلنز يوجد العديد من القلاع، إلى جوار بعض النصب التذكارية الصناعية.
طبيعة تستحق الحماية
إلى جانب العديد من المحميات الطبيعية يوجد في ألمانيا أيضا مجمعان طبيعيان بيئيان يحملان صفة الإرث العالمي: البحر الضحل عند شاطئ بحر الشمال وخمس مناطق غابات كبيرة تضم أشجار الزان العملاقة.