إلى المحتوى الرئيسي

العمل في بلدين

ماريا تانديك في السابعة والعشرين من العمر، وهي تتنقل في عملها بانتظام بين ألمانيا وبولونيا. "هذه الحياة تناسبني تماما"، تعتقد الأوروبية الأصيلة.

21.03.2017
© Stephan Pramme - Maria Tandeck

"كطالبة حقوق في جامعة أوروبا فيادرينا كنت أعبر كل يوم تقريبا الحدود الألمانية البولونية: كانت المحاضرات موزعة بين جامعة فرانكفورت على نهر أودر الألمانية وجامعة سلوبيش البولونية المجاورة. الحياة اليومية في فيادرينا، كانت تختزل أوروبا بأسرها. اليوم أيضا أنتقل باستمرار بين البلدين: أعمل في بوسن وفي بريسلاو وفي برلين. حيث أقوم لصالح شركة بولونية بتنسيق مشروعات التأهيل والتدريب المهني التي تحظى بدعم الصندوق الاجتماعي الأوروبي. وبصفتي قانونية أهتم أيضا بطلبات التقدم إلى هذه المناقصات العامة.

حاليا أتواجد في برلين، حيث أهتم بمجموعة من 65 شابا عاطلا عن العمل من بولونيا يتبعون هنا فترة تدريبية لمدة شهرين. عندما يدور الأمر حول إدماج الناس وإدخالهم سوق العمل، فإن بإمكان البلدان الأوروبية التعلم من بعضها البعض. ففي التأهيل المهني تكمن فرص كبيرة للاندماج الأوروبي. 

"عقبات نادرة في الحياة اليومية"

الحياة كموظفة ألمانية-بولونية تناسبني، حسب رأيي. فأنا أحب التنقل، وكنت قد حصلت على منحة من برنامج إراسموس للإقامة في ويلز، كما أنجزت فترة تدريبية في البرلمان الأوروبي في بروكسل، وكنت دوما كثيرة السفر والترحال. بعد سبع سنوات من الدراسة والعمل في ألمانيا، أردت أن أكون مجددا قريبة من وطني بولونيا، إلا أنني لم أكن أريد أن أغادر برلين. العمل في كلا البلدين كان الحل الأمثل بالنسبة لي. العقبات في الحياة اليومية تكاد تكون نادرة. فأنا أتنقل دون أية مشاكل بين البلدين، ولا أواجه أية صعوبات أو عوائق بيروقراطية.

وضعيتي الحالية تتيح لي إمكانية التواصل مع عدد كبير من الناس والدعاية من أجل أوروبا. وهذا ما فعلته باستمرار، فأنا أوروبية عن قناعة تامة، وأرى كل يوم المكاسب والمنافع التي تعود علينا جميعا. ولكن ليس للجميع تجارب إيجابية مع أوروبا. منذ أن بدأت ضمن إطار عملي في مرافقة شباب عاطلين عن العمل، بدا هذا الأمر أكثر وضوحا بالنسبة لي. يمكنني أن أتفهم خيبة أمل بعض الشباب، عندما لا يجدون فرصة عمل بعد انتهاء التأهيل المهني. الأفكار الشعبوية والمتشددة تنتشر بسرعة وتغزو قناعاتهم. أود أن أقول لهم أنه على المرء أن يبذل الجهد لكي يتعرف إلى أوروبا. وأن هذا الأمر يستحق العناء.

من الواضح بالنسبة لي أن أوروبا تواجه تحديات وصعوبات. ولكنني أبقى على تفاؤلي. عندما أكون يوم الأحد في برلين، أذهب للمشاركة في تظاهرات حركة نبض أوروبا. وأنا أرى هذا النشاط الأوروبي الذي يشهد حاليا انتشارا وتزايدا، في غاية الأهمية".

بروتوكول: هيلين سيبوم

© www.deutschland.de