إلى المحتوى الرئيسي

بعد انتخابات البوندستاغ

كيف تسير الأمور بعد انتخابات البوندستاغ؟ برلين تستعد لتشهد حوارات حول تشكيلة الحكومة المقبلة.

02.10.2013
picture-alliance/dpa – Chancellor Angela Merkel (CDU) and Sigmar Gabriel, leader of the Social Democrats (SPD)
picture-alliance/dpa © picture-alliance/dpa

أدلى الناخبون الألمان بأصواتهم، والآن جاء دور الأحزاب. إلا أن خيارات المواطنين الألمان في انتخابات البوندستاغ في 22 أيلول/سبتمبر عَقّدت مهمة السياسيين وزادتها صعوبة. صحيح أن حزب الاتحاد CDU و CSU بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل كان المنتصر الكبير في هذه الانتخابات، إلا أن تشكيل الحكومة لا يبدو بهذه السهولة. حيث لم يتمكن حزب الاتحاد من تحقيق الأغلبية المطلقة التي تمكنه من حكم البلاد منفردا، كما أن شريكه في الحكم حتى الآن، حزب الديمقراطيين الأحرار (FDP)، فشل في تجاوز عتبة 5% التي تمكنه من دخول البوندستاغ، وبالتالي المشاركة في الحكومة. بهذا لن يكون حزب FDP ممثلا في البرلمان، وبات على أنغيلا ميركل البحث عن شريك جديد للحكم.

كيف ستكون الأمور بعد انتخابات البوندستاغ؟

من الناحية النظرية يتوجب على البوندستاغ الاجتماع خلال 30 يوما على مرور الانتخابات. هذا ما ينص عليه الدستور الألماني. بهذا سيكون من الواجب على البوندستاغ الجديد عقد ما يسمى "اجتماع التشاور" خلال مدة أقصاها يوم الثلاثاء 22 تشرين الأول/أكتوبر. وذلك هو تاريخ انتهاء الدورة البرلمانية الحالية، حيث يحتفظ البرلمانيون بعضويتهم، وتستمر الحكومة في عملها. كذلك مهمة المستشار الاتحادي تنتهي أيضا مع انعقاد هذا الاجتماع للبوندستاغ الجديد. وينتخب البرلمان الجديد رئيس الحكومة المستقبلي. وإذا لم يتم ذلك خلال هذه الجلسة التشاورية، فإنه يتوجب على المستشار الحالي الاستمرار في تسيير الأعمال، بناء على طلب من الرئيس الاتحادي، حتى يتم انتخاب رئيس جديد للحكومة الاتحادية.

تدور حاليا وراء الكواليس حوارات وأفكار بشكل مكثف حول من سيحكم وبمساعدة ومشاركة من. حيث أنه من المعتاد في ألمانيا أن يقوم الحزب الأوفر حظا في تشكيل الحكومة بإجراء الحوار والتشاور مع الآخرين. ولا يتم تكليفه بذلك من قبل رئيس الجمهورية أو أية جهة أخرى، كما هي الحال في بعض البلدان الأخرى. حزب الاتحاد CDU/CSU سوف يحاور بداية الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD) حول هذه المسألة. اتفاق الحزبين سوف يعني حكومة ائتلاف كبير (من أكبر حزبين في البلاد). هذا الاحتمال هو الأكبر حاليا والأكثر تداولا في الأروقة السياسية، على الرغم من وجود خلافات أساسية بين الحزبين في موضوعات، مثل السياسة الضريبية. حيث يسعى حزب SPD إلى إعادة فرض الضرائب على الثروة وعلى الإرث، كما يطالب برفع الحد الأعلى للضريبة على الشرائح العليا من الدخل. إلا أن حزب CDU يرفض أية زيادة ضريبية. في حال حصول ائتلاف كبير، فإننا سنكون أمام حكومة تمتلك 502 مقعدا في البوندستاغ، بينما سيكون نصيب المعارضة من الحزب اليساري وحزب الخضر 125 مقعدا فقط.

من الممكن أيضا قيام ائتلاف بين حزب الاتحاد CDU/CSU وحزب الخضر. وقد وجهت أنغيلا ميركل بالفعل الدعوة للحزب من أجل التشاور. في حال تم الاتفاق بين الحزبين، فإن هذا سيعني أول حكومة اتحادية تجمع اللونين معا، الأسود (الاتحاد) والأخضر (الخضر). وكان قادة حزب الخضر قد أعلنوا عن رغبتهم في حوار جدي مسؤول، إلا أنهم أكدوا في ذات الوقت على الفوارق الجوهرية بين الحزبين. من الممكن حسابيا أيضا قيام ائتلاف بين SPD والخضر واليساريين، إلا أن قيام مثل هذا التحالف يبدو غير ممكن، خاصة وأن الحزب الاجتماعي SPD قد أعلن خلال الحملة الانتخابية أن التعاون مع الحزب اليساري غير وارد.

في حال نجاح المداولات الأولية، فإن التشاور حول تشكيل الائتلاف يدخل مرحلة الحوار الجدي. ويمكن أن يدوم هذا الحوار فترة طويلة نسبيا. بعد انتخابات البوندستاغ 2005 استمر هذا الحوار 65 يوما. وفي عدم حال التوصل إلى أي اتفاق، فإن انتخابات جديدة ستكون هي الاحتمال الأكبر.

© www.deutschland.de

Bundesregierung.de
Bpb.de