المسجد يبقى مفتوحا للجميع
المحامية الألمانية-التركية سيريان أتيش حققت حلمها. فهي تفتتح مسجدا من نوع متميز، يحمل اسم الشاعر الألماني غوتة والمفكر الإسلامي ابن رشد
"أعزائي المسلمين عشاق الحرية، أرجوكم المساهمة معي في بناء المسجد الليبرالي!" بهذه الكلمات انتهت مقالة نُشِرَت في حزيران/يونيو 2016 في جريدة "دي تسايت" الأسبوعية كتبتها المحامية والكاتبة الألمانية-التركية سيريان أتيش. تأسيس المسجد كان قبل سنة "حلما" بالنسبة لأتيش، والآن أصبح حقيقة واقعة.
في 16 حزيران/يونيو يتم افتتاح مسجد "رُشد-غوتة" في الطابق الثالث من توسع بناء الكنيسة الإنجيلية "يوهانيس كيرشة" في حي موابيت في برلين. سيريان أتيش تأمل "أن يكون لنا في المستقبل بناء مستقل لمسجدنا" وتضيف أنه من المهم أن يكون هذا المسجد "واضحا للعيان"، أيضا من أجل مواجهة الفهم الديني المتعصب لدى الجمعيات الإسلامية المتشددة في ألمانيا. المسجد الليبرالي الذي أسسته أتيش سوف يكون مفتوحا بالتساوي أمام السنة والعلويين والشيعة، وكذلك الصوفية. وسوف تتاح الفرصة للنساء والرجال للصلاة معا هنا. وحتى الخطبة: أتيش شخصيا بدأت دراسة تأهيلية لتولي منصب إمام مسجد.
من أجل حقوق المرأة
النشاط، بل الجهاد من أجل الحرية أثر في مسيرة حياة أتيش. في سن 17 سنة هربت من بيت والديها الذي كان مليئا بالإسلام المتشدد المتعصب. درست الحقوق في جامعة برلين الحرة، وبدأت العمل كمستشارة من أجل حقوق المهاجرين، حتى قبل التخرج من الجامعة. وهي مازالت حتى اليوم ناشطة ضد الزواج القسري وجرائم الشرف والإكراه على ارتداء الحجاب.
استحضار اسمين كبيرين
تقول أتيش عن نفسها أنها "مسلمة علمانية". وهي ليست الوحيدة التي تحمل هذا الاعتقاد، وإنما هي في الواقع جزء من حركة متنامية من "مسلمي الإصلاح". ومن بين هؤلاء أيضا عالم الإسلاميات في فرايبورغ عبد الحكيم أورغي، وهو من المساهمين في تأسيس المسجد الجديد في برلين، الذي سيحول على المدى البعيد إلى اتحاد إسلامي ليبرالي. اسم المسجد الجديد يذكر بأن هذا الفكر التحرري يتمتع بتراث ضارب في القِدَم: وقد تم استنباط الاسم من علمين كبيرين في هذا المجال، هما الشاعر يوهان فولفغانغ فون غوتة (1749-1832)، صاحب "الديوان الغربي الشرقي"، والعالم والمفكر الرائد ابن رشد (باللاتينية أفيروس، 1126-1198).
مشاركة في منتدى حوار "مسؤولية الأديان عن السلام"
