"يمكننا أن نغير شيئا"
تعمل ممرضة الأطفال هايدي أنغوريا منذ 30 عاما لصالح أطباء بلا حدود في مختلف أنحاء العالم.
تقديم المساعدة الطبية للناس المحتاجين، الذين يقعون ضحايا النزاعات أو الأوبئة أو الكوارث الطبيعية: هذه هي مهمات حوالي 2000 رجل وسيدة من مختلف بلدان العالم، متخصصين في الطب أو العلاج النفسي أو التمريض أو الرعاية، يعملون بتفويض من منظمة "أطباء بلا حدود" في مناطق الأزمات والنزاعات في جميع أنحاء العالم. واحدة من هؤلاء هي ممرضة الأطفال هايدي أنغوريا، من مدينة لوبيك في شمال ألمانيا. موقع دويتشلاند Deutschland.de أجرى معها حوارا سريعا.
"كنت دائما أحب السفر، وتعرفت على العديد من البلدان والثقافات، بشكل رئيسي في أفريقيا"، تقول هايدي أنغوريا. "ثم فكرت كم سيكون جميلا أن أعمل هناك أيضا". انضمت هايدي إلى المنظمة في 1989، وهي بذلك تكون ناشطة فيها لمدة تتجاوز حتى مدة وجود الجناح الألماني من المنظمة.
قبل 30 عاما قامت ابنة السادسة والعشرين بأولى مهماتها في أوغندة. ومنذ ذلك الوقت كانت في بلدان عديدة، كان منها نيجيريا وسورية وبنغلادش، كما كانت ثمان مرات في جنوب السودان. "هناك تجولنا بين القرى والمدن الصغيرة بمحطة مساعدات طبية متنقلة".
المهم بالنسبة لها: "من خلال عملنا يمكننا بالفعل أن نغير شيئا. في أفريقيا يموت الأطفال بسبب الإسهال أو التهاب الرئة أو نقص التغذية، ونحن قادرون على المساعدة ومواجهة هذه الحال." وتضيف أن شعور الامتنان لدى الناس هناك يُؤكد مدى فعالية جهودها، وهذا ما تلمسه: "ينتاب المرء شعور بأن الأوضاع في العالم تزداد سوءا باستمرار."
من بين مهماتها تواجدها على متن سفينة لاجئين في البحر المتوسط، حيث عملت على مساعدة أشخاص تم إنقاذهم من قوارب على حافة الغرق، واستمعت إليهم وإلى حكاياتهم. حيث أن مهمة "أطباء بلا حدود" تتضمن أيضا شهادة المنقذين: التعريف بأماكن الأزمات والظروف السيئة عسكريا وسياسيا وإنسانيا، في جميع أنحاء العالم، وحيث تكون المساعدة ضرورية.
"في أغلب الأحيان يتم قبولنا شركاء، يفتح لنا الناس قلوبهم"، حسب هايدي أنغوريا. في بنغلادش تحدثت حول برامج اللقاحات مع أئمة الصلاة في أكبر معسكرات اللجوء في العالم. هذا مهم، لأنهم يشكلون هناك فعاليات اجتماعية مهمة".
في البداية كانت هايدي أنغوريا تطلب إجازة بدون راتب من عملها في مشفى لوبيك الجامعي، كي تتمكن من الذهاب للمشاركة في المهام المختلفة، وكانت منظمة أطباء بلا حدود تدفع لها راتبها الشهري خلال فترة المهمة. اليوم تعمل لدى شركة تأجير العمالة المتخصصة في الرعاية الصحية، وتتمتع بهذا بمرونة كبيرة في العمل. في نهاية 2020 تنطلق على الأغلب في مهمتها القادمة. ولكن إلى أين؟ هذا ما لا تعرفه هي ولا منظمة أطباء بلا حدود، حتى الآن. الأكيد هو: أن الوجهة ستكون، حيث يكون هناك حاجة كبيرة إلى المساعدة.
You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here