إلى المحتوى الرئيسي

جهودُ ألمانيا في الأمم المتحدة

تتولَّى ألمانيا المسؤوليةَ في الأمم المتحدة بطرقٍ متنوعة – بدءًا من المساعدات الإنسانية، ووصولاً إلى بعثات حفظ السلام.

16.10.2025
منذ أكثر من 50 عاما تشارك ألمانيا في نشاطات الأمم المتحدة بشكل فعال.
منذ أكثر من 50 عاما تشارك ألمانيا في نشاطات الأمم المتحدة بشكل فعال. © picture alliance/dpa

إن بذلَ الجهود من أجل الأمم المتحدة جزءٌ لا يتجزأ من السياسة الخارجية الألمانية، سواءٌ بكونها ثاني أكبر مساهم مالي في العالم، أو موطنًا لعددٍ كبيرٍ من مؤسسات الأمم المتحدة، أو بمشاركتها في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وتحملُ جمهوريةُ ألمانيا الاتحادية على عاتقها مسؤولياتٍ متزايدة عامًا بعد عام منذُ انضمامها في سبتمبر/أيلول 1973.

ألمانيا في الأمم المتحدة

انضمت جمهوريةُ ألمانيا الاتحادية، وجمهوريةُ ألمانيا الديمقراطية سابقًا (جمهورية ألمانيا الشرقية) إلى الأمم المتحدة في 18 سبتمبر/أيلول 1973؛ إذ كانت عضويةُ ألمانيا قبل ذلك وبعد الحرب العالمية الثانية أمرًا لا يمكن تصوُّره في بداية الأمر. واليوم، لا تُعد ألمانيا مجرد واحدةٍ من أكبر داعمي الأمم المتحدة على مستوى العالم، بل إنها لا تألو جهدًا كذلك في تعزيز مكانتها، وذلك انطلاقًا من قناعتها بأن القضايا العالمية لا تُحلّ إلا بجهودٍ عالمية. ويُعد النظامُ الدوليُّ المبنيُّ على القواعد والذي يرتكز على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدوليّ أمرًا لا غنى عنه لحل القضايا العالمية. ولذلك تترشّح ألمانيا مجددًا لمقعدٍ غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة من 2027 وحتى 2028.

المساهمُ الثاني من حيث الترتيب في منظومة الأمم المتحدة بأكملها

ينعكس دعمُ ألمانيا للأمم المتحدة في العديد من الجوانب، من بينها المساهمات المالية؛ إذ تُعد ألمانيا ثاني أكبر مساهمٍ مالي لمنظومة الأمم المتحدة بأكملها منذ سنوات. كما تُعد جمهورية ألمانيا الاتحادية ثاني أكبر مانحٍ ثنائي للمساعدات الإنسانية، حيث بلغت المساعدات المُقدَّمة في عام 2024 مبلغ 2.25 مليار يورو. وفيما يخص الميزانيةَ العاديةَ للأمم المتحدة، تحتلّ ألمانيا المرتبةَ الرابعة بين المساهمين الماليين.

شريكٌ موثوقٌ في بعثات حفظ السلام

تشارك ألمانيا منذ سنوات بقوات عسكرية وشرطية ومدنية في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام. وتُعدّ ألمانيا رابع أكبر مساهمٍ ماليّ في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بعد الولايات المتحدة والصين واليابان. يرسل الجيشُ الاتحاديّ الألمانيّ حاليًا (منتصف عام 2025) نحو 300 جنديّ من الرجال والنساء إلى مهام الأمم المتحدة: مينورسو في الصحراء الغربية، ويونميس في جنوب السودان، ويونيفيل في لبنان. وتحظى بعثة يونيفيل بأشكالٍ مختلفة من الدعم، منها دعم سفينة ألمانية ضمن قوة المهام البحرية. كما حرصت ألمانيا، علاوةً على ذلك، على إعداد جنودٍ من الرجال والنساء من أكثر من مائة دولة للانخراط في الخدمة لصالح الأمم المتحدة، وذلك عبر دوراتٍ تدريبية في مركز التدريب الأممي في هاملبورغ، وفي أكاديمية القيادة، ومن خلال فرق التدريب المتنقلة التابعة للجيش الاتحادي.

جنودٌ ألمان ينطلقون إلى بعثةٍ تابعةٍ للأمم المتحدة.
جنودٌ ألمان ينطلقون إلى بعثةٍ تابعةٍ للأمم المتحدة. © picture alliance/dpa

أكثر من 30 مؤسسة تابعة للأمم المتحدة في ألمانيا

لا تشارك ألمانيا في العديد من البعثات فقط، بل هي أيضًا موطنُ أكثر من 30 منظمة تابعة للأمم المتحدة، تضم 1000 موظفٍ تقريبًا. وأهم مواقعها مدينة بون، العاصمة السابقة لجمهورية ألمانيا الاتحادية، قبل الوحدة الألمانية. ويضم حرمُ الأمم المتحدة الكائنُ هناك أكثرَ من 20 مؤسسة. 

ألمانيا كعضوٍ في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة

يعد مجلس الأمن من الهيئات المركزية في الأمم المتحدة، ويضم خمسةَ أعضاءٍ دائمين، وعشرةً من الأعضاء غير الدائمين. لقد تولَّت ألمانيا المسؤوليةَ، بوصفها عضوًا غير دائم في المجلس ست مراتٍ حتى الآن، آخرها في الفترة من عام 2019 إلى 2020. وترشَّحت جمهوريةُ ألمانيا الاتحادية مجددًا للحصول على مقعد في السنتين 2027 و2028. وتعمل الحكومةُ الاتحادية، بالإضافة إلى ذلك، على إصلاح مجلس الأمن، لتحقيق أهدافٍ عديدة، من بينها تمثيل مناسب للدول الإفريقية، والمساهمين الماليين الرئيسيين.