كارثةٌ كبرى؟ ألمانيا في مسابقة الأغنية الأوروبية

يتجدَّد الموعدُ معها قريبًا: تومض الأضواءُ، وتنفجر الألعابُ النارية، ويتراقص المطربون في أزياءٍ برَّاقة عبر سحب الضباب بإيماءاتٍ كثيرة ويصدحون بأغانيهم عن الحب ولوعة القلب والنشوة مفعمين بحماسٍ كبير. يقترب موعدُ مسابقة الأغنية الأوروبية "ESC"، ذلك المشهد الدراميّ المُوحِّد لأوروبا، والذي يتميَّز بالشغف المتّقد وسيولة النوع الاجتماعي والرمزية الجيوسياسية. تتلاقى الأنماطُ الموسيقيةُ بدءًا من إيقاع موسيقى البلقان مرورًا بالأغاني الشاعرية ووصولاً إلى موسيقى الهيفي ميتال. وفي قلب الحدث: ألمانيا.
تُعدّ مسابقةُ الأغنية الأوروبية الحدثَ العاطفيَّ الأبرز بالنسبة لبعض الألمان هذا العام. يُحلِّلون كلَ حركة رقص وكلَ سطرٍ نَصيّ وكلَ مؤثرٍ صوتيّ. لا يطيقون الانتظارَ حتى موعد الحدث الكبير، ينتظرون منذ عدة أشهر ويهتفون للمشاركة الألمانية بحماسٍ شديد – ولا يُبالون بمسألة الجودة الموسيقية. وإذا جاء الترتيبُ، رغم كل تفانيهم، في مركزٍ متدّنٍ ("ألمانيا، صفر نقاط")، يتعيّن إذن على هذا الجمهور المتعصب التعافي من أزمة الشك باللجوء إلى وضعية الجنين على الأريكة.
يسأل آخرون في رصانة: لماذا لا نزال نفعل ذلك بأنفسنا؟ ذلك لأن: المسارَ الألمانيَّ في مسابقة الأغنية الأوروبية مليءٌ بالإخفاقات على كل الأصعدة؛ ورغم المشاركة المتكررة في المسابقة، يكون الحصولُ على مراكز جيدة أو تحقيقُ انتصاراتٍ حتى أمرًا نادرًا. صدِّق أو لا تصدِّق: حلت ألمانيا في المرتبة الأخيرة تسع مرات! وفي هذا العام أيضًا تبدو احتمالاتُ الرهان مبشرةً بالخير مثل تقرير طقسٍ في نوفمبر ألمانيا. لكن الأمل يخفت في نهاية المطاف – وتتجه الأنظارُ في عام 2025 بكل بساطة صوب: أغنية "بالر؛ Baller". تعني كلمة "بالرن؛ ballern" في اللغة الألمانية العامية إطلاقَ النار. رغم ذلك، تثير القافيةُ الصوتية لغزًا مُحيِّرًا: هل يتعلَّق الأمرُ بتكريمٍ لنقطة الجذب السياحيّ "بالرمان؛ Ballermann" في مايوركا، والتي تحظى بشعبيةٍ كبيرة بين السياح الألمان؟ أم بالدعوة المريبة لزيادة استهلاك الكحول؟ أم بانتقادٍ خفيٍّ لاتجاه تزايد التسلُّح في أوروبا؟ لا أحد يعلم.
Dieses YouTube-Video kann in einem neuen Tab abgespielt werden
YouTube öffnenمحتوى ثالث
نحن نستخدم YouTube، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.
فتح تصريح الموافقةجديرٌ بالذكر أن الفنانيْن أبور وتينا من فيينا، والتي، كما نعلم، لا تقعُ في ألمانيا. سيَّان! يكفي في عالم مسابقة الأغنية الأوروبية أن تعلم أن الدولةَ التي تتنافس من أجلها حاضرة. ونحن جميعًا في نهاية المطاف عائلةٌ كبيرةٌ لأشهر الفنانين، والموسيقى هي اللغة التي يفهمها الجميع. لذا: ارتدوا أحذية المنصة، ولوحوا بأعلامكم، وتمنّوا التوفيقَ على أمل أن نستطيع في يومٍ من الأيام سماع العبارة التالية: "ألمانيا، اثنا عشر نقطة!"