إلى المحتوى الرئيسي

طفرة البناء في المدن الألمانية

الفوائد المنخفضة وندرة الاستثمارات البديلة الأخرى تقود إلى أن يعمد المستثمرون والأفراد العاديين من غير المستثمرين إلى الاستثمار في العقارات.

29.09.2016

تشهد مدن ألمانيا الكثير من النشاط: في كل حي من أحيائها، وفي كل شارع على ما يبدو، قامت شركات البناء بوضع مستوعباتها ونصب رافعاتها وشد أسوار الورشات، من فرانكفورت إلى شتوتغارت وصولا إلى هامبورغ. بيوت، عمارات، أبراج تشق طريقها نحو السماء. الفوائد المنخفضة وندرة الاستثمارات البديلة الأخرى تقود إلى أن يعمد المستثمرون والأفراد العاديون من غير المستثمرين إلى الاستثمار في العقارات. "الاسمنت الذهبي" يقول المرء عن هذا في ألمانيا، وذلك على أمل أن يحافظ العقار على قيمته في حال الأزمات والأوقات العصيبة، بل وارتفاع هذه القيمة في أحسن الأحوال.

في النصف الأول من عام 2016 ارتفع عدد رخص وموافقات البناء التي تم منحها في ألمانيا بمعدل 30% مقارنة بالعام السابق الذي كان أيضا من الأعوام الجيدة في هذا القطاع. 182800 شقة جديدة يمكن أن يتم بناؤها الآن، وهو رقم لتراخيص البناء لم يتحقق منذ النصف الأول من عام 2000.

البيانات الأخرى تؤكد أيضا هذا الانطباع، الذي تولده كثرة الرافعات في المدن. حيث تقدم البنوك منذ سنوات المزيد من قروض البناء لزبائنها. وحسب أرقام البنك الاتحادي (المركزي) فقد ارتفعت هذه القروض بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو 2016 بمعدل يزيد عن 3% عما كانت عليه في ذات الفترة من العام السابق. القروض اليوم أرخص من أي وقت مضى. من يريد البناء، يدفع مقابل قرض البناء فوائد سنوية بمعدل 1% فقط لمدة خمس سنوات، ولمدة عشر سنوات 1,2%. قبل فترة ليست طويلة كانت هذه الفوائد تزيد عن مستوى 5%. وهنا ترتفع ببطء أصوات المحذرين: عندما يقوم الآن أناس ببناء منازلهم "بالقروض"، وهم غير قادرين في الأحوال العادية على تمويل هذه القروض، فإن هذا يمكن أن يقود إلى نتائج وخيمة، إذا ما عادت الفوائد إلى الارتفاع، ذات يوم في المستقبل.