من أجل عمل لائق بالإنسان
مشروع العمل العادل لهيئة GIZ يسعى في 24 بلدا من أجل تحسين شروط العمل للعاملين في المنصات الرقمية.
خدمات التوصيل، خدمات النقل، خدمات تكنولوجيا المعلومات، مراكز الاتصال، كثير من الخدمات يتم تقديمها اليوم أو تتم الوساطة فيها عبر المنصات الإلكترونية. في كل مكان في العالم اكتسبت هذه المنصات أهمية اقتصادية، وتحولت إلى أرباب عمل تشغل الملايين من الناس. ما يعرف باسم اقتصاد Gig يتيح أشكال عمل وتوظيف مرنة، وفرص عمل لا تتطلب تأهيلاً مهنياً خاصاً، وذلك لحوالي 70 مليون إنسان في العالم. غالباً ما تكون شروط العمل في المنصات الرقمية غير جيدة: حيث يسود نقص في السلامة المهنية، وإهمال للحقوق الأساسية للعاملين، وضعف في الأجور.
من أجل تغطية نفقات المعيشة، ليس من النادر أن يتوجب على العاملين في قطاع المنصات الرقمية تأدية الكثير من ساعات العمل الإضافية. حيث يتوجب مثلاً على سائقي التكسي في إحدى شركات الخدمات في بنغالور الهندية الجلوس 14 ساعة خلف المقود، إذا كانوا راغبين في الحصول على دخل يعادل دخل الخياط في أحد المصانع. وعندما لم يتمكنوا من العمل خلال فترة الإغلاق التام بسبب جائحة كورونا، توجب عليهم الاستمرار في تسديد النفقات وتكاليف السيارات التي قدمها لهم أرباب العمل. وهكذا واجه كثيرون منهم مخاطر وجودية حقيقية.
مشروع العمل العادل «Fairwork» لهيئة التعاون الدولي GIZ يساعد الناس في العديد من البلدان.
من أجل تحسين هذه الحال لدى الناس الذين يعملون في المنصات الرقمية تقوم الهيئة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، وبتفويض من الحكومة الاتحادية بدعم مشروع العمل العادل. حيث يقوم مشروع العمل العادل بالتعاون مع خبراء وعلماء بتقييم شروط العمل لدى المخدمين الرقميين في 24 بلدا ويقوم بنشر النتائج على شكل تصنيف دولي. الشركات التي تحصل على تصنيف رديء، وتريد الحفاظ على سمعتها سوف تتعرض للضغوط ويتوجب عليها تبني معايير جديدة أكثر إنسانية في العمل. مثل هذه اللوائح من التصنيف باتت اليوم متوفرة في العديد من البلدان، منها مثلا الهند ونيجيريا والبيرو وبنغلادش والبوسنة.
وقد وضع المشروع خمسة مبادئ لشروط العمل العادلة. وهي تتضمن دفع الأجور العادلة وتقديم عقود عمل عادلة وإتاحة فرصة المشاركة في اتخاذ القرارات في الشركات. وقد سجل مشروع العمل العادل نجاحات فعلية في الهند. حيث التزمت خمس منصات رقمية من بين إحدى عشرة تم تقييمها، بتوفير شروط عمل أفضل. وهي تدفع اليوم رواتب أفضل للعاملين فيها، وتضمن حدا أدنى للأجور، كما تستمر في دفع الأجور في حالات المرض. وهذا ما يغير حياة مئات الآلاف من العاملين.