التوليد المشترك للطاقة النظيفة
تبذل لاورا تسوكلر جهودًا من أجل تحوُّل الطاقة بمشاركةٍ من المواطنين بصفتها رئيسةً لجمعية تعاونية للطاقة في هايدلبرغ.
يريدون الإسهامَ في عملية تحوُّل الطاقة لمواجهة أزمة المناخ: نتحدَّث فيما يلي عن أشخاصٍ، يدفعون بأفكارهم ومجهوداتهم عمليةَ التوسُّع في استخدام الطاقات المتجددة في ألمانيا وحول العالم إلى الأمام.
بالكهرباء الطبيعية نواجه أزمة المناخ
تقول لاورا تسوكلر: "لقد تعلَّمتُ مبكرًا أن الطاقة المتجددة هي الحل لمواجهة تغيُّر المناخ". وتبذل ابنة مدينة هايدلبرغ جهودًا كبيرة من أجل تحوُّل الطاقة بمشاركةٍ من المواطنين. وتتمثل رؤيتُها، التي أصبحت بالفعل حقيقةً واقعية في أماكن كثيرة بالمدينة، في: "ينتج الأفرادُ الطاقةَ المتجددة، التي نحتاجُ إليها من أجل إمدادٍ نظيفٍ بالطاقة". وتعمل لاورا تسوكلر بدوامٍ كامل لدى بورجر ڤيركه (Bürgerwerke)، اتحادٍ يضمُ أكثر من 110 جمعياتٍ تعاونية محلية للطاقة. كما أنها تبذل جهودًا تطوعية منذ العام 2011 لدى تعاونية هايدلبرغ للطاقة (HEG).
تأسست الجمعية التعاونية في العام 2010 بصفتها اتحادًا يضم مواطنين يبذلون جهودًا في هذا الشأن. وتتمتع الجمعيات التعاونية بتقاليد عريقة في ألمانيا؛ حيث تضم أشخاصًا يسعون لتحقيق هدف مشترك قائم على مبادئ المساعدة الذاتية والحكم الذاتي والمسؤولية الذاتية. والهدف من تعاونية هايدلبرغ للطاقة هو أن القاطنين في هايدلبرغ والمنطقة المحيطة بها يمكنهم تزويد أنفسهم بالطاقة المتجددة بنسبة 100 في المائة من الجوار. وتندرج تسوكلر ضمن أعضاء مجلس الإدارة الثلاثة لتعاونية هايدلبرغ للطاقة منذ العام 2018. تضيف: "نحنُ نبني محطاتٍ للطاقة الشمسية يموّلها أكثر من 1,200 عضو لدينا. كما نوفّر طاقةً نظيفة ونبني محطات شحن كهربائي ونشارك في عنفات الرياح."
وتردف تسوكلر: "نُوصَف غالبًا بأننا شباب جسورين، لأن الجمعيات التعاونية للطاقة تأسست في الغالب على أيدي أشخاصٍ من كبار السن". وبخلاف الجمعيات التعاونية للطاقة الأخرى، انبثقت تعاونية هايدلبرغ للطاقة عن مبادرةٍ طلابية. وهي تعتزم تعزيز عملية الإمداد بالطاقة بواسطة موردي طاقة إقليميين صغار. وقد أتت هذه المجهودات بثمارها: حيث حازت تعاونية هايدلبرغ للطاقة على جائزة الطاقة الشمسية الألمانية نظرًا لمجهوداتها المبذولة في هذا الإطار.
البحث الدؤوب والمستمر عن مساحات خالية للأنظمة الكهروضوئية
تدشن الجمعية التعاونية في هايدلبرغ في غضون ذلك مشاريع كهروضوئية تخطط لها وتمولها وتديرها بنفسها. ومن ثم تبحث تسوكلر وشركاؤها بصورةٍ مستمرة ودائمة عن مساحاتٍ خالية على أسطح المنازل الخاصة والمنشآت الصناعية والمدارس والنوادي والمباني الجامعية. ويجني أعضاء الجمعية التعاونية فوائد هذه الأنظمة والعائد المُكتسَب منها. وتستثمر تعاونية هايدلبرغ للطاقة العائدات المالية لتنفيذ المزيد من المشاريع.
يمكن الاستفادة من الكهرباء المُولَّدة من هذه الأنظمة مباشرةً في المباني. وتُغذِّي الجمعية التعاونية الكهرباءَ الزائدة في الشبكة. وتنقسم هذه الكهرباء إلى جزئين، جزءٍ تحصلُ الجمعية نظيره على أجرٍ من الدولة بموجب قانون الطاقات المتجددة، وهو أجرٌ مقابل توسيع استخدام الطاقات المتجددة، وجزءٍ آخر تبيعه تعاونية هايدلبرغ للطاقة إلى اتحاد المرافق العامة بورجر ڤيركه. وبالتالي يستطيع المواطنون من جميع أنحاء ألمانيا الحصول على كهرباء طبيعية بنسبة 100 في المائة من مزوِّد بالطاقة النظيفة. وهذا يعني بصفةٍ خاصة: أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تتولَّدان من محطاتٍ محلية بمشاركةٍ من المواطنين، مثل تلك الموجودة لدى تعاونية هايدلبرغ للطاقة.
تستأنف تسوكلر حديثها: "يتوفر قدرٌ مُعيَّن من إيرادات المرافق العامة نظير كل كيلو وات ساعة مُستهَلك للتوسُّع في استخدام الطاقات المتجددة. والطاقة التي نستهلكها، يمكننا أن نستخدمها في أشياءٍ مفيدةٍ أيضًا". وتزوِّد تعاونية هايدلبرغ للطاقة حاليًا أكثر من 1000 منزل وشركة بطاقةٍ نظيفة من خلال اتحاد المرافق العامة بورجر ڤيركه.
Quick facts
الحصول على طاقة نظيفة من سطح المنزل كمستأجر
يستفيد كذلك عن طريق تعاونية هايدلبرغ للطاقة 130 ساكنًا في ثلاثة مبانٍ سكنية متعددة العائلات في جنوب هايدلبرغ من الطاقة النظيفة من إنتاجهم الخاص منذ العام 2018. وأُضيف إليهم مبنى سكني رابع في العام 2022. يحصل السكان في إطار هذا المشروع على الطاقة الشمسية من أسطح منازلهم من خلال الألواح الشمسية، وبعد ذلك تُوزَّع هذه الطاقة على كل شقةٍ سكنية. وتتدفق الكهرباء الزائدة إلى وحدة تخزين وثماني محطات شحن كهربائية، اثنتين منها متاحتين بشكلٍ دائم لسيارات النقل التشاركي. وإذا كانت الطاقة الشمسية غير كافية لتزويد المنازل بالكهرباء، تتدخَّل عندئذٍ وحدة تخزين الطاقة. تقول تسوكلر: "يمكننا توفير الكهرباء من أسطح منازلنا بتكلفةٍ أقل بكثير من الكهرباء التي تأتي من الشبكة". وبهذه الطريقة يستفيد المستأجرون من الناحية المادية. ويعرفون من أين تأتي الكهرباء التي يستهلكونها، وهذا يضمن التعريف والتحديد.
لا يتعيَّن على أصحاب المنازل، الذين يرغبون في منح المستأجرين الفرصة للاستفادة من الطاقة الشمسية من أسطح منازلهم، الدفع من أموالهم الخاصة باستخدام هذا النموذج. حيث تتولى تعاونية هايدلبرغ للطاقة تخطيط وصيانة وتمويل هذه الألواح الشمسية. تتابع تسوكلر حديثَها: "نبرهن بفضل مشاريعنا على أن تحوُّلَ الطاقة مجالُ عملٍ ناجح. إنه أمر ممتع للغاية ومنطقي، ونحن أيضًا نعزز خلق القيمة المحلية".
توليد الطاقة النظيفة للاستهلاك الخاص باستخدام محطات طاقة شمسية صغيرة
تروِّج الجمعية التعاونية، بالإضافة إلى ذلك، لتوسيع ما تُسمَّى بوحدات الشرفات، بحيث يستطيع المستأجرون تثبيتها على درابزين شرفاتهم. وباستخدام محطة طاقة شمسية صغيرة، يستطيعون توليد طاقة نظيفة لاستهلاكهم الخاص. وتتغذى الشقة بالكهرباء بصورةٍ مباشرة من خلال كابل.
ينقل موظفو الجمعية التعاونية معارفهم وخبراتهم للآخرين في إطار ورش عمل منذ العام 2013، بحيث يمكن للأطراف الفاعلة الأخرى أيضًا توليد الطاقة النظيفة وتوزيعها بنجاح. تتلخَّص قناعةُ تسوكلر في عبارةٍ مفادُها: "لن ينجح تحوُّل الطاقة في المدن إلا من خلال مشاريع الكهرباء للمستأجرين".
يمكن الاطلاع على المزيد من الصور للأشخاص الذين يبذلون جهودًا كبيرة في عملية تحوُّل الطاقة هنا.