إلى المحتوى الرئيسي

"مسألة إرادة سياسية"

كيرا فينكه تستقصي العواقبَ الجسيمة للتغيُّر المناخيّ على البشر في كلِ أرجاء العالم وتنادي باتخاذِ إجراءاتٍ سريعة. 

كارستن هاوبتماير , 15.02.2023
خبيرةُ المناخ والسياسة الخارجية: كيرا فينكه
خبيرةُ المناخ والسياسة الخارجية: كيرا فينكه © © DGAP - Zsófia Pölöske

تتحدَّث كيرا فينكه بلسان الأشخاص، الذين سلبتهم موجاتُ الجفاف أو الفيضاناتُ أو العواصفُ أوطانَهم. تصف العالمةُ في كتابها "بدو العاصفة"، كيف تدمِّر أزمةُ المناخ أساسيات الحياة وما يجب أن يحدث الآن. ترأس فينكه مركزَ المناخ والسياسة الخارجية التابع للجمعية الألمانية للسياسة الخارجية، وتتقلَّد عدة مناصب من بينها منصبَ الرئيس المشارك للمجلس الاستشاري للحكومة الاتحادية لمنع الأزمات المدنية ودعم السلام، وهي كذلك عضوٌ في المجلس الاستشاريّ للأكاديمية الاتحادية لسياسة الأمن.  

برأيك سيدة دكتور فينكه، كيف يؤثِّر تغيُّر المناخ على أمن البشر اليوم وفي المستقبل؟
يؤثِّر تغيُّر المناخ على أمن الغذاء أو إمدادات الماء، ويمكن أن يدمِّر بذلك أساسيات حياة البشر. تُضافُ إلى ذلك إمكانيةُ نشوب نزاعاتٍ عنيفة نتيجة تضارب المصالح في منطقةٍ ضربتها موجةُ جفافٍ على سبيل المثال. يُحفِّز التغيُّر المناخيُّ كذلك إذن اندلاعَ العنف. ونشهدُ اليوم بالفعل كيف تُجبر الظواهرُ المناخية القاسية أو النزاعاتُ القائمة البشرَ على النزوح في مناطق عدة من العالم. 

تصفينْ البشرَ، الذين يُرغمهم تغيُّرُ المناخ على مغادرة أوطانهم، باسم "بدو العاصفة". ماذا تقصدين بذلك؟
يمثّلُ هذا المصطلح بالنسبة لي، من جهة، تشرُّد البشر، الذين أُبعدوا قسريًا بسبب الفيضانات على سبيل المثال. وهم يكافحون في الوقت نفسه من أجل أنفسهم ومستقبل عائلاتهم. يُفترض من هذا المصطلح "بدو العاصفة" أن يُبرز كرامةَ هؤلاء البشر، الذين ليسوا مجرد ضحايا لتأثيراتٍ مناخية جسيمة، بل يواجهون بكل استبسالٍ قوى الطبيعة.  

يجب وضعُ البشر بثقلٍ أكبر في بؤرة النقاش حول أزمة المناخ، لأن هذه الأزمة ليست مجرد مشكلةٍ بيئيةٍ نستطيعُ التكيُّف معها بطريقةٍ أو بأخرى، لذلك نحتاجُ إلى المزيد من البشر ليحكوا عن تجاربهم وخبراتهم. ويندرج ضمن هؤلاء كذلك، أولئك الذين فقدوا منازلهم، ومن ثم موطنهم، في وادي آرتال في ألمانيا إبَّان كارثة الفيضان المروعة في صيف العام 2021. يجب أن يجد هؤلاء مزيدًا من الآذان الصاغية. 

أيُّ دورٍ يمكن أن تلعبه سياسة المناخ الخارجية في مجابهة تبعات التغيُّر المناخيّ العالميّ؟
أرى أنه من المهم، على سبيل المثال، ترسيخُ موضوع النزوح في استراتيجية سياسة المناخ الخارجية الجديدة للحكومة الاتحادية. يجب أن تتمحور حول الحفاظ على أساسيات الحياة، وتُقلل بذلك أيضًا من المخاطر على الأمن. يجب أن تضع السياسةُ الخارجيةُ النزوحَ المقترن بالمناخ ضمن بنود الأجندة الدولية من أجل حماية البشر حول العالم.  

إنها مشكلةٌ من صُنع البشر ولذلك نستطيع نحنُ البشر كذلك حلها. 
كيرا فينكه، باحثةٌ في تأثيرات المناخ

ما الذي يجعلكِ متفائلةً رغم كل الأخبار المُفزعة حول أزمة المناخ؟
ما زلنا نمسكُ بالكثير من الخيوط بين أيدينا. نستطيعُ، قبل كل شيء، خفضَ الانبعاثات. إنها مشكلةٌ من صُنع البشر ولذلك نستطيع نحنُ البشر كذلك حلها. تمتلك دولٌ صناعية، مثل ألمانيا بالفعل أفضلَ المتطلبات لخفض الانبعاثات على نحوٍ سريع. إنها مسألةُ إرادةٍ سياسية ومجتمعية. وبالنظر إلى التبعات الجسيمة لتغيُّر المناخ، سوف يتنامى حتمًا الإدراك بوجوب التصرُّف الآن وعلى وجه السرعة. 

© www.deutschland.de 

هل ترغب في الحصول على معلومات منتظمة عن ألمانيا؟ كيفية تسجيل الدخول: