إلى المحتوى الرئيسي

معايشة التضامن العالمي

خلَّفت الحربُ في أوكرانيا تبعاتٍ على 1.6 مليار شخص و94 بلدًا. كيف تُقدِّم ألمانيا يدَ المساعدة.  

كلارا كروغ , 15.02.2023
الحربُ في أوكرانيا تُفاقِم أزمةَ الجوع في أفريقيا.
الحربُ في أوكرانيا تُفاقِم أزمةَ الجوع في أفريقيا. © picture alliance / photothek

آلافُ الأكياس من الحبوب يتراكم بعضُها فوق بعض ليصل ارتفاعُها إلى عدة أمتار، فيما الأجواءُ خانقةٌ داخل المستودع. مخزنُ الحبوب الواقع على أطراف مدينة أداما على بُعد ما يقربُ من 100 كيلومترٍ من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، هو الأكبر على مستوى البلاد الذي يتبع برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة.  

Dieses YouTube-Video kann in einem neuen Tab abgespielt werden

YouTube öffnen

محتوى ثالث

نحن نستخدم YouTube، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.

فتح تصريح الموافقة

Piwik is not available or is blocked. Please check your adblocker settings.

عندما زارت وزيرةُ الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مخزنَ الحبوب في يناير/كانون الثاني 2023 رفقة نظيرتها الفرنسية كاترين كولونا، أبصرت خريطتين كبيرتين مُعلَّقتين على حائط المستودع. وهما تُظهران إلى أين تُنقَل الحبوب داخل البلاد، وأين يسودُ الجفافُ، ومن ثم يكون خطرُ المجاعة على البشر داهمًا على نحوٍ خاص.  

وزيرةُ الخارجية أنالينا بيربوك في إثيوبيا
وزيرةُ الخارجية أنالينا بيربوك في إثيوبيا © picture alliance/dpa

يتلَّقى حوالي 22 مليون شخصٍ في إثيوبيا أقلَ القليل من الطعام لتناوله، حسب المنظمة الألمانية لمكافحة الجوع في العالم (Welthungerhilfe). ويرجع أحدُ أسباب الوضع الإنسانيّ الحرج في البلاد إلى حرب العدوان، التي يشّنها فلاديمير بوتين على أوكرانيا، لأن أسعار القمح والمواد الغذائية الأساسية الأخرى شهدت ارتفاعًا بالغًا. 

الرئيسُ الروسيُّ يستخدم الحبوبَ كسلاح.
أنالينا بيربوك، وزيرةُ الخارجية الاتحادية

تقول بيربوك على هامش زيارتها: "الرئيسُ الروسيُّ يستخدمُ الحبوبَ ويستخدمُ الموادَ الغذائية كسلاح. وهذا يُفاقم الوضعَ المأساويّ للإمداد بالمواد الغذائية عالميًا، ذلك أن موجات الجفاف هي الأخرى تواصل ازديادُها حول العالم". 

آلافُ الكيلومترات تفصلُ بين أوكرانيا وإثيوبيا، ومع ذلك تضرَّرت الأخيرةُ أيَّما ضررٍ من تبعات الحرب. وحسبما يفيد تقريرٌ صادرٌ عن الأمانة العامة للأمم المتحدة، فقد ألقت الأزمةُ في مجالات المواد الغذائية والطاقة والأنظمة المالية بظلالها على ما يقرب من 1.6 مليار شخصٍ و94 دولةٍ بطريقةٍ واحدةٍ على الأقل. وتبذلُ ألمانيا قصارى جهدها على كثيرٍ من الأصعدة عالميًا من أجل التخفيف من العواقب الوخيمة للصراع. ودعَّمت ألمانيا بالاشتراك مع فرنسا، على سبيل المثال، منحةً أوكرانيةً من الحبوب إلى إثيوبيا من خلال التمويل، وتنظيم عملية النقل.  

التزامٌ ببرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة 

رفعت ألمانيا مساهماتها في برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في العام 2022 إجمالاً لتصل إلى أكثر من 1.7 مليار يورو وتسعى جاهدةً من أجل إرساء مستوى أكبر من الأمن الغذائيّ في جميع أنحاء العالم. وأعلنت الحكومةُ الاتحادية في نوفمبر/تشرين الأول 2022 أنها بصدد تجهيز مليار يورو إضافية في العام نفسه من أجل محاربة الجوع في العالم. وتُقدِّم ألمانيا الدعمَ للأمين العام للأمم المتحدة في مبادرته "مجموعة الاستجابة للأزمات العالمية بشأن الغذاء والطاقة والتمويل (GCRG)". تُطوِّر المبادرة حلولاً عالمية لقضايا أمن الغذاء والطاقة والتمويل. وقد توافق الشركاء كذلك في إطار قمة مجموعة الدول الصناعية السبع في العام 2022 برئاسة ألمانيا على حلولٍ مشتركة وأطلقوا التحالفَ من أجل أمن الغذاء العالميّ، والذي يتبع مبادرات الأمم المتحدة. كما تعهَّدت الدولُ الصناعية السبع في القمة المنعقدة في قصر إلماو في بافاريا بتوفير 4.5 مليار دولارٍ أمريكيٍّ أخرى من أجل أمن الغذاء العالميّ.  

وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه في مولدوفا
وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه في مولدوفا © picture alliance/dpa

ثمة بلدٌ يتاخمُ أوكرانيا مباشرةً ويعاني هو الآخر معاناةً شديدة من وطأة تبعات الحرب في أوكرانيا، هو جمهورية مولدوفا. استقبلت البلادُ منذُ اندلاع الحرب 80,000 لاجئٍ وتعتبر، قياسًا إلى تعداد سكانها، البلد ذات حصة اللاجئين الأكبر. علاوةً على ذلك، تعتمدُ مولدوفا في مجال الإمداد بالغاز اعتمادًا وثيقًا على روسيا. أقرت ألمانيا في إطار مؤتمر مولدوفا المنعقد في باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 حزمةَ مساعداتٍ إضافية من الحكومة الاتحادية بقيمة حوالي 32 مليون يورو. يُذكر أن مؤتمرين لمانحي مولدوفا انعقدا بالفعل منذُ اشتعال الحرب في أوكرانيا وجُمع في كلٍ منهما ما يقربُ من 600 مليون يورو. وكانت دول ألمانيا وفرنسا ورومانيا قد دشَّنت معًا منصة دعمٍ دولية من أجل مولدوفا.  

ألمانيا تساعد بالاشتراك مع دولٍ أخرى 

زارت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه في نهاية يناير/كانون الثاني 2023 المنطقةَ الحدودية ستيفان فودا ووعدت البلاد بالمزيد من الدعم لاستيعاب اللاجئين الأوكرانيين. وأفادت الوزيرةُ بأن وزارة التنمية سوف توفِّر للبلاد سبعة ملايين يورو إضافية ليصل إجمالي ما قدَّمته الوزارةُ منذُ بدء حرب العدوان الروسية على أوكرانيا إلى 149 مليون يورو. وتدعم ألمانيا دولةَ مولدوفا كذلك على مستوى الاتحاد الأوروبيّ بالاشتراك مع الدول الأعضاء الأخرى: منح رؤساءُ دول وحكومات الاتحاد الأوروبيّ البلادَ حالةَ عضوٍ مُرشَّحٍ للانضمام إلى الاتحاد الأوروبيّ في نهاية يونيو/حزيران 2022. وأبدت مفوضية الاتحاد الأوروبيّ في نهاية يناير/كانون الثاني 2023، فضلاً عن ذلك، رغبتها في دعم مولدوفا بملايين أخرى. وبناءً على هذا المقترح، سوف تحظى البلادُ بدعمٍ قد يصلُ إلى 145 مليون يورو.  

 © www.deutschland.de 

هل ترغب في الحصول على معلومات منتظمة عن ألمانيا؟ كيفية تسجيل الدخول: