إدارة التنوع
إدارة التنوع – التعددية تتحول عنصر نجاح بالنسبة للشركات
الأمر في النهاية هو مجرد عملية حسابية بسيطة: مجموعة الزبائن الذين يقدمون على شراء منتجات شركة ما، هي مجموعة متنوعة، وهو ما يعني أن المجموعة التي تقوم بتصميم وإنتاج هذه المنتجات يجب أن تكون أيضا على ذات التنوع، وأن تضم العديد من الوجوه والأفكار والآراء. من هذه الناحية يمكن القول أنه يكاد يكون من العجيب أن تظهر فكرة "التنوع" وتحظى باهتمام متزايد، فقط خلال السنوات الأخيرة، رغم أن هذا الظهور يتسم بالقوة.
اليوم يوجد في كل شركة كبيرة تقريبا موقع خاص يسمى "مدير التنوع". ولكن ماذا يفعل هذا المدير فعليا؟ وكيف يمكن أن يصل المرء إلى هذا المنصب؟
"من خلال العشق" تقول دانيا فريش. هي مسؤولة في شركة أديداس عن التنوع والشمول. تعمل فريش منذ 25 عاما في شركة إنتاج المستلزمات الرياضية التي تستوطن مناطق فرانكن. وعندما قررت الشركة إلقاء المزيد من الضوء والاهتمام على مسألة التنوع والتعددية، رفعت يدها إعرابا عن استعدادها لتحمل هذه المسؤولية. "يتناول الموضوع هنا أناسا من شتى الثقافات المختلفة ومن مختلف الأعمار، وهذا ما أراه عملية إغناء كبيرة بالنسبة لي".
مهمة السيدة فريش هي من ناحية أولى: "إدارة" التنوع الموجود حاليا في الشركة. لدى أديداس 46000 عامل منتشرين في حوالي 160 بلدا من بلدان العالم. وفي مركز الشركة في هيرتسوغنآوراخ تعمل 75 جنسية مختلفة. وتسعى الشركة إلى "خلق بيئة تهتم بالتنوع وتحترمه وتقبله"، حسب فريش. هذا الأمر يمكن أن يعني على سبيل المثال بناء أماكن عبادة للعاملين، إذا ما رغب المتدينون منهم بذلك. "نحن منفتحون جدا على هذا الصعيد".
توفير بيئة يرتاح فيها الناس المنتمون إلى ثقافات وبيئات متعددة، هي المهمة الثانية من مهام فريش: التوسع في التنوع. وهي تقوم بذلك من خلال تمثيلها شركة أديداس في معارض ومنتديات، مثل "مؤتمر المرأة والعمل". ومن ناحية أخرى فقد وضعت شركة أديداس نسبا واضحة تسعى إلى الالتزام بها. حيث تسعى الشركة إلى زيادة نسبة النساء في المراكز الإدارية من 28% حاليا إلى 32%.
ولكن إلى أي مدى وصلت ألمانيا على صعيد "التنوع"، حسب رأي الخبيرة فريش؟ "لا أعرف أية علامة يمكنني أن أمنحها لألمانيا. المسألة تؤخَذ هنا على محمل الجد، ولكن حتى يتم ترسيخها وتبنيها، يمكن أن يمر وقت طويل".
مؤتمر "التنوع 2013" في 28 و 29 تشرين الثاني/نوفمبر في برلين
