بين الهاتف الذكيّ وساحة اللعب

كيف يعيش الشبابُ في ألمانيا؟ يظل أهمُ عنصر في حياة الشباب -بجانب المدرسة أو التدريب المهنيّ- وقتَ الفراغ. تبدو حياةُ جيل زد وجيل ألفا شديدة التنوع؛ سواءٌ على الإنترنت أو خارجه، بين الرياضة أو الانخراط في الأنشطة أو الاستجمام. 

أوقاتُ الفراغ بين الشاشة وتمرير الكرة  

أصبحت الوسائطُ الرقميةُ جزءًا لا غنى عنه في حياة معظم الشباب. تفيد دراسةُ شل عن الشباب لعام 2024، بأن 95 في المائة من الشباب، الذين تتراوح أعمارُهم بين 12 و25 عامًا، يستخدمون تطبيقات المراسلة يوميًا، فيما ينشط 82 في المائة منهم يوميًا على شبكات التواصل الاجتماعيّ. ويقضي الشبابُ في المتوسط 157 دقيقة يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي خلال أيام الأسبوع. بينما تصل المدةُ في عطلة نهاية الأسبوع إلى 227 دقيقة. هذا ما أظهرته دراسةٌ أجرتها شركةُ التأمين الصحي داك جيزوندهايت (DAK-Gesundheit) عام 2024/23. وأصبحت وسائلُ التواصل -بالنسبة للكثيرين- ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل دعامة اجتماعية؛ إذ يُشكِّل الإنترنتُ في كثيرٍ من الأحيان وسيلةً لاكتساب الإحساس بالانتماء والحصول على المعلومات وتشكيل الهوية.  

ومع ذلك، لا يجلس المراهقون الألمان أمام الشاشات طَوَال الوقت. فقد أظهر التقريرُ الاجتماعيُّ لعام 2024، الذي أعده المركزُ الاتحاديُّ للتثقيف السياسيّ، أن ما يقرب من ثلثيّ الشباب يمارسون الرياضةَ بانتظام. وتتصدَّر كرةُ القدم وكرةُ السلة والرياضاتُ العصرية، مثل التزلُّج على الألواح أو الباركور قائمةَ الأنشطة الأكثر شعبية. يُبيِّن استطلاعُ الاتحاد الألمانيّ الأولمبيّ للرياضة، أن هناك أكثر من 10 ملايين طفل وشاب في ألمانيا أعضاءٌ في نادٍ رياضيّ.  

وتنتشر الهواياتُ الإبداعيةُ، مثل الرسم أو التصوير أو الكتابة، على نحوٍ خاص بين شباب مجتمع الميم، حيث تصل نسبتها إلى نحو 50%، وهي نسبةٌ أعلى من المتوسط. وأفاد قرابةُ ثلث الشباب المُغايِرين جنسيًا بأنهم يمارسون هواياتٍ إبداعية. 

الأصدقاء والعائلة... دعامةٌ أساسية 

تكشف دراسةُ شل عن الشباب لعام 2024: أن الصداقات المستقرة والعائلة والاحترام المتبادل تأتي في صدارة قائمة الأولويات؛ أكثرُ من 90 في المائة من الشباب يعتبرون أن وجودَ "أصدقاءٍ حقيقيين يتقبلونهم"، أو "شريك يمكن الوثوق به"، أو "حياة عائلية مستقرة" أمرٌ في غاية الأهمية.