"خبز الزبدة" الألماني
رغم المنافسة القوية مع قطع الخبز "بروتشن" وخبز "توست" وخبز "باغيت"، مازال "خبز الزبدة" الألماني يتمتع بشعبية كبيرة.
يقال له في مناطق الراين "بوتريكين" وفي زاكسن "بيمة" وفي برلين "شتولة". رغم اختلاف التسميات، فإن المقصود هو دوما واحد: خبز الزبدة. منذ مئات السنين ينتمي خبز الزبدة إلى الحياة اليومية الاعتيادية للألمان. سواء مع الفطور، أو طعام العشاء، أو بين الوجبات: لا يمكن تصور ثقافة الأكل الألمانية بعيدا عن خبز الزبدة. مارتين لوثر وصفه في العام 1525 بأنه "غذاء جيد للأطفال"، وفيرتر، بطل مسرحية يوهان فولفغانغ غوتة، تقاسم "خبز الزبدة والحليب الحامض" بعد ذلك بمائتي عام مع باقي الأطفال.
بسيط ومُتَنوّع وَلِكُل المناسبات
ولكن ما هو بالضبط "خبز الزبدة" هذا؟ وما سبب شعبيته الكبيرة في ألمانيا بالذات؟ كان خبز الزبدة في الأساس عبارة عن شريحة خبز مغطاة بالزبدة. ولكن حسب الآراء السائدة باتت اليوم هذه الشريحة من الخبز تحمل أيضا شيئا من شرائح اللحم أو الدهن أو السجق أو الجبنة، حيث لا يكون دهنها بالزبدة إلزاميا، وإنما يمكن استبدالها بشيء من المرغرين (الزبدة النباتية) أو جبنة الدهن أو الخردل أو رب البندورة (طماطم). أما عشاق التغذية الصحية، فإنهم يربطون خبز الزبدة مع منتجات طازجة، مثل البندورة أو الخيار أو الخس، مع إضافات نباتية أو نباتية خالصة، من تلك التي باتت اليوم متوفرة في كل سوبر ماركت. اليوم "من الحنطة"، غدا "الشيلم (جاودار)"، مرة مغذي، ومرة حلو المذاق. لا يكاد يوجد نوع آخر من الأطعمة، قابل لهذا التنوع والتغيير في الوصفات والإضافات، مثل خبز الزبدة. ولأنه سهل التحضير أيضا ويتمتع بقيمة غذائية عالية ونكهة لذيذة، فإنه سهل التناول في كل مكان، ويمكن اصطحابه إلى كل مكان، حيث يصطحبه الكبار والصغار لتناوله خلال الاستراحة في العمل أو في المدرسة.
أما عن سبب تخصص الألمان بهذا العشق الكبير لخبز الزبدة، فهو ما يمكن شرحه بسهولة وإيجاز: مع ما يزيد عن 300 نوع من الخبز تحتل ألمانيا المرتبة الأولى عالميا بلا منازع. ومن لديه مثل هذا العدد الهائل من الخيارات من الخبز، سوف يأكل بالتأكيد الكثير منه: وهكذا يصل متوسط استهلاك الفرد من الخبز سنويا إلى حوالي 800 كيلوغرام. لا عجب إذا، في أن يحتفظ خبز الزبدة على مكانته وشعبيته لدى الألمان على مر العصور.
يوم خبز الزبدة الألماني في 25 أيلول/سبتمبر 2015