إلى المحتوى الرئيسي

دموع الفرح في نيويورك

كريستيانة باول تنال جائزة إيمي، وكذلك ينالها في نيويورك عملان من إنتاج التلفزيون الألماني.

23.11.2016
© dpa - Christiane Paul, Emmys

نيويورك (dpa)- في النهاية لم تستطع كريستيانة باول كبت دموع الفرح. بعد مغادرتها خشبة المسرح الكبيرة في صالة الباليه في فندق هيلتون نيويورك، تقف أمام الصحفيين لالتقاط الصور. ثم ترفع الجائزة الذهبية، التي ربما تكون الجائزة الأكثر إقبالا وقيمة في عالم التلفزيون، جائزة إيمي. "إنه لأمر رائع"، تقول باول. "إنها اللحظات الأعظم في حياتي حتى الآن". مع هذه الجائزة تقوم تعترف لجنة التحكيم أيضا بتكريم نشاط باول ضمن العمل السياسي "تحت الرادار" لقناة تلفزيون ARD.

فوز باول، بالإضافة إلى عملين تلفزيونيين ألمانيين – مسلسل قناة RTL "ألمانيا 83" والفيلم الوثائقي "حرب الكذب" – بجائزة إيمي الدولية هذا العام، ليس فقط تقديرا للرابحين في هذه الأمسية. "أعتقد أن صورة ألمانيا قد تغيرت جذريا، لقد تحولت بشكل كامل"، يقول يورغ فينغر، الذي أنتج فيلم "ألمانيا 83" الذي تدور أحداثه حول جندي من ألمانيا الشرقية DDR تحول إلى جاسوس لصالح جهاز أمن الدولة "شتازي".

وحتى عندما يتغير ويتطور قطاع التلفزيون: صناع التلفزيون مازالوا يشخصون بأبصارهم إلى الضفة الأخرى من الأطلسي، من أجل تعلم الحيل والخدع الجديدة. من الطبيعي أن "يتعلم المرء من أفضل الأمم في مجال التلفزيون"، حسب تعبير فينغر، الذي يتحدث عن الحماس الذي يبرز اليوم بوضوح على الجانبين الشرقي والغربي للأطلسي، عند الحديث عن التلفزيون الألماني.

عندما بدأ ماتياس بيتنر مخرج "حرب الكذب" مع فريق عمله قبل أكثر من خمس سنوات على إعداد الفيلم الوثائقي، عن مقدمات حرب العراق 2003، لم يكن أحد يحلم بمثل هذا التكريم. الفيلم الذي نال الكثير من المديح في المهرجانات، كان عبارة عن مشروع تخرج في أكاديمية الفيلم بادن-فورتمبيرغ في مدينة لودفيغسبورغ الواقعة في جنوب ألمانيا.

رغم كافة الأجواء الاحتفالية، كان من الواضح للجميع على أية خلفية يتم هنا تبادل الأقداح. قبل أقل من أسبوعين كان دونالد ترامب – الذي تفصل ناطحة السحاب الخاصة به عن هذا المكان بضعة شوارع فقط – قد أعلن في ذات الصالة عن فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية، والآن يقف آلان كومينغ، مقدم الحفل على المنصة ويتحدث إلى وجدان الضيوف الجالسين بكل وقار وأناقة. "في 8 تشرين الثاني/نوفمبر كانت هذه الصالة مسرحا لواحدة من أكثر اللحظات ظلاما وسلبية وتدميرا في تاريخ هذا البلد".

المصدر: dpa، الترجمة: FSM