مفاهيم وحدود للسياسة الأمنية الجديدة

نفذت الحكومة الألمانية واحدا من أهم مشروعتها المحورية: للمرة الأولى أصبح لدى ألمانيا استراتيجية قومية للأمن. المستشار الاتحادي أولاف شولتس ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك ووزراء آخرون قدموا في برلين المشروع الشامل الذي يقع في 40 صفحة تحت عنوان «الأمن المتكامل لألمانيا». أهم الأسئلة حول المشروع والإجابات عليها:

لماذا تم إعداد استراتيجية قومية للأمن؟

في اتفاق تشكيل الائتلاف الحكومي في العام 2021 التزمت الأحزاب الحاكمة SPD والخضر وFDP بوضع مثل هذه الاستراتيجية. بعد مضي شهر تقريبا على بداية العدوان الروسي على أوكرانيا قدمت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك في آذار/مارس 2022 أسس المشروع، خلال افتتاح فعالية حول تطوير استراتيجية الأمن القومي.. المسألة هي «أمن وحرية بلادنا»، قالت بيربوك. وقد دعت إلى «تفهم كامل وشامل لمسألة الأمن»

الاستراتيجية التي تم تقديمها بعد عام تقريبا تراعي كافة المخاطر الداخلية والخارجية التي تهدد أمن ألمانيا. وتشتمل المروحة الواسعة للاستراتيجية التهديدات العسكرية، مرورا بالاعتداءات السيبرانية، وصولا إلى آثار التحول المناخي. خلال الفعالية الافتتاحية في آذار/مارس 2022 وصفت وزيرة الخارجية بيربوك أزمة المناخ بأنها «قضية السياسة الأمنية في عصرنا الحاضر».

كما تحدث المستشار الاتحادي شولتس خلال تقديم المشروع عن مفهوم الأمن المتكامل. وأضاف بأن الخطط الحكومية التي كانت تقتصر سابقا على السياسة الدفاعية فقط، باتت الآن تتبع نهجا أكثر شمولا.

كيف تم إعداد الاستراتيجية؟

فعليا شاركت الحكومة بكامل أعضائها في إعداد الاستراتيجية الجديدة. وقد تجلت أهمية هذا الإنجاز من خلال تقديم المشروع بمشاركة كل من المستشار الاتحادي أولاف شولتس ووزيرة الخارجية بيربوك ووزير المالية كريستيان ليندنر ووزير الدفاع بوريس بيستوريوس ووزيرة الداخلية نانسي فيزر. وقد ساهم في الإعداد شركاء دوليون لألمانيا، إضافة إلى خبراء وخبيرات في مختلف الجوانب المتعلقة بالأمن.

هذا بالإضافة إلى مشاركة العديد من المواطنين والمواطنات في وضع استراتيجية الأمن القومي. حيث أجريت خلال ربيع وصيف العام 2022 العديد من الحوارات الشعبية مع المواطنين في سبع مدن ألمانية. «بالنسبة لي فإن هذه عملية تشاركية من أجل استراتيجيتنا، إلا أنها أيضا جوهر ما تعنيه السياسة الخارجية حسب اعتقادي من أجل وطننا: فهي ليست مجرد تبادل بين العواصم، أو بين الوزراء والوزيرات، وإنما تبادل أيضا بين الناس»، تؤكد بيربوك.

ما هي الأهداف المحورية للاستراتيجية الأمنية؟

"الهدفُ من الاستراتيجية واضح: ضمان أمن المواطنين والمواطنات، وتأدية دورنا في حماية أمن أوروبا»، اختصر المستشار الاتحادي شولتس رؤيته لهذه الفكرة. وقالت وزيرة الخارجية بيربوك: «هدف هذه الاستراتيجية الأولى للأمن القومي هو أن نكون جميعا أكثر قدرة وقوة في جميع مجالات الحياة». وأضافت: «بما أن التهديدات الجديدة أكثر تعقيدا، وهي تطال مختلف جوانب الدولة والمجتمع والاقتصاد، فإننا نصوغ استراتيجيتنا الأمنية بشكل متكامل، لتغطي مختلف المجالات».

وتلخص الحكومة فكرتها تحت ثلاثة عناوين رئيسية: الدفاع والمرونة والاستدامة. وكما ورد في مشروع الاستراتيجية: "المهمة الأسمى للسياسة الأمنية الألمانية هي ضمانُ قدرتنا على مواصلة العيش بسلام وحرية وأمان، في بلدنا الواقع في قلب أوروبا". لهذه الغاية تلتزم ألمانيا التزاما تاما وقطعيا بحلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وتعمل على تعزيز قدرات الجيش الألماني، بحيث تستثمر على المدى الطويل اثنين في المائة من القدرة الاقتصادية في مجال الدفاع.

يتسع نطاق المجالات التي يغطيها هذا المفهوم. وهذا يتضمن على سبيل المثال حماية البنى التحتية التقنية وموضوعات الأمن السيبراني والفضائي وضمان التزود بالمواد الأولية والطاقة ومسألة الأمن الغذائي، إضافة إلى الوقاية من الأوبئة ومحاربة التضليل والمعلومات الزائفة. كما تعتبر الحكومة الاتحادية أيضا إجراءات حماية المناخ والمحافظة على التنوع البيولوجيمن المهمات المحورية للأمن.

تجد هنا مجمل استراتيجية الأمن القومي