إلى المحتوى الرئيسي

حماية الديمقراطية والدفاع عنها

يمكن للتعليم أن يلعب دورا حاسما في زمن الأزمات. مديرة الجامعة الأوكرانية الحرة، ماريا بريشلاك تشرح لماذا.

مارين فان تريل, 12.08.2022
البروفيسورة ماريا بريشلاك، مديرة الجامعة الأوكرانية الحرة
البروفيسورة ماريا بريشلاك، مديرة الجامعة الأوكرانية الحرة

منذ أكثر من 100 عام توجد الجامعة الأوكرانية الحرة (UFU). مقرها منذ 1945 في مدينة ميونيخ. رئيسة الجامعة البروفيسورة ماريا بريشلاك تشرح كيف تتعامل جامعة UFU مع الحرب في أوكرانيا، وتتحدث عن أهمية التعليم في زمن الأزمات بشكل خاص.

ما هي تأثيرات الحرب في أوكرانيا على الجامعة؟
لقد دمرت الحرب كل ذرة من الحياة الطبيعية في جامعة UFU. المسير المعتاد للحياة الجامعية كان قد تعرض للاضطراب بسبب جائحة كورونا، إلا أن الحرب قضت على هذه الحياة الجامعية بالكامل. توقف الفصل الدراسي الشتوي لأن طلابنا ومدرسينا في أوكرانيا يمضون معظم أوقاتهم في الملاجئ خوفا من القصف. كثيرون منهم تطوعوا مباشرة في وحدات الدفاع المحلي. بعض من طلابنا في ميونيخ عادوا إلى أوكرانيا من أجل الالتحاق بالجيش. الإدارة سرعان ما بدأت بعملية إخلاء المدرسين والطلبة المعقدة والصعبة، على الأقل أولئك الذين تمكنوا من مغادرة البلاد. بالنسبة للآخرين، نحاول إجلاء عائلاتهم على الأقل.   

نظرة إلى الجزء التناظري من المكتبة
نظرة إلى الجزء التناظري من المكتبة © picture alliance/dpa

كيف تساعد جامعة UFU اللاجئين الأوكرانيين؟
تدعم الجامعة مشروع الاندماج وتقدم المعلومات اللازمة من أجل دعم وكالات العمل والوكالات الاجتماعية في نشاطاتها. كما أطلقنا برنامجا تربويا ونفسيا لمساعدة الأمهات والأطفال على تجاوز صدمة الهروب وتبعاتها النفسية. إضافة إلى ذلك قمنا بافتتاح مركز مساعدات يقدم للاجئين معلومات قانونية ورعاية نفسية واجتماعية واستشارات ومساعدات حول قوانين العمل.

وما الذي يمكن لجامعة UFU تقديمه لطلابها وطاقم المدرسين؟
تولت الإدارة مهمات مساعدة اللاجئين والمساعدات الإنسانية من أجل أوكرانيا. فقد عملت مثلا على توفير سيارات الإسعاف والأدوية والمواد الغذائية والملابس. على مدى عدة أشهر لم تعد المسائل التعليمية هي شغلنا الشاغل، وإنما المساعدات الإنسانية. اليوم تعمل الجامعة على خطين متوازيين، من جانب أول في مجال مساعدة اللاجئين وتقديم المساعدات إلى أوكرانيا، ومن جانب آخر في مجال تأهيل الطلبة. تقدم الجامعة للطلبة والمدرسين الذين يصلون إلى ميونيخ بالقليل من المتاع، الضروري مما يحتاجونه من ملابس وأجهزة كومبيوتر كي يتمكنوا من النجاح في أنشطتهم الأكاديمية.

ولكن هذا ليس سوى جزءا من المساعدات. نحن نساعد طلابنا في البحث عن سكن، ونقدم المنح الدراسية ودورات اللغة الألمانية ونرافقهم في العمل ونقدم الرعاية النفسية لضحايا الصدمة.

الفكرة من وراء جامعة UFU هي إتاحة الفرصة للطلبة كي يدرسوا "وفق قواعد القيم الغربية". ما هو الدور الذي تلعبه هذه الفكرة في مثل هذه الظروف؟
عندما نقصد بعبارة "القيم الغربية" الحرية والعدالة وحقوق الإنسان والمسؤولية الوطنية والمدنية -باعتبارها أسس الديمقراطية- فإن دعم الأسس الغربية اليوم كما في أي وقت في المستقبل يحظى بأهمية كبيرة. التعليم هو الوسيلة لتمكين المواطنين المتعلمين والملتزمين للدفاع عن الديمقراطية وحمايتها.

الطلبة هم خير أوصياء وداعمين للديمقراطية
البروفيسورة ماريا بريشلاك، مديرة الجامعة الأوكرانية الحرة

الحرب بين أوكرانيا وروسيا هي حرب بين الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية من جانب، والإمبريالية الروسية والاستبداد واحتقار الحرية وحقوق الإنسان وسيادة الدول من جانب آخر. لقد تم بشكل جيد توثيق استخدام الحكومة الروسية للمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، بغية زرع الانقسامات الاجتماعية في أوروبا، ودعم المجموعات المتطرفة لتعزيز الفتنة وإثارة السخط.  

كيف يمكن للتعليم مواجهة مثل هذه الأخبار المضللة والمعلومات المزيفة؟
من خلال تربية الناس ليكونوا أصحاب فكر ناقد، أحرار في تفكيرهم، ويكون لديهم شعور بالواجبات والمسؤوليات المدنية. حينها لن يكون من السهل الإيقاع بهم وتضليلهم بالمعلومات المزيفة والأخبار الكاذبة، ولن تتطور لديهم "عقلية القطيع" ولن يستمعوا إلى شعارات فارغة كاذبة. أشخاص بمثل هذه الخلفية هم خير أوصياء وداعمين للديمقراطية، فهم يراقبون كافة المحاولات الرامية إلى تقويض أسس الديمقراطية. إنهم حماة حريتنا الثمينة.

جامعة UFU في ميونيخ
جامعة UFU في ميونيخ © picture alliance/dpa

© www.deutschland.de

You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here