السفير توماس كارل نايزينغر في كوبا
في سلسلة دويتشلاند deutschland.de "في موقع العمل" يتيح سفراء وموظفون ألمان رفيعو المستوى لدى المنظمات الدولية نظرة خلف كواليس العمل الدبلوماسي. الجزء 18، توماس كارل نايزينغر في كوبا.
السيد نايزينغر، ما هي المسائل التي تحكم حاليا العلاقات الثنائية بين ألمانيا وبلدك المضيف؟
نلاحظ معا ونشعر أيضا بالسعادة لانتهاء فترة انقطاع الحوار والتواصل بين البلدين. وقد قاد إلى هذا مشروع الحوار والتفاوض الذي انطلق في العام 2014، بين الاتحاد الأوروبي وكوبا، وعودة العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة. أما الدافع الأهم، فقد كان زيارة وزير الخارجية شتاينماير في تموز/يوليو 2015، والتي وضعت أسس العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال الإعلان المشترك الذي تم التوقيع عليه. ويمكن ملاحظة ثلاثة موضوعات رئيسية في الصدارة: بدء الحوار المنتظم والمستمر حول مختلف المسائل السياسية، بما فيها موضوع حقوق الإنسان، وذلك في شهر شباط/فبراير، التوصل سريعا إلى اتفاق ثقافي يتضمن من بين بنوده التمهيد لتأسيس معهد غوتة، إضافة إلى تأسيس مكتب لدعم التبادل والاستثمار بين البلدين.
ما الذي يربط بشكل خاص بين كوبا وألمانيا، وما هي المجالات التي تأملون من خلالها تعميق العلاقات بين البلدين؟
منذ وقت مبكر كان هناك علاقات وثيقة في الجانب الاقتصادي بشكل خاص: شركة باير تنشط في كوبا منذ 120 عاما. وحتى العام 1989 كان هناك تبادل اقتصادي وثيق بين ألمانيا الديمقراطية وكوبا، تحاول شركات في الولايات الألمانية الجديدة اليوم إعادة بنائه. آلاف الكوبيين حصلوا على منح دراسية أو على عقود عمل في ألمانيا الديمقراطية، وهم يشعرون حتى اليوم بالروابط الوثيقة، ويشكلون "سفراء لألمانيا" هنا. ونحن من جهتنا نحاول تعزيز الحوار والتواصل معهم بشكل خاص. ذكريات فترتي الإقامة الطويلة في كوبا للعالم ألكسندر فون هومبولت بعد العام 1800 مازالت حاضرة حتى اليوم في ذاكرتنا وثقافتنا. يجب علينا الحفاظ على الإرث الذي تركه لنا والاستمرار في تنميته وتطويره.
قام كل من وزير الخارجية شتاينماير ووزير الاقتصاد غابرييل مؤخرا بزيارة إلى كوبا. هل سنشهد ديناميكية جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين؟ وكيف ستكون هذه العلاقات بالتحديد؟
أثارت العلاقات السياسية الجديدة لدينا في ألمانيا اهتماما كبيرا جدا بدولة كوبا: زوار من قطاعات السياسة والاقتصاد والثقافة ومختلف جوانب الحياة الاجتماعية يبحثون هنا، في الموقع عن التغيرات المأمولة. النوعية والطبيعة الجديدة للعلاقات سوف تتيح الحوار المفتوح حول كافة الموضوعات، بما فيها الموضوعات الصعبة أو الحساسة، مثل حقوق الإنسان.
على أية أسس يتم بناء التعاون الاقتصادي مع كوبا؟ ما عدد الشركات الألمانية العاملة في البلاد، وما هي أرقام التبادل التجاري والاستثمارات، وما هو عدد السياح الألمان الذين يزورون كوبا سنويا؟
في 2015 شهدت السياحة ازدهارا هائلا، حيث زار البلاد ما يزيد عن 175000 سائح ألماني، وذلك بزيادة عن العام السابق وصلت إلى 26%. أما على صعيد العلاقات التجارية والاستثمارية مع كوبا، فإن الحجم مازال ضئيلا مقارنة بإمكانات الجزيرة الأكبر في البحر الكاريبي، والتي يزيد عدد سكانها عن 11 مليون نسمة: بشكل إجمالي تنشط حوالي 50 شركة ألمانية في كوبا، وقد وصل حجم التبادل التجاري الثنائي في عام 2014 إلى 230 مليون يورو.
وزير الاقتصاد غابرييل كان قد اصطحب خلال زيارته ما يزيد عن 60 مندوبا عن الشركات الألمانية، الذين تعرفوا على كوبا بصفتها موقعا متميزا للتجارة والاستثمار. والحكومة الكوبية من ناحيتها تدرك أن من واجبها العمل على تحسين الشروط العامة والظروف الضرورية لجعل كوبا أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب.
غالبا ما تختلف النظرة والتقييم بين داخل البلاد وخارجها. ما الذي يجب قوله حسب رأيك وتجربتك الشخصية عن كوبا؟
تستقطب كوبا الحوار السياسي في ألمانيا، وليس هذا عن عبث. كثير من الكوبيين يتعاملون "في السنة الثامنة والخمسين للثورة" مع تاريخهم دون أية عقد أو مشكلات، ويعربون في أحاديثهم الخاصة عن رأيهم وهمومهم وتطلعاتهم. لهذا أرى أنه من المهم أيضا أن يتعرف الزوار الألمان دائما خلال زياراتهم وجولاتهم وإقامتهم في المساكن الخاصة وعند العائلات، على الناس والبلاد والتاريخ والثقافة.