إلى المحتوى الرئيسي

نظرة إلى أوروبا، من إسبانيا

أهمية الاتحاد الأوروبي في العالم سوف تتراجع، إلا أن المهاجرين سوف يعوضون هذا التراجع، حسب أنا كارباخوسا.

أنا كارباخوسا , 09.03.2020
مدريد: كاتدرائية الموندينا
مدريد: كاتدرائية الموندينا © mukilp22 - stock.adobe.com

سألنا صحفيين من عدة بلدان أوروبية عن مستقبل الاتحاد الأوروبي. تقرأ هنا جواب أنا كارباخوسا، وهي صحفية تكتب لصحيفة "الباييس" الإسبانية اليومية.

الإيقاع مختلف. كل شيء يزداد سرعة، والتغيرات تحدث أيضا بأقصى سرعة. من المستحيل التنبؤ بما ستكون عليه أوروبا في المستقبل. ولكن يمكننا توقع التوجهات. نعرف مثلا أنه من الضرورة أن تكون مختلفة عن أوروبا التي نعرفها، ربما أصغر، وأقدم، وأقل قابلية للتنبؤ.

أهمية الغرب وأوروبا سوف تتراجع  
أنا كارباخوسا من صحيفة "الباييس"

أصغر، ليس بالضرورة لأنها سوف تضم عددا أقل من الأعضاء. ليس الأمر في أن يحرك مشروع بريكست تأثير الدومينو، وأن تصطف البلدان الأخرى في الطابور، بانتظار موعد انسحابها من الاتحاد. على العكس. ربما ينضم أعضاء جدد إلى الاتحاد. المهم هو أنه لا مناص من تراجع أهمية ووزن أوروبا الاقتصادي والسكاني، في عالم سوف يتغير حتما على ضوء النهوض المستمر للصين كقوة جيوسياسية كبرى. بهذا سوف تتراجع بالضرورة أهمية الغرب وأوروبا.

يمكن لإسبانيا أن تلعب دورا محوريا

يشكل مشروع بريكست نوعا من ميزان الحرارة، وهو يبين ما معنى الخروج من المنتدى الأوروبي. لا أحد يعرف كيف سيتطور الجار البريطاني. المؤكد هو أن الاتحاد الأوروبي قد فقد من خلال بريكست ثاني أكبر اقتصاد وطني فيه، بعد ألمانيا. وهذا يعني أن الاتحاد الأوروبي سوف يكون لديه الأقل لتوزيعه بين الأعضاء. سوف يثير بريكست أيضا نظاما جديدا فيما يتعلق بالتحالفات وموازين القوى. في هذا الخضم يمكن لإسبانيا بصفتها بلدا أوروبيا كبيرا أن تلعب دورا محوريا بين باريس وبرلين.

هذا النظام الجديد سوف يغير الوجه السياسي لأوروبا، لأن المحافظين والاشتراكيين سوف يفقدون عصا التحكم في سياسات الاتحاد، وحتى على مستوى البرلمانات الوطنية التي باتت مشرذمة. بهذا سيكون مستقبل الاتحاد مُتَوَقّفا على شكل التحالفات في البرلمان الأوروبي وفي البلدان المختلفة.

الجيل الرابع والخامس من المهاجرين سوف يمنحون القارة دفعا جديدا
أنا كارباخوسا من صحيفة "الباييس"

في الختام سوف يكون وجه أوروبا مختلفا، وبالتأكيد مخالفا عما كان في السابق، مع الجيل الرابع والخامس من المهاجرين الذين سوف يمنحون القارة دفعا جديدا، يعيد إليها حيويتها وحياتها. بدون هؤلاء سوف يتعرض الاتحاد الأوروبي بسرعة أكبر للشيخوخة، ويخسر المزيد من سكانه. سوف يأتي إلينا هنا في أوروبا مزيد من الناس، وسوف ينقذون الاقتصاد الأوروبي وسوق العمل الأوروبية.

درست أنا كارباخوسا الحقوق في مدريد وبروكسل وبوسطن، وهي تعمل في الصحافة منذ العام 2001. وقد كانت مراسلة في بروكسل والقدس، وتعمل الآن في برلين.

© www.deutschland.de

You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here to