إلى المحتوى الرئيسي

بعد فشل تشكيل ائتلاف جامايكا

كيف ستسير الأمور في ألمانيا، بعد فشل المباحثات التمهيدية لتشكيل ائتلاف بين أحزاب الاتحاد المسيحي والأحرار والخضر؟ إجابات على بعض الأسئلة الأهم. 

23.11.2017
المستشارة الاتحادية والرئيس الاتحادي يتبادلان الحديث، 20 تشرين الثاني/نوفمبر.
المستشارة الاتحادية والرئيس الاتحادي يتبادلان الحديث، 20 تشرين الثاني/نوفمبر. © dpa

لماذا ماتزال ألمانيا بدون حكومة اتحادية بعد ثمانية أسابيع على انتخابات البوندستاغ؟

في مساء التاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر عمد حزب الأحرار FDP إلى إنهاء المباحثات الرامية إلى تشكيل حكومة ائتلاف جامايكا، بعد أربعة أسابيع من العمل المكثف. أكثر من 237 نقطة، بينها "موضوعات رئيسية" كانت موضع خلاف حتى اللحظات الأخيرة، حسب بيان حزب الأحرار. إلا أن تقييم الشركاء الآخرين للحوار كان مختلفا. ولكن رغم ذلك: لا ائتلاف جامايكا بدون حزب FDP.

ما مدى صلاحيات وقدرات الحكومة حاليا؟

تشكل المستشارة والوزراء حكومة تصريف أعمال ولديهم جميعا ذات الصلاحيات التي تتمتع بها حكومة "عادية" موجودة في السلطة. إلا أن الممارسة العملية حتى الآن كانت في عدم اتخاذ قرارات مصيرية مهمة، يمكن أن تكون ملزمة للحكومة الاتحادية القادمة. ولكن على أية حال، لابد من إصدار قوانين حول القرارات الهامة والمصيرية، الأمر الذي يعني الحاجة إلى الغالبية في البرلمان. وقد أجاب الدستور الألماني على السؤال حول ما الذي يمكن أن يحدث في حال عدم تمكن البرلمان من تقديم موازنة العام القادم حتى نهاية العام الحالي. فحسب المادة 111 يسمح للحكومة الاتحادية "تنفيذ كافة النفقات الضرورية من أجل الحفاظ على المؤسسات القانونية القائمة، وتمويل الإجراءات والسياسات المبرمة قانونيا". وفي جميع الأحوال تحتفظ الحكومة الاتحادية بكامل صلاحياتها حتى تشكيل حكومة جديدة.

ماذا تقول أنجيلا ميركل؟

عبرت عن موقفها بالتفصيل في لقاء مع التلفزيون الألماني مساء الاثنين: حيث أشارت إلى عدم تفاؤلها بتشكيل حكومة أقلية. وأضافت أنها تعتبر أن الانتخابات الجديدة هي السبيل الأفضل وأنها في هذه الحال سوف تبقى على ترشحها لمنصب المستشار. كما أكدت أنها كانت قبل عام قد أعلنت عن نيتها الترشح لفترة جديدة، وأنه "سوف يكون من السخافة" أن تقول للناخبين والناخبات بعد شهرين، بأن "هذا الترشح أصبح لاغيا".

وما هي سلبيات حكومة الأقلية؟

حكومة الأقلية هي مهمة صعبة جدا. حيث يتوجب على الحكومة العودة إلى البرلمان لنيل موافقته في كل قراراتها، بسبب عدم تمتعها بالغالبية في البرلمان. مهمة شاقة تتطلب الكثير من المناقشات والتنازلات والحلول الوسط. إلا أن أنجيلا ميركل تولي أهمية كبيرة للاستقرار والاستمرارية على قواعد وثوابت واضحة، وهي الأمور التي لا تتوفر في حكومة الأقلية. على المستوى الاتحادي حدث هذا في ألمانيا لفترة قصيرة جدا، وفي حالة استثنائية، كانت بعد انتهاء الائتلاف الحاكم.  

وما هي الخطوات التالية؟

أعلن الرئيس الألماني الاتحادي يوم الاثنين في كلمة له أنه سوف يتحدث مع جميع رؤساء الأحزاب، ومع الحزب الاشتراكي SPD، الذي يرفض حتى الآن الاستمرار في تجربة الائتلاف الكبير، بين أكبر حزبين في البلاد، كما كانت الحال في السنوات الأربعة الماضية. وأعرب شتاينماير أنه يتوقع "من الجميع الاستعداد للحوار من أجل تشكيل حكومة في المدى المنظور".

في حال لم يبق إلى اللجوء إلى انتخابات جديدة، كيف سيتم ذلك؟

يتوجب على الرئيس الاتحادي فرانك-فالتر شتاينماير في جميع الأحوال أن يقدم للبوندستاغ مرشحا أو مرشحة لمنصب المستشار. في حال لم يوافق البرلمان بالأغلبية المطلقة في الجولة الأولى على هذا المرشح، يمكن تقديم اقتراحات أخرى لمرشحين آخرين خلال الأسبوعين التاليين، حيث يتطلب نجاح أي منهم أيضا الغالبية المطلقة في البرلمان. في حال لم يتم التوصل إلى مرشح في هذه الحال، يتوجب عندها إجراء تصويت تكفي الأغلبية البسيطة فيه لتعيين المرشح لمنصب المستشار: عندها يمكن للرئيس الاتحادي تسمية هذا المرشح المنتخب ليقوم بتشكيل حكومة أقلية. البديل عن ذلك: يمكنه حل البوندستاغ والمطالبة بتنظيم انتخابات جديدة. حينها يجب تنظيم هذه الانتخابات خلال 60 يوما.

وماذا يقول الألمان؟

بين استطلاع سريع للرأي أجرته القناة التلفزيونية الأولى ARD لدراسة التوجهات والميول، أن 57 في المائة من المواطنين يأسفون للفشل في تشكيل حكومة ائتلاف جامايكا. وفي حال تعذر تشكيل الائتلاف، فإن 63 في المائة يؤيدون تنظيم انتخابات جديدة. وقد أيد 29 في المائة فقط تشكيل حكومة أقلية.

© www.deutschland.de