إلى المحتوى الرئيسي

"الحركة النسائية مستمرة"

ما هي أوضاع المساواة في ألمانيا، ولماذا لا تعتبر الحركة النسائية الجديدة معادية للرجل بأي حال من الأحوال؟ 

16.10.2018
جهود من أجل المساواة في الحياة اليومية
جهود من أجل المساواة في الحياة اليومية © Adam Berry/Freier Fotograf/Getty Images

بالنسبة لجيل الشباب تسيطر الرغبة في المساواة الحقيقية بين الجنسين في الحياة اليومية. عالمة الاجتماع ماريانة شميدباور، المديرة العلمية لمركز دراسات الجنسين في جامعة غوتة في فرانكفورت، تشرح كيف يغير هذا الأمر وجهة نظر الحركة النسائية.

عالمة الاجتماع د. ماريانة شميدبارو
عالمة الاجتماع د. ماريانة شميدبارو © privat

السيدة شميدباور، ما هي أوضاع المساواة السياسية في ألمانيا؟ صحيح أنه يوجد مستشارة اتحادية على رأس الحكومة، ولكن يوجد قلة من النساء في البوندستاغ.
هذا صحيح، حيث لدينا ما يزيد قليلا عن 30 في المائة من أعضاء البرلمان من السيدات، وهي نسبة أقل من عدد النساء في البوندستاغ، خلال الدورة التشريعية الماضية، حيث كانت نسبة السيدات 36 في المائة. قبل بضع سنوات كان لدينا ثلاث سيدات في منصب رئيس وزراء ولاية، والآن اثنتين فقط. لا يمكن أن يثق المرء بأن الأمور في تحسن مستمر.

وما هو موقع ألمانيا بالمقارنة الدولية؟
يقوم الاتحاد البرلماني الدولي بتعداد السيدات في البرلمانات في شتى أنحاء العالم: ألمانيا تحتل المرتبة 46 من بين 190 بلدا، وهي بهذا تكون في المراتب المتوسطة. الصدارة من نصيب رواندا. وهذا بالطبع مؤشر واحد من بين عدة مؤشرات، إلا أنني أعتقد أننا بشكل عام مازلنا في المراتب المتوسطة.

ما الذي يجب أن يحدث كي تتقدم ألمانيا نحو الأمام على هذا الصعيد؟
تعتبر الأحزاب نوعا من الأمثلة على التشكيلة البرلمانية. لهذا السبب نحتاج إلى نسب نسائية في لوائح المرشحين. من الواضح أنه بدون مثل هذه النسبة لا يمكن أن تتحسن الأمور. في فرنسا يجب أن تقوم لوائح المرشحين على المساواة بين الجنسين. وفي حال لم تحقق اللائحة هذا الشرط، فإنه لا يتم قبول اللائحة، أو يتوجب على الحزب مواجهة احتمال تقليص الدعم المالي. علينا اتباع مثل هذا المثال. 

ليس في ألمانيا وحدها تعود الأحزاب التي تؤيد التوزيع التقليدي للأدوار لتكسب قوة من جديد. هذه العودة يجب مواجهتها في مهده
عالمة الاجتماع، د. ماريانة شميدباور

هل تعتبر كلمة الحركة النسائية في ألمانيا مصطلحا سلبيا؟
لفترة طويلة من الزمن كانت الحركة النسائية تُصَنَف في ألمانيا على أنها معادية للرجال. لهذا السبب كانت تعتبر من الأمور السلبية. وهذا الأمر قد تغير الآن. اليوم يعيش الشباب تجربة أن أساليب معيشتهم لا يمكن تحقيقها عمليا، وأنه ليس بإمكانهم الفصل التام وتقسيم العمل تقليديا بين الجنسين بالمساواة، حيث يختص أحدهما بالعمل في الأسرة والآخر بالحياة المهنية. وهذا بالتحديد ما يأمله الكثيرون. ولهذا السبب اتخذت الحركة النسائية دورا جديدا.

إذا وجهة نظرة براغماتية إلى الحركة النسائية؟ 
بشكل أو بآخر، نعم. يدور الأمر حول المساواة في الحياة اليومية. أيضا الرجال اليوم لا يريدون اختصار دورهم في الحياة العملية، بعيدا عن الأسرة.

هل مازالت الحركة النسائية اليوم تعيش تقاليد أوائل الحركات النسائية المبكرة؟
في البحث العلمي نتحدث عن ثلاث موجات من الحركة النسائية: الأولى كافحت من أجل حق المرأة الانتخابي، وكانت منظمة ضمن مجموعات. الثانية كانت في الستينيات والسبعينيات، وكانت تناضل من أجل الحريات الجديدة وقوانين المساواة، وكانت ناشطة بشكل رئيسي من خلال مجموعات غير برلمانية. اليوم تحارب الحركات النسائية من أجل شروط المعيشة، وأيضا لمواجهة العنف الجنسي. الحملات تكون في الغالب عبر شبكة الإنترنت، وهي أكثر عالمية من الماضي.

هذا يعني أن الحركة النسائية مستمرة، أيضا في ألمانيا؟
بالتأكيد. ولكن يجب علينا أيضا أن نبقى ناشطين وفاعلين. وإلا فإن النكسات شبه مؤكدة. ليس في ألمانيا وحدها تعود الأحزاب التي تؤيد التوزيع التقليدي للأدوار لتكسب قوة من جديد. هذه العودة يجب مواجهتها في مهدها.

أجرت اللقاء: فريدريكة باور

© www.deutschland.de