ما هو تأثير المناظرة التلفزيونية؟
القِيَم، المظاهر الخارجية، كثير من الناخبين المترددين – أحد الخبراء يوضح أهمية ودور المناظرة التلفزيونية بين المُرَشَحَين لمنصب المستشار.
فريق عمل بقيادة الباحث في شؤون الانتخابات من مدينة ماينز، تورستن فاس يبحث في المناظرة التلفزيونية في 3 أيلول/سبتمبر بين المستشارة أنجيلا ميركل ومتحديها مارتين شولتس، على أبواب انتخابات البوندستاغ الألماني. حيث يقوم الباحثون بدراسة ردود الأفعال الفورية بالوقت الحقيقي، ويمكنهم خلال المناظرة مباشرة معرفة مدى تأثير المرشحين على جمهور المشاهدين.
السيد البروفيسور فاس، كيف يمكن للمناظرة التلفزيونية بين المرشحين لمنصب المستشار الألماني أنجيلا ميركل ومارتين شولتس التأثير على نتائج انتخابات البوندستاغ؟
نجحت المناظرة التلفزيونية التي تمت بين المستشارة أنجيلا ميركل ومتحديها بير شتاينبروك في عام 2013 في اجتذاب ما يقرب من 18 مليون مشاهد. أيضا في الحملة الانتخابية 2017 سوف تكون المناظرة التلفزيونية هي الحدث الأهم. وهذا يعود أيضا إلى تركيبة الجمهور التلفزيوني. سوف يشاهد المناظرة التلفزيونية عدد كبير من الناس الذين لم يعرفوا في الماضي الكثير عن الحملات الانتخابية. المناظرة التلفزيونية سوف تزيد بشكل واضح مشاركة الناس في الانتخابات، كما يمكن أن يقود انتصار أحد الطرفين إلى تحريض الكثير من الناخبين الذين لم يتخذوا قرارهم بعد. في المقابل سوف يكون التأثير محدودا على المشاهدين المؤيدين لهذا المرشح أو ذاك بشكل مسبق. حيث يرى هؤلاء المناظرة من وجهة نظر الحزب الذي يؤيدونه، ويرون فيها دعما وتأكيدا لوجهات نظرهم.
ما هو دور العوامل الظاهرية، مثل الشكل الخارجي؟
مثل هذه العوامل لها اعتبارها بالتأكيد، ولكن لا يجوز المبالغة في دورها. المناظرة التلفزيونية التقليدية، والنقاش الحاد بين المرشح الأمريكي لانتخابات الرئاسة كينيدي ومنافسه نيكسون في عام 1960 ساهمت في ظهور أسطورة أن الشكل الخارجي هو العامل الحاسم: كينيدي ذو المظهر الجيد والأنيق حاز إعجاب عدد أكبر من مشاهدي التلفزيون من منافسه نيكسون الذي بدا مريضا منهكا، والذي حقق بدوره نقاطا إضافية لدى المستمعين عبر الراديو. ولكن أهم بكثير من المظهر هو نجاح المرشح في إقناع الجمهور بالتوافق بين برنامجه الانتخابي والقيم والمبادئ الأساسية.
هل هناك سوء تقدير أو تقييم لتأثير المناظرة التلفزيونية؟
أحيانا يتم تشويه الانطباعات عن المناظرة التلفزيونية من خلال التقارير الصحفية. في المناظرة التلفزيونية مع منافسته أنجيلا ميركل قدم المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر في عام 2005 إعلان حب لزوجته دوريس شرودر-كوبف. وقد قام الإعلام فيما بعد بتسليط الضوء كثيرا على الموضوع، رغم أن التأثير الحقيقي لهذه النقطة على المشاهدين كان ضئيلا جدا. وفي ختام المناظرة التلفزيونية في 2013 قدمت معاهد الأبحاث واستطلاع الرأي المختلفة كلا المرشحين على أنه المنتصر.
من حيث المبدأ تقف استطلاعات الرأي في مواجهة صعوبة جديدة وهي أن الاستطلاعات التقليدية التي تتم من خلال السؤال عبر الهاتف في تراجع مستمر. بات الوصول إلى الناس أكثر صعوبة، كما أن استعدادهم للمشاركة في مثل هذه الاستطلاعات في تراجع. كل هذا بالإضافة إلى أن سلوك الناخب بات أكثر حيوية وتغييرا. حاليا مازال حوالي نصف الناخبين الألمان غير متأكدين من قرار التصويت، وحوالي 10 في المائة سوف يتخذون قرارهم في يوم الانتخاب.
أجرى الحوار: يوهانيس غوبل