إلى المحتوى الرئيسي

ضمانة السلام

يتولى الاتحاد الأوروبي باستمرار مزيدا من المسؤولية في النزاعات والصراعات. مع "التعاون الهيكلي المنظم الدائم" و"الميثاق المدني" يتم وضع حجر الأساس للاتحاد الأوروبي للأمن والدفاع.

فريدريكة باور , 23.11.2018
In vielen Einsätzen aktiv Soldatinnen und Soldaten der Bundeswehr sind an zahlreichen EU-Missionen
In vielen Einsätzen aktiv Soldatinnen und Soldaten der Bundeswehr sind an zahlreichen EU-Missionen © Daniel Rosenthal/laif

ليس لدى الاتحاد الأوروبي جيشا موحدا، إلا أنه في الطريق الصحيح نحو تأسيس اتحاد أوروبي للأمن والدفاع: بلدان الاتحاد الأوروبي تعمل على تقريب البنى والأنظمة العسكرية وتقويتها بشكل يصبح بإمكانها التعاون بشكل أفضل، والقيام بمهمات وعمليات مشتركة. الأساس لهذا التقارب هو ما يسمى "التعاون الدائم المنظم" (Permanent Structured Cooperation, PESCO). وهو ما اتفقت عليه 25 من بين إجمالي الدول الأعضاء البالغ عددها 28 أواخر العام 2017. مع مشروع PESCO التزمت دول الاتحاد الأوروبي المُشارِكة بتعهدات ملزمة، وعبرت مبدئيا عن استعدادها لتطوير قدراتها العسكرية معا وبالتشاور والتنسيق.

على هذا الأساس تقوم مجموعات صغيرة من الدول الأعضاء حاليا بتنفيذ 17 مشروعا طموحا. في خريف 2018 سوف تنطلق مشروعات أخرى، من المفترض أن تقود إلى تحسين واضح في أداء الاتحاد الأوروبي في هذا المجال.

في ذات الوقت يعمل الاتحاد الأوروبي على زيادة حرفية الإدارة المدنية للأزمات. حتى نهاية العام تريد الدول الأعضاء الاتفاق على ميثاق مدني طموح، والالتزام بالتالي بدعم وتعزيز القدرات المدنية. وتعتبر ألمانيا الدولة الرائدة في هذا المجال، على سبيل المثال بفضل "مركز مهمات السلام الدولية" بصفته مؤسسة وطنية لإرسال المساعدين المدنيين، كما أنها صاحبة العديد من الأفكار والمقترحات.

PESCO والميثاق المدني يشكلان مبادرتين عمليتين من أجل المزيد من تطوير "سياسة الأمن والدفاع المشتركة" (GSVP) بشكل جدي وفعال. حيث من المفترض أن تتحول الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى قوة واحدة، وتجمع إمكاناتها وقدراتها معا. في عالم حافل بالأزمات من الضروري أن تكون أوروبا مستعدة ومُتَمَكّنة وأكثر قدرة على التعامل مع الأزمات.

حاليا بات يوجد 16 مهمة وعملية في ثلاث قارات، ستة منها ذات طابع عسكري وعشرة عبارة عن مهمات مدنية بحتة. ويقوم حاليا حوالي 5000 شخص بتأدية مهمات حول العالم تحت راية الاتحاد الأوروبي الزرقاء، ومن بينهم بضع مئات من ألمانيا.

Europäische Union Gemeinsame Sicherheits- und Verteidigungspolitik
© dpa

مالي

تأهيل الجنود وعناصر الشرطة

تسود في مالي أزمة مستحكمة في شمال البلاد. بدون قوات عسكرية فعالة تبقى البلاد في مواجهة تهديدات جدية مستمرة. بدعوة من الحكومة المالية في باماكو، وعلى أساس القرار 2085 الصادر عن مجلس الأمن الدولي يقوم الاتحاد الأوروبي منذ بدايات العام 2013 بدعم القوات العسكرية من خلال مهمة التأهيل العسكري، التي تحمل اسم EUTM (بالإنكليزية: مهمة التدريب الأوروبية). ومن المفترض أن تساعد هذه المهمة في تأهيل الجيش المالي وتقديم المشورة له، ليكون متمكنا وقادرا على الحفاظ على الأمن في البلاد وضمان سلامة أراضيها، دون مساعدة أجنبية. حاليا يوجد 600 عسكري من 25 دولة أوروبية في مالي، وقد خضع حتى الآن حوالي 12000 جنديا من مالي لتدريبات EUTM، وهو ما يقرب من 60 في المائة من القوات العسكرية في البلاد.

ألمانيا تنتمي من خلال 150 جنديا إلى الدول الأكبر مساهمة في المهمة وتتولى في تشرين الثاني/نوفمبر قيادة المهمة في مالي. التكليف الحالي من الاتحاد الأوروبي لمهمة EUTM يستمر حتى أيار/مايو 2020. منذ بداية 2014 يدعم الاتحاد الأوروبي أيضا قوات الشرطة والدرك والحرس الوطني من خلال التدريب والاستشارة، وذلك ضمن إطار مهمة EUCAP ساحل مالي (مهمة الاتحاد الأوروبي لتطوير القدرات).

Europäische Union Gemeinsame Sicherheits- und Verteidigungspolitik
© dpa

الصومال والقرن الأفريقي

استقرار شامل

يتواجد الاتحاد الأوروبي حاليا في منطقة القرن الأفريقي من خلال ثلاث بعثات متتالية لسياسة الأمن والدفاع المشتركة GSVP. بفضل تدخل الاتحاد الأوروبي على مستويات عديدة تحسنت الأوضاع في مناطق القرن الأفريقي بشكل ملموس. منذ 2008 تقوم مهمة أتلانتا العسكرية "EUNAVFOR Somalia Operation Atalanta" بتأمين سلامة عمليات النقل الخاصة ببرنامج الغذاء العالمي، إضافة إلى عمليات نقل بعثة الاتحاد الأفريقي AMISON، كما تساهم بشكل فعال في ردع أعمال القرصنة في المنطقة، والوقاية منها والقضاء عليها. مهمة التدريب الأوروبية (EUTM) تدعم منذ عام 2010 بناء الجيش الوطني الصومالي، عبر تقديم المشورة لقيادة الجيش، وتأهيل أفراد القيادة. المهمة المدنية EUCAP تقوم بدورها منذ العام 2012 بتأهيل وتطوير مهارات الشرطة في مجال ضمان الأمن البحري. وتدعم ألمانيا المهمات الثلاث، حيث يشارك في مهمة أتلانتا ومهمة  EUCA أفراد من الجيش ومن المدنيين. وضمن إطار أتلانتا تقوم البحرية بطلعات جوية استطلاعية بانتظام. تكليف الاتحاد الأوروبي في المهمات الثلاث مستمر حتى نهاية العام 2020.

Europäische Union Gemeinsame Sicherheits- und Verteidigungspolitik
© dpa

كوسوفو

تأسيس بنيان دولة القانون

تاريخ كوسوفو الحديث حافل بالتقلبات: هذا البلد الصغير الواقع في قلب منطقة البلقان شهد في العام 1999 حربا عنيفة، وتوجب عليه منذ ذلك الحين مواجهة عدد من الأزمات السياسية والاقتصادية. وهذا يعود أيضا إلى وضعه كجمهورية مستقلة لا تعترف بها العديد من البلدان، بما يتوافق مع القانون الدولي. في ذات الوقت يتألف سكان كوسوفو من عدد كبير من الأقليات، منها الصرب والأتراك والبوسنيين والغوران والغجر. دستور كوسوفو يضمن لهذه الأقليات حماية شاملة.

من أجل ضمان وحماية هذه التركيبة الحساسة ودعمها بشكل مستدام عمد الاتحاد الأوروبي إلى تشكيل بعثة سيادة القانون في كوسوفو (EULEX)، التي بدأت أعمالها في العام 2008. تحت عنوان EULEX يتم تصنيف مهمات الاتحاد الأوروبي من أجل دولة وسيادة القانون التي تتم ضمن إطار سياسة الأمن والدفاع المشتركة (GSVP). EULEX عبارة عن مهمة مدنية للاتحاد الأوروبي، تضم عناصر شرطة وقضاة وموظفين من سلكي القضاء والجمارك، ويوجد حاليا ما يقرب من 700 خبير في الموقع. وتتجلى مهمتهم في مساعدة البلاد على بناء وتعزيز قوات الشرطة والقضاء والإدارات المتعددة الإثنيات، ما يقود بشكل غير مباشر إلى محاربة الجريمة المنظمة في البلاد. وفي كوسوفو يقوم عناصر الشرطة الألمانية الاتحادية والموفدين المدنيين بدعم مهمة الاتحاد الأوروبي.

Europäische Union Gemeinsame Sicherheits- und Verteidigungspolitik
© dpa

البحر المتوسط

في مواجهة المهربين

إنهم يلاحقون مهربي البشر، من أجل وضع حد للموت في البحر المتوسط. كما يدعمون بناء الاستقرار في ليبيا، من خلال مراقبة تنفيذ حظر السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة، ومن خلال عمليات تأهيل حرس السواحل الليبي. قوة الاتحاد الأوروبي البحرية صوفيا (EUNAVFOR MED Sophia) هي عبارة عن عملية عسكرية في البحر والجو، تشارك فيها 26 دولة من خلال 1100 جندي. وتشارك ألمانيا حاليا من خلال الفرقاطة أوغسبورغ وحوالي 200 جندي. منذ حزيران/يونيو 2015 تساهم العملية في محاربة أعمال تهريب البشر في مناطق البحر المتوسط بين الشواطئ الليبية والإيطالية، وهي مساحة تعادل تقريبا مساحة ألمانيا. حيث يقوم الجنود بمراقبة المناطق البحرية ويحاولون وضع تصور كامل لنشاطات المهربين. إلا أنه يحق لهم أيضا اعتراض السفن وتفتيشها ومصادرتها واعتقال المشبوهين على متنها، ليتم تسليمهم فيما بعد إلى دول الاتحاد الأوروبي. وقد تم حتى الآن تسليم أكثر من 140 مشتبها به في أعمال التهريب إلى السلطات الإيطالية، وتدمير ما يزيد عن 400 وسيلة نقل مستخدمة من قبل المهربين. بالإضافة إلى ذلك قام الجنود حتى الآن بإنقاذ حوالي 50000 إنسان من عوامل البحر.

Europäische Union Gemeinsame Sicherheits- und Verteidigungspolitik
© dpa

أوكرانيا

خلق الثقة

قبل فترة وجيزة حصل 35 مدعي عام من منطقة أوديسا على تأهيل مكثف حول التعامل مع الشهود أمام المحاكم: كيف يمكن استجواب الشهود، وكيف يمكن حمايتهم؟ كيف تجري عملية البحث والتحقيق الفعالة؟ كل هذا والمزيد الكثير كان من بين موضوعات هذا التأهيل الذي قدمته في نهاية أيلول/سبتمبر 2018 البعثة المدنية للاتحاد الأوروبي في أوكرانيا EUAM (بعثة الاتحاد الأوروبي الاستشارية). بينما تعمل النيابة العامة في هذا البلد الأوروبي الشرقي تقليديا من خلال الوثائق، أصبح هنا التعامل مع الشهود في صلب الاهتمام. إلا أن هذا التأهيل ليس سوى جزء صغير من عمل بعثة EUAM، التي تساعد أيضا في إصلاح القطاع الأمني المدني في أوكرانيا بشكل عام. حوالي 300 خبير من الاتحاد الأوروبي يقدمون المشورة لنظرائهم الأوكرانيين منذ 2014 في موضوعات تتعلق بالقانون والشرطة ومحاربة الفساد وموضوعات حقوق الإنسان. الهدف في غاية السهولة والصعوبة في آن واحد: خلق قطاع أمني ناجح وفعال ومنطقي، ويتمتع بالثقة لدى الرأي العام.

Europäische Union Gemeinsame Sicherheits- und Verteidigungspolitik
© dpa

البحر المتوسط

في مواجهة المهربين

إنهم يلاحقون مهربي البشر، من أجل وضع حد للموت في البحر المتوسط. كما يدعمون بناء الاستقرار في ليبيا، من خلال مراقبة تنفيذ حظر السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة، ومن خلال عمليات تأهيل حرس السواحل الليبي. قوة الاتحاد الأوروبي البحرية صوفيا (EUNAVFOR MED Sophia) هي عبارة عن عملية عسكرية في البحر والجو، تشارك فيها 26 دولة من خلال 1100 جندي. وتشارك ألمانيا حاليا من خلال الفرقاطة أوغسبورغ وحوالي 200 جندي. منذ حزيران/يونيو 2015 تساهم العملية في محاربة أعمال تهريب البشر في مناطق البحر المتوسط بين الشواطئ الليبية والإيطالية، وهي مساحة تعادل تقريبا مساحة ألمانيا. حيث يقوم الجنود بمراقبة المناطق البحرية ويحاولون وضع تصور كامل لنشاطات المهربين. إلا أنه يحق لهم أيضا اعتراض السفن وتفتيشها ومصادرتها واعتقال المشبوهين على متنها، ليتم تسليمهم فيما بعد إلى دول الاتحاد الأوروبي. وقد تم حتى الآن تسليم أكثر من 140 مشتبها به في أعمال التهريب إلى السلطات الإيطالية، وتدمير ما يزيد عن 400 وسيلة نقل مستخدمة من قبل المهربين. بالإضافة إلى ذلك قام الجنود حتى الآن بإنقاذ حوالي 50000 إنسان من عوامل البحر.

Newsletter #UpdateGermany: You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here to: