مساعداتٌ ألمانية من أجل غزة
المواد الغذائية والماء والرعاية الطبية والجهود الدبلوماسية: ألمانيا تدعم أهالي غزة بتدابير شاملة.

منذ الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 والعملية العسكرية الإسرائيلية التي ترتّبت عليه، تدهور الوضعُ الإنسانيُّ في قطاع غزة إلى حدٍ مأساويّ. يعاني أهلُ القطاع من انعدامٍ حاد للأمن الغذائي ويشكو الكثيرون من الجوع، والأطفال هم الأكثر تأثُّرًا على نحوٍ خاص. صرَّح وزيرُ الخارجية يوهان فاديفول في بداية أغسطس/آب قائلاً: "يعاني قطاعُ غزة هذه الأيام من نقصٍ حاد في الغذاء والدواء. الأمرُ يتعلَّق بالبقاء على قيد الحياة بالنسبة للكثيرين – بمن فيهم العديد من الأطفال". تُعد ألمانيا بالاشتراك مع الاتحاد الأوروبي من أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية في غزة. لقد قدَّمت وزارةُ الخارجية الألمانية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثرَ من 335 مليون يورو للأراضي الفلسطينية المحتلة، خُصِّص نحو 90 في المائة منها لسكان غزة.
مكافحة الجوع: المواد الغذائية والوقود وعمليات الإنزال الجوي في الميدان
تدعم ألمانيا في سبيل مكافحة المجاعة وبالتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، شراءَ واستيرادَ وتوزيعَ عشرات الآلاف من الحاويات المُحمَّلة بالمواد الغذائية الأساسية، مثل الدقيق والدخن والأرز والحمص والزيت. كما يُموَّل -فضلاً عن ذلك- وقودُ المطابخ التجارية والمخابز. يحصل برنامجُ الأغذية العالميُّ على ما يقرب من 86.7 مليون يورو لهذا الغرض، وتتلَّقى وكالةُ الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) 65.5 مليون يورو.
كما تشارك القواتُ المُسلَّحةُ الألمانيةُ منذ الأول من أغسطس/آب 2025 في عملية "مسار التضامن" الأردنية بطائرتيّ نقل من طراز A400M. ويجري الإنزالُ الجويُّ للمواد الغذائية والإمدادات الطبية فوق غزة لمدة ثلاثة أسابيع. كتب المستشارُ الألمانيُّ فريدريش ميرتس على منصة إكس: "عملياتُ الإنزال الجوي ليست سوى مساهمة ضئيلة في تخفيف معاناة أهل غزة. ولذلك نواصل تكثيفَ العمل لتسهيل إيصال المساعدات برًا".
دعمُ المستشفيات، وتأمينُ مياه الشرب
تُركِّز المساعداتُ الألمانيةُ، بجانب الإمداد بالمواد الغذائية، على صيانة وتوسيع مرافق الرعاية الصحية الأساسية. ولضمان استمرار عمل المستشفيات القليلة المتبقية، تُقدِّم ألمانيا، من بين ما تُقدِّم، أجهزةً لمتابعة المرضى وأخرى لتنظيم ضربات القلب وبطانيات ومستلزمات للنظافة الصحية، وتدعم مستشفىً ميدانيًا يعمل في غزة ويديره فريقٌ دوليٌّ مُكوَّنٌ من 30 أخصائيًا. كما تُموِّل الحكومةُ الألمانيةُ مُنظَّماتٍ إغاثيةً، مثل "أوكسفام" بنحو 5 ملايين يورو ومنظمة "كير" بأكثر من 3.3 مليون يورو لبناء وتشغيل محطات تحلية ومعالجة المياه. تُوفّر هذه المحطات مياه شرب نظيفة وتُمكّن من بناء مرافق غسيل ودورات مياه عامة.
حمايةُ النازحين: ملاجئ طوارئ ودعمٌ لوجستيّ
لأن 92 في المائة من منازل غزة طالها التدمير في تلك الآونة، ونزح العديدُ من السكان مراتٍ عدة، توفّر الحكومةُ الألمانيةُ حاليًا ملاجئ طارئة وخِيَمًا ومُعدِّاتٍ أساسية لإيواء العديد من الأشخاص الذين فقدوا منازلهم. وأمكن جَلبُ كمياتٍ كبيرة من مواد الإيواء إلى قطاع غزة خلال فترة وقف إطلاق النار في شهريّ يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2025.
ولضمان وصول هذه المساعدات إلى أهالي غزة، تستثمر الحكومةُ الألمانيةُ كذلك في الحلول اللوجستية. وشمل ذلك شراءَ أكثر من 30 شاحنة لنقل المساعدات، وتأمين ممراتٍ للمساعدات عبر الأردن ومصر، والتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة والجهات المانحة الأخرى لتسهيل وصول المنظمات الإغاثية.
ألمانيا تربط المساعدات بالنفوذ السياسيّ
ترافق هذا الدعم العملي جهودٌ دبلوماسيةٌ مُكثَّفة. لا تتوقف الحكومةُ الألمانيةُ عن إجراء حوارٍ مع إسرائيل والشركاء الدوليين والمنظمات الإغاثية لتأمين وتمكين الوصول الآمن والخالي من العوائق إلى غزة. ويؤكِّد وزيرُ الخارجية يوهان فاديفول أن الوضعَ الإنسانيَّ في قطاع غزة "غير مقبول" ويجب الارتقاءُ به إلى الأفضل. علاوةً على ذلك، علّقت ألمانيا توريدَ الأسلحة إلى إسرائيل لزيادة الضغط السياسي من أجل تقديم تنازلاتٍ إنسانية. ويربط التزامُ ألمانيا بذلك بين المساعدات العينية على الأرض والضغط السياسيّ والتنسيق الدوليّ بهدف تقديم مساعداتٍ سريعة وشاملة ومستدامة لأهالي غزة. يقول ميرتس: "نريدُ إنهاءَ المعاناة الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة بأسرع وقتٍ ممكن".
Dieses YouTube-Video kann in einem neuen Tab abgespielt werden
YouTube öffnenمحتوى ثالث
نحن نستخدم YouTube، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.
فتح تصريح الموافقة