إلى المحتوى الرئيسي

مزارعون مبتكرون

تضافر الإبداعات من الذروة إلى القاعدة ومن القاعدة إلى الذروة يسرع عملية النمو المستدام ويضمن إمدادا أفضل بالغذاء في أفريقيا، حسب أوليفر كيروي، من مركز ZEF في جامعة بون.

أجرى الحوار: آرند فيسترلينغ, 29.03.2022
Innovative Farmer
© AdobeStock

السيد كيروي، ما مدى الجاهزية لاستيعاب الابتكارات الرقمية والتقنية في القطاع الزراعي في أفريقيا؟
تؤكد أفريقيا بشكل متزايد على أهمية الإبداعات في مسيرتها التنموية. وتشير آخر التطورات إلى تحقيق تقدم كبير في مختلف المجالات، على الصعيد التقني والمؤسساتي، وكذلك على مستوى الإبداعات البنيوية في القطاع الزراعي. وهذا ما ساهم خلال السنوات العشر الأخيرة في التطور الاجتماعي والاقتصادي والتقني لدى الأسر الريفية، وأسر المزارعين. الإمكانات الكبيرة للتنمية الزراعية المستدامة وتحسين الإمدادات الغذائية تكمن في التآزر بين الابتكار من أعلى الهرم إلى أسفله بقيادة المؤسسات البحثية من جهة، والابتكار من القاعدة في الأسفل إلى ذروة الهرم الذي يقوم به المزارعون من جهة أخرى.

على ماذا يعتمد الابتكار؟
هناك العديد من العوامل الجوهرية، وقد أتاحت الثورة الرقمية لكثير من المزارعين فرصة الوصول إلى المعلومات على طول سلسلة القيمة المضافة، وكذلك على صعيد المواد الغذائية، وذلك على سبيل المثال حول الأسعار أو العرض والطلب وحول أوضاع الأسواق. التشبيك الرقمي المتزايد سهل على سبيل المثال إمكانية الوصول إلى رأس المال اللازم الذي أتاح للمزارعين والفاعلين الآخرين في سلسلة القيمة المضافة إمكانية الاستثمار والمشاركة المستقرة. الحاجة إلى التكيف مع التحول المناخي والتخفيف من وطأته تعتبر أيضا من الدوافع الهامة.

ما الذي يعيق تطور المزارع؟
العقبة الأساسية للإبداع هي محدودية الحصول على التأهيل المهني ومتابعة التأهيل المناسب إضافة إلى التقنية. غالبا ما يفتقد المزارعون فرصة الوصول إلى الإبداعات التي تساعدهم بداية على توفير غذائهم الخاص وضمانه. آثار التحول المناخي مثل تقلبات الطقس والظواهر الجوية الشديدة تعود على المزارعين بتبعات كارثية. بهذا تذهب الأرباح الناجمة عن الإبداعات بشكل كامل تقريبا هباء منثورا. صغار المزارعين ليس لديهم لا الموارد ولا الإمكانات التي تساعد على التخفيف من وطأة آثار التحول المناخي أو الوقاية منها. عقبة أخرى تتجلى في صعوبة الحصول على القروض الزراعية والوصول إلى الأسواق. لهذا يجب أن تكون المكاسب الناجمة عن الابتكارات التقنية مصحوبة بمزيد من التغييرات، كي يتمكن صغار المزارعين من الاستفادة منها وجني فوائدها في مزارعهم بشكل حقيقي.

كيف تغير الإبداعات مناخات وحياة العمل في القطاع الزراعي في أفريقيا؟
هناك العديد من الدراسات والتوثيقات مصدرها برامج متعددة تشمل مختلف جوانب سلسلة القيمة المضافة، تؤكد جميعها أن تبني الإبداعات الزراعية يقود إلى تغيرات جوهرية إيجابية في الإنتاج الزراعي وفي ازدهار الأسر في الأرياف وتطورها، وخاصة ما يتعلق بجوانب الدخل والغذاء.

كيف يمكن للعالم أن يستفيد من تحسن أوضاع المزارعين الأفارقة؟
المزارعون الأفارقة مبدعون، إلا أنهم بحاجة أيضا إلى الدعم، كي يتمكنوا من التنفيذ والتطبيق العملي للإبداعات في مجالات الغذاء والزراعة، ونشرها. من خلال توسيع الإمكانات وزيادة الطاقات ودعم الإبداعات والاستثمارات في قطاع الزراعة والغذاء يمكن للعالم مساعدة أفريقيا، على تحقيق العديد من أهداف الأمم المتحدة المتعلقة بالتنمية المستدامة (SDGs).

د. أوليفر كيروي هو كبير الباحثين في مركز أبحاث التنمية (ZEF) في جامعة بون

© www.deutschland.de

You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here: