إلى المحتوى الرئيسي

طاقة خضراء من شمال أفريقيا

في مشروع تحول الطاقة تعتمد ألمانيا على علاقات التعاون مع البلدان العربية. أيضا بصفتها شريك بديل عن روسيا. 

كلاوس لوبر, 27.10.2022
تحول الطاقة في المغرب: تلعب الطاقة الشمسية دورًا مركزيًا
تحول الطاقة في المغرب: تلعب الطاقة الشمسية دورًا مركزيًا © picture alliance/dpa

العمل معا على تحقيق التحول في مجال الطاقة على المستوى الدولي، وتخفيف شدة المنافسة على الموارد: هذه هي أهداف علاقات الشراكة في مجال الطاقة التي تمكنت الحكومة الألمانية الاتحادية حتى الآن من إقامتها مع ما يزيد عن 20 بلدا. أحد الموضوعات التي ينصب التركيز عليها هو موضوع رفع كفاءة الطاقة وتعزيز الطاقات المتجددة، على سبيل المثال من خلال حوافز استثمارية للشركات الألمانية. أيضا دعم التنمية الاقتصادية ورفع مستويات التشغيل في البلدان الشريكة يعتبر إحدى دعائم هذا التعاون.

الجزء الثاني من اللمحة العامة.

المغرب

ينتمي المغرب للبلدان الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، وهذا ليس فقط في القارة الأفريقية. ففي مؤشر حماية المناخ 2022 احتلت البلاد المرتبة الثامنة، متقاربة جدا من بلدان سباقة في هذا المجال مثل السويد والنرويج. اليوم يغطي المغرب 20 في المائة من احتياجاته من الطاقة من خلال الطاقة الخضراء المكتسبة من طاقة المياه والرياح والشمس. الهدف المعلن للمغرب هو الوصول بهذه النسبة إلى 52 في المائة بحلول العام 2030، ورفع هذه النسبة إلى 86 في المائة أحسن الأحوال. وتقوم علاقة الشراكة في مجال الطاقة مع ألمانيا منذ العام 2012، وقد تم تعميق هذه الشراكة وتعزيزها ضمن إطار استراتيجية المياه الوطنية التي أعلنت عنها الحكومة الألمانية الاتحادية في 2021.

بمبادرة من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية تم تأسيس "تحالف من أجل تطوير قطاع تحول الطاقة إلى X"، والذي يتضمن أيضا تحويل الطاقة الخضراء إلى الهيدروجين حامل الطاقة. هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا يتمتع بالشروط المثالية لتحقيق لهذه الغاية.

في منطقة ورزازات جنوب المغرب تم بمساعدة ألمانيا تأسيس أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، تزود 1,3 مليون إنسان بالطاقة اللازمة. يبلغ مقدار التعرض للشمس هنا حوالي 2500 كيلوواط ساعي في المتر المربع، وهي القيمة الأعلى في العالم على الإطلاق. هدف المغرب المعلن هو احتلال الريادة العالمية على صعيد إنتاج الهيدروجين الأخضر. أحد أكبر التحديات التي تواجه الوصول إلى هذا الهدف هو توفير المادة الأولية اللازمة، الماء، الذي يندر في المغرب. ويجب الحصول على هذا الماء من خلال تحلية مياه البحر. حاليا يتم بناء مثل هذه المحطات في مختلف أنحاء البلاد، أيضا بدعم ومساعدة من الهيئة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، وبنك التنمية الألماني KfW.

Dieses YouTube-Video kann in einem neuen Tab abgespielt werden

YouTube öffnen

محتوى ثالث

نحن نستخدم YouTube، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.

فتح تصريح الموافقة

Piwik is not available or is blocked. Please check your adblocker settings.

الجزائر

شراكة الطاقة الألمانية الجزائرية القائمة منذ 2015 تهدف إلى المساهمة في التحول الدولي للطاقة، وإلى تعزيز الجهود الجزائرية الرامية إلى التوسع على صعيد مصادر الطاقة المتجددة واعتمادها. حتى الآن مازال هذا البلد الأكبر مساحة في أفريقيا يعتمد بشكل كبير على مصادر الطاقة الأحفورية مثل النفط والغاز الطبيعي، وكذلك على المنتجات البتروكيميائية. وتشكل هذه المواد الأولية حوالي 95 في المائة من صادرات البلاد، كما تحقق حوالي 65 في المائة من إيرادات الدولة المالية.

أيضا بفضل المساعدة الألمانية تسعى الجزائر على المدى المتوسط إلى التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة. الإمكانات المتوفرة كبيرة، وخاصة من ناحية طاقة الرياح والشمس. متوسط أشعة الشمس السنوي يبلغ حوالي 2650 كيلوواط ساعي (kWh) لكل متر مربع، ويصل هذا الرقم في جنوب البلاد إلى أكثر من 3000 كيلوواط ساعي لكل متر مربع، وهو بهذا أكبر بثلاثة أضعاف منه في ألمانيا.

هذا بالإضافة إلى بنية تحتية مثالية على امتداد سواحل البحر الأبيض المتوسط تضم حوالي 15 مرفأ، وخطوط أنابيب نقل الغاز والعديد من مصافي النفط. هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا يتطلع إلى الوصول بمحطات الطاقة الشمسية إلى استطاعة 15000 ميغاواط ساعي بحلول العام 2035. في أيلول/سبتمبر 2021 اتفقت ألمانيا والجزائر على تعزيز التعاون بينهما في مجالات دعم القطاع الخاص والقطاع المالي والطاقات المتجددة. وفي منتصف تموز/يوليو 2022 تم في الجزائر تنظيم ورشة عمل بالتعاون بين وزارات جزائرية ومعهد فراونهوفر وبنك التنمية KfW، حيث تمت دراسة احتمالات إنتاج الهيدروجين الأخضر.

تونس

في 2022 احتفلت شراكة الطاقة الألمانية التونسية بمرور عشر سنوات على انطلاقها. هدفها هو دعم تونس في إجراءات سياسة الطاقة. حاليا تعتمد البلاد على مصادر الطاقة الأحفورية بشكل كامل تقريبا، وهي في معظمها مستوردة من الخارج. بالتحديد تقدم ألمانيا الدعم في مجالات أمن الطاقة واعتماد مصادر الطاقة المتجددة ورفع كفاءة استخدام الطاقة، وتخفيض استهلاكها وتحقيق التنمية المستدامة وحماية المناخ. ضمن هذا الإطار تتم المساهمة في تمويل بناء محطات الطاقة الكهروضوئية وحدائق طاقة الرياح. كما تقدم ألمانيا الدعم على صعيد تأهيل العمالة الماهرة والمتخصصة، في مجال المختصين في تركيب محطات الطاقة الكهروضوئية على سبيل المثال، كما تصاحب الجهود المبذولة في سبيل رفع كفاءة استخدام الطاقة في المؤسسات العامة.

هذا البلد الواقع في أقصى شمال أفريقيا يمتلك إمكانات هائلة لجهة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على السواء. حتى الآن تم تشييد حدائق الرياح باستطاعة إجمالية تصل إلى 245 ميغاواط. إلا أن التوقعات هي في الوصول إلى 1,8 غيغاواط بحلول العام 2030. حتى ذلك الحين يجب أن يتم أيضا توليد 30 في المائة من الطاقة الكهربائية في تونس بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. في كانون الأول/ديسمبر 2020 تم أيضا التوقيع على تشكيل تحالف ألماني تونسي لتنمية تحول الطاقة إلى X. وكما هي في الشراكة مع المغرب، البلد المجاور لتونس فإن الأولوية من هذا المشروع هي لإنتاج الهيدروجين الأخضر. في بداية آذار/مارس 2022 تم أيضا بمشاركة بنك التنمية الألماني الحكومي KfW تدشين محطة الطاقة الكهروضوئية الثانية في البلاد، وذلك في منطقة توزر. كما شارك البنك بمبلغ 25 مليون في تمويل محطة للطاقة الكهروضوئية من أجل إنتاج الهيدروجين الأخضر، والتي من المتوقع أن يتم بناؤها في 2022/2023.

© www.deutschland.de