إلى المحتوى الرئيسي

"يجب أن نُفكِّر ونتصرَّف بطريقةٍ متشابكة"

كيف نحافظ على الأمل في أوقات الأزمات، وما التوجُّهات الكاسحة التي ستُحدِّد شكل المجتمع؟ عالِم مستقبَليَّات يُجيب.

Vanessa Schmidt, 27.12.2023
هاري جاتيرير يستشرفُ المستقبلَ، بصفته خبير توجُّهات.
هاري جاتيرير يستشرفُ المستقبلَ، بصفته خبير توجُّهات. © Zukunftsinstitut/Wolf Steiner

يَشغل هاري جاتيرير -خبيرُ التوجُّهات- منصبَ المدير التنفيذيّ لمعهد المستقبل (‏Zukunftsinstitut‏) في فرانكفورت أم ماين. طرحنا عليه ثلاثةَ أسئلةٍ حول المستقبل.

يُصاب كثيرٌ من الناس بالارتباك والتشاؤم في أوقات الأزمات العالمية. كيف يمكننا كمجتمع المحافظة على الأمل والتفاؤل؟

يجب أن نفهم ديناميكيات التغيير، ونستخدمها لصُنع صور إيجابية وواقعية وملهمة للمستقبل. ويلزم أنْ نُدرِك أيضًا أنَّ بإمكاننا -كأفراد- المشاركة النشطة في صُنع المستقبل.

إلى أيِّ مدى يُعد التعاون الدولي الوثيق حاسمًا في أوقات الأزمات؟

حاسمٌ للغاية. فعلى سبيل المثال، يُثير نقصُ العمالة المتخصصة في ألمانيا قلقَنا على مستوياتٍ كثيرةٍ. وهذا شأنٌ داخليٌّ في المقام الأوَّل؛ إذ لا يوجد نقصٌ في العمالة المتخصصة عالميًّا. لكن كلما زادت قدرتُنا على التفكير والتصرُّف بطريقةٍ متشابكة، يصبح التغلُّبُ على التحدّيات أسهل.

وفَرَضَ توَجُّه حشد الأصدقاء وجوده في الاقتصاد أكثر وأكثر. وهذا يعني أن يُعهَد بالعمليات المُؤسسيَّة إلى بلدان نتقاسم معها قيمًا مشتركة. ويُخفِّف هذا النهج من المخاطر الناجمة عن التوترات الجيوسياسيَّة والصراعات التجاريَّة، ويساعد في تأمين سلاسل التوريد، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الوثيقة. لذلك، تزداد -حتمًا- أهميةُ العلاقات الدولية المستقرة والموثوقة.

ما التوجُّهات التي تمنح مجتمعَنا الأملَ في المستقبل؟

توجُّه التواصُل: في النهاية لن نتقدَّم، إلا إذا كُنَّا مجتمعات. ومن ثم، هناك أملٌ كبيرٌ كذلك في هذا التوجُّه الكاسح.

توجُّه الصحة: تزداد أهميةُ الصحة أكثر فأكثر. فعلى سبيل المثال، يزداد عددُ الشركات التي تبحث عن "مفتاح السعادة" لموظفيها.

توجُّه العمل الجديد: نحظى بدعمٍ تقنيّ، ممَّا يجعلنا نقوم بكل شيء بوتيرةٍ أسرع وأكثر تميُّزًا. وسيكون بمقدورنا خلقُ المزيد من المساحات الحرة والإمكانات التنموية.

توجُّه العولمة: يؤدِّي موضوعُ الاستدامة دورًا حيويًّا في عالَم المؤسسات. ويعني هذا التوجُّه أن الاستدامة البيئية ليست مجرد التزامٍ أخلاقيّ، بل ضرورةٌ اقتصادية واجتماعية.