إلى المحتوى الرئيسي

الاحتفالات تخلق شعورا جماعيا

كيف تحتفل الولايات الألمانية الاتحادية؟ ما الذي يجمع بين نار الشاطئ والكرنفال: مهرجانات ألمانيا، واحتفالاتها وتقاليدها.

إنكا شميلينغ, 28.11.2022
ليلة الصيام في غيغنباخ: يطلق على الأشكال اسم "شبيتلهانزل"
ليلة الصيام في غيغنباخ: يطلق على الأشكال اسم "شبيتلهانزل" © picture alliance / imageBROKER

هناك العديد من الأساليب في ألمانيا لتمضية فصل الشتاء: في جزر شمال ألمانيا، مثل زولت أو أمروم يحاول الناس ذلك من خلال إشعال نار كبيرة في "حريق المنارة". وفي نوردراين-فيستفالن تسير عربات الكرنفال المزركشة والملونة التي ترمي الكثير من السكاكر، والتي ترتفع منها الأصوات والدعوات لطرد شياطين الشتاء وأرواحه الشريرة.   

لا يمكن المقارنة مع ليلة صيام منطقة شفابن، مثل تلك التي تقام في بادن-فورتمبيرغ، حيث يتم الاحتفال مع أقنعة خشبية. ولكن مهما اختلفت هذه التقاليد وتنوعت، يجمعها أمر واحد: كل منها تقليد متأصل في منطقته، يجمع الناس في هذه المناسبات، منذ الأزل. وبالمناسبة فقد اعترفت منظمة اليونيسكو بهذه التقاليد على أنها من الإرث العالمي غير المادي.   

حريق المنارة بالقرب من هوسوم
حريق المنارة بالقرب من هوسوم © picture alliance / dpa

"تحت هذا العنوان نقوم بحماية العادات والتقاليد وتقنيات يدوية قديمة ومعارف أزلية"، حسب ميليس شبور، رئيس جمعية إرث اليونيسكو العالمي في ألمانيا. ويشتمل سجل الإرث العالمي حاليا على 131 بندا من ألمانيا. "بهذا ندعم استمرارية وتطوير مزايا وخصائص المناطق المختلفة"، حسب شبور. "وهكذا نساهم بشكل كبير في الحفاظ على الهوية المحلية واستدامتها".

المهرجانات تؤثر في الهوية المحلية

بالفعل! هناك القليل من الأمور التي تؤثر في الهوية المحلية، كما تفعل المهرجانات والاحتفالات المشتركة. حيث أنه من النادر أن يكون الهدف بالفعل طرد الشتاء في "حريق المنارة"، أو في مسيرة الكرنفال أو ليلة الصيام. فالمهم هو القيام بهذه النشاطات والفعاليات بشكل مشترك، مع الآخرين. الطقوس تجمع الناس وتزيد تلاحمهم. هذا ما توصلت إليه دراسة شاركت فيها 15 جامعة تتمتع بشهرة عالمية، بينها جامعة أوكسفورد. الخلاصة: الطقوس تخلق شعورا جماعيا فريدا.

مهرجان مرفأ هامبورغ يجتذب ملايين الزوار.
مهرجان مرفأ هامبورغ يجتذب ملايين الزوار. © picture alliance/dpa

مهرجان مرفأ هامبورغ رغم الوثيقة المزورة

لا عجب إذا في تقوم بعض المجموعات أو البلديات بتنظيم مهرجاناتها دون الكثير من اللغط أو التمحيص: كما تحتفل هامبورغ بعيد ميلاد المرفأ على سبيل المثال. منذ 1977 تحتفل المدينة الهانزية كل عام برسالة  التحرير من القيصر بارباروسا، والمؤرخة في 7 أيار/مايو 1189، والتي يمنح فيها السفن في مرفأ هامبورغ الإعفاء الجمركي. وعلى الرغم من أن هذه الرسالة مزورة على الأغلب: أيضا في مطلع أيار/مايو 2023 سوف يقام احتفال عيد ميلاد المرفأ رسميا للمرة 834، ومن المتوقع أن يصل عدد الزوار إلى حوالي مليون إنسان.   

وهنا تماما تكمن قوة المهرجانات والطقوس: أنها لا تقوم بشكل مؤكد على حقائق تاريخية ثابتة. وإنما بمقدورها دوما أن تواكب أكثر الاحتياجات ومتغيرات الزمن. وهذا ما تبرهنه أيضا بريمن مع "وجبة شافر" أو الوجبة المزدحمة. وجبة الوداع التقليدية للتجار والبحارة مع القبطان في نهاية الشتاء تقام منذ 1545، وذلك وفق قواعد ثابتة دوما. وذلك إلى أن تم في 2020 تعديل هذه القواعد: ومنذ ذلك الحين توجه الدعوة للنساء أيضا للمشاركة في هذه الوليمة.  

تصدير المهرجانات: أسواق عيد الميلاد تنتشر في مختلف أرجاء العالم

التغيير يبين: أن شعور الجماعة والانتماء لها يتعزز من خلال الطقوس. وحتى في أكبر مهرجان في بافاريا على الإطلاق، مهرجان أكتوبر فيست في ميونيخ، يحضر حوالي خُمس الزوار من خارج البلاد. كما أن بعض المهرجانات والطقوس قد أصبحت أشبه بسلع للتصدير:

ففي إنكلترة وإيطاليا، وحتى في شنغهاي باتت أسواق عيد الميلاد الألمانية من الأمور المعهودة، كما يحضر مئات الآلاف من الزوار في كل عام إلى "أكبر مهرجان أكتوبر فيست في الولايات المتحدة" يقام في أوهايو. ففي الختام لا يمكننا في الواقع الاكتفاء من المهرجانات والطقوس مهما كثر عددها.  

© www.deutschland.de