الكاتب الألماني فرانك فيتسل ينال جائزة الكتاب الألماني عن روايته "الاختراع"
الكاتب الألماني فرانك فيتسل ينال جائزة الكتاب الألماني عن روايته "الاختراع"، وهو نفسه لا يكاد يصدق
كان انتصاره مفاجأة كبرى: الكاتب الألماني فرانك فيتسل لم يصدق أذنيه عندما سمع اسمه في حفل تسليم جائزة الكتاب الألماني، واسم روايته "اختراع جناح الجيش الأحمر على يد مراهق يعاني الاكتئاب الذهني في صيف العام 1969". فقد كان يعتبر دخيلا لا يحظى بأي أمل في الفوز بالجائزة المخصصة لأفضل رواية مكتوبة باللغة الألمانية في هذا العام. بل إن الصحف والمقالات التخصصية كانت تعتقد أن الجائزة التي يتم منحها عادة لمناسبة افتتاح معرض الكتاب في فرانكفورت، سوف تكون من نصيب كتاب من أمثال جيني إيربنبك عن رواية "سار، يسير، سيراً".
ولكن بدلا من الرواية التي تتحدث عن اللاجئين وعن أعماق المجتمع، نالت رواية فيتسل الواقعة في 800 صفحة الجائزة القيمة. وكانت الصحافة الأدبية الألمانية قد حكمت على الرواية بأنها متميزة "بالصلافة" و"المغامرة"، وأنها "قطعة رائعة من الأدب" و"رواية طويلة المفعول". وحتى فيتسل نفسه لم يكن متأكدا: "عندما أنجزت الرواية لم أكن أعرف بالفعل فيما إذا كنت قد أنجزت عملا جيدا، أو أنني قد سرت في الطريق الخطأ"، حسب تعبيره لدى تسلمه الجائزة، وعلامات السعادة الغامرة تبدو عليه. 15 عاما عمل ابن ولاية هيسن على كتابه، غير آبه بالجانب التجاري من الأدب. وقد قال عن ظهوره وموقفه ساعة تسلم الجائزة: "لقد كنت في غاية عدم الاستعداد، إلا أنني حاولت أن يكون الأمر بأفضل شكل ممكن"، وأضاف: "مازال كل شيء أشبه بالخيال".
بوب، سياسة، جنون العظمة
فرانك فيتسل ليس مجرد كاتب فقط، وإنما رسام وموسيقي أيضا. ولد في مدينة فيسبادن، وبعد انتهائه التعليم المدرسي حصل على تأهيل في معهد فيسبادن الموسيقي "الكونسرفتوار". وهو يروي أنه مازال حتى اليوم يتناول الغيتار في الساعات العصيبة ويبدأ العزف. "هذا يساعدني على استعادة الهدوء والسكينة". منذ السبعينيات يقوم بنشر أشعار، وفي عام 2001 ظهرت أولى رواياته. وقد سمح الآن للجميع باختصار عنوان الرواية ليصبح "الاختراع".
بسرعة كبيرة يتحدث عن المراهق ابن الثالثة عشرة من ولاية هيسن، الذي يعيش في ألمانيا في عام 1969. بهذا يستعيد أجواء ومناخات ألمانيا الاتحادية آنذاك. "عمل فرانك فيتسل تصوير روائي بكافة المقاييس"، حسبما ورد عن لجنة التحكيم. وأكثر من ذلك: "تعتبر الرواية تجربة فريدة في الأدب الألماني من خلال المزيج بين الجنون والفكاهة، وبين الجرأة الشكلية وتصوير التاريخ المعاصر. مع جائزة الكتاب الألماني، يتم تكريم عمل لغوي عبقري، يتضمن خليطا فريدا، هجينا بين البوب والسياسة وجنون العظمة".
