إلى المحتوى الرئيسي

رسالة مهمة من لاهاي

لماذا تدافع ألمانيا بحماس عن المحكمة الجنائية الدولية المثيرة للجدل؟ 

فريدريكة باور , 24.10.2018
بناء المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
بناء المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. © UN Photo/Rick Bajornas

المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي (هولندا) كانت موضع خلاف منذ المفاوضات الدبلوماسية لتأسيسها الذي كان في 1998 في روما، ومازالت مثيرة للجدل حتى اليوم. ألمانيا تنتمي منذ البداية إلى أشد المدافعين والداعمين لها. وهذا يسري اليوم أيضا.

لماذا يحتاج العالم إلى محكمة جنائية دولية؟

كي لا تبقى الجرائم الدولية الأسوأ مثل الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، دون عقاب، ومن أجل أن يكون ذلك رادعا للجناة المحتملين. بهذا ترسل المحكمة الجنائية الدولية (ICC) رسالة قوية.

 

متى تتدخل المحكمة الجنائية الدولية؟

إنها لا تحل مكان المحاكم الوطنية، وإنما تكمل عملها. محكمة ICC تتخذ إجراءاتها فقط إذا كان البلد غير راغب أو غير قادر على ملاحقة الجريمة. ورغم أن اختصاص المحكمة القضائي يسري في مختلف أنحاء العالم، إلا أنه يخضع عمليا للمحدودية والقيود.

 

وهذا يعني عدم المساواة بين الجميع أمام القانون؟

حاليا لا، لأن ICC غير مقبولة حتى الآن في جميع بلدان العالم. دول مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا تنظر إلى المحكمة بالكثير من الحذر. ولكن 123 دولة قد وقعت على الميثاق الأساسي للمحكمة، وهذا العدد في تزايد مستمر. ICC تعيش مرحلة التطور والبناء باستمرار. تحقيق فكرة العدالة الدولية بشكل شامل يتطلب الكثير من الصبر. وحتى 20 سنة التي انقضت حتى الآن تعتبر قليلة بالنسبة لمثل هذا المشروع المستقبلي الكبير.

 

لماذا يعتبرها المعارضون لها محكمة أفريقية "استعمارية"؟

لأن العديد من قضاياها الست والعشرين حتى الآن وقعت في أفريقيا. إلا أن محكمة ICC كانت تنشط وتتحرك في أفريقيا باستمرار لأن الدول هناك هي التي طلبت منها التحرك. بالإضافة إلى ذلك يعبر هذا الانطباع عن فترة زمنية محدودة: حيث أن المحكمة تتحرك حاليا على سبيل المثال في موضوع الروهينغا في ميانمار.

البلدان تنسحب – ألا يشكل هذا الأمر أزمة للمحكمة الجنائية الدولية؟

لا يتم هذا بالجملة: بوروندي، جنوب أفريقيا، غامبيا، الفيليبين أعلنت حتى الآن عن نيتها الانسحاب. فعليا لم تنسحب حتى الآن سوى بوروندي، في خريف 2018. جنوب أفريقيا وغامبيا قامتا بتعديل قراراتهما. رغم ذلك لا مناص من القول: ضمن الأوضاع السياسية العامة الحالية، التي تزداد فيها قوة وتأثير التيارات القومية، يمكن أن تكون محكمة ICC أكثر عرضة للنقد.

وما هو موقف ودور ألمانيا في المحكمة الجنائية الدولية؟

لم يتغير أي شيء في موقف ألمانيا الداعم للمحكمة، حيث تنظر برلين إلى محكمة ICC على أنها التطور الطبيعي والمنطقي للمحاكم العسكرية في نورنبيرغ وطوكيو. وعلى ضوء التاريخ الذاتي قامت الحكومة الألمانية الاتحادية منذ البداية بدعم تأسيس مثل هذه المؤسسة، لأنها تسد فجوة في القانون الدولي. أما كونها لا تعمل اليوم بشكل فعال وبلا نقائص، وبالطريقة المرجوة، فإن هذا لا يعتبر حجة كافية تهدد وجودها، وإنما مرآة للحقائق السياسية الواقعية. وهذه الحقائق يمكن أن تتغير أيضا. ومن وجهة النظر الألمانية، فإن هذا يزيد من أهمية أن يستمر بذل الجهود بهدوء، من أجل إلى تعزيز دور المحكمة تدريجيا.

© www.deutschland.de

Newsletter #UpdateGermany: You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here to: