إلى المحتوى الرئيسي

"العمل الجديد أكثر من مجرد مفروشات جديدة"

ماركوس فيت، مفكر رائد في حركة العمل الجديد، في حوار حول الدوافع وراء التطور والمغزى الحقيقي للحركة.   

أجرى الحوار: مارتين أورت, 09.11.2021
ماركوس فيت يدفع نحو مزيد من التحول والتغيير في عالم العمل.
ماركوس فيت يدفع نحو مزيد من التحول والتغيير في عالم العمل. © Stefan Fuchs

تعود فكرة "العمل الجديد" إلى الفيلسوف الاجتماعي فريتيوف بيرغمان، الذي أراد في ثمانينات القرن الماضي تطوير نموذج يواجه به كلا من الاشتراكية والرأسمالية. يعتبر ماركوس فيت من رواد حركة العمل الجديد في ألمانيا. وهو الذي وضع ميثاق العمل الجديد، كما أنه محاضر في مجال العمل الجديد وتطوير المنظمات في المعهد العالي التقني في نورنبيرغ.

السيد فيت، "العمل الجديد" هو الموضة الجديدة. ما هو المقصود بمصطلح "العمل الجديد"؟

يتجلى العمل الجديد في الواقع من خلال خمسة مبادئ في العمل: الحرية، المسؤولية الشخصية، العمل المجدي، التطوير، المسؤولية الاجتماعية. هذه المبادئ الخمسة مدفوعة بما يعرف "Drei D" أو (ثلاثية "د" بالألمانية): الرقمنة، التحول الديمقراطي، اللامركزية. ولكن لا يجوز أن ننسى أن العمل الجديد في أساسه يقوم على المثالية الاجتماعية "يوتوبيا". فهم العمل الجديد على أنه مجرد تطوير تنظيمي هو فهم قاصر بجميع الأحوال. الناس يحتاجون العمل، الذي "يريدون القيام به فعليا" والذي يحاكي نقاط قوتهم واحتياجاتهم. حينها فقط ينجح العمل الجديد أيضا في المنظمة أو المؤسسة.

Dieses YouTube-Video kann in einem neuen Tab abgespielt werden

YouTube öffnen

محتوى ثالث

نحن نستخدم YouTube، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.

فتح تصريح الموافقة

Piwik is not available or is blocked. Please check your adblocker settings.

العمل الجديد مفهوم واسع ينطوي على العديد من الأشكال. ما مدى انتشار "العمل الجديد" في ألمانيا؟

من اللافت للنظر أن العمل الجديد يبدو أنه مصطلح معروف وبات ظاهرة جديدة في البلدان الناطقة بالألمانية بشكل خاص. الكتاب الأساسي الذي وضعه فريتيوف بيرغمان على سبيل المثال لم تتم ترجمته من الألمانية إلى الإنكليزية إلا في عام 2019. بلدان أخرى مثل هولندا والدنمارك تطبق عمليا أفكارا ومفاهيم في غاية الحداثة، إلا أنها لا تطلق عليها تسمية العمل الجديد بالتحديد. في ألمانيا ذاتها نشهد عددا من المحاولات والمناهج المفيدة. وهذا يظهر من شركات الشحن والبيع بالبريد الكبيرة، حتى الشركات المتوسطة الحجم، وصولا إلى الشركات المهنية والحرفية، التي تحاول جميعا تطبيق مبادئ العمل الجديد. ولكن بشكل عام مازلنا في البداية، إذا اعتبر المرء أن العمل الجديد أكثر من مجرد العمل وفق مبدأ المكتب المنزلي أو توفير المفروشات الجديدة في المكتب.

يبدو أن من الموضوعات الأساسية مسألة الجدوى. بشكل خاص الشباب الذين يريدون أن يكسبوا شيئا أكثر من مجرد المال. كيف يمكن أن يتصور المرء هذا في داخل الشركات؟

أعتقد أننا لا نقدر بالشكل الكافي معنى الدافع لدى الشباب. إنهم براغماتيون إلى حد كبير ويريدون، كما الأجيال التي سبقتهم، بشكل رئيسي كسب ما يكفي من المال، والحصول على عمل مضمون وتحقيق التوازن بين العمل والحياة. هذا ما ظهر على سبيل المثال من دراسة شل في عام 2019.  نعم، موضوعات مثل حماية المناخ وتقدير أصحاب العلاقة تزداد أهمية باستمرار، ولكن حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" لا تعبر عن جيل بالكامل. وهذا ما أظهرته انتخابات البوندستاغ، حيث حاز كل من FDP والخضر على غالبية أصوات الشباب الذين ينتخبون للمرة الأولى.

تتحدث المفاهيم عن "البعيد" و"الغاية"، الحرية والمعنى، وعن مصطلحات نبيلة مثل الاهتمام بعمال المصانع في بنغلادش. هل العمل الجديد ممكن فقط لعمال المعرفة الغربيين؟

مبادئ مثل الحرية والمسؤولية الذاتية هي مبادئ عالمية. مؤسس العمل الجديد فريتيوف بيرغمان كان أول من عمل مع العاطلين عن العمل والشباب الجانحين والمنحرفين في الثمانينيات. لهذا فإنه من الطبيعي أن يحتاج عامل المصنع في بنغلادش أيضا العمل الجديد. ويتوجب علينا بذل كل ما نستطيع لإخراج فكرة العمل الجديد من قوقعة مكاتبنا. العمل الجديد هو بالدرجة الأولى ليس ثمرة تطوير تنظيمي، وإنما برنامج من أجل جعل عالم الأعمال أكثر إنسانية. وهذا يجب أن يحدث في كل مكان.

© www.deutschland.de