"نُعزِّز حضورَ الجسد في الفضاء الرقميّ"
كيف يبدو مسرحُ المستقبل؟ حوارٌ مع إيليا ميرسكي، كاتب مسرحي رقمي في مسرح ريزيدينس تيآتر ميونيخ ومحاضر في المسرح والتكنولوجيا الرقمية.
سيد ميرسكي، أنت كاتب مسرح رقمي. كيف تُغيِّر الوسائطُ الرقميةُ المسرحَ؟
إنها تُغيِّر الفضاءَ المسرحيَّ. ويؤثِّر هذا التغيير في دور الجسد؛ عندما جاءت الإضاءة الكاشفة مع كهربة المسرح وأصبح من الممكن إضاءة أجزاء محددة من خشبته، كان هناك تخوُّف من أن يفقد الممثلون شيئًا من أهميتهم. لكن هذا تحديدًا لم يكن مستهدَفًا؛ إذ يجب دائمًا تطويعُ التكنولوجيا لدعم دور الجسد. حتى أن الوسائط الرقمية اليوم تتيح إمكانية تعزيز حضور الجسد داخل الفضاء الرقمي.
كيف ذلك؟
أعملُ منذ فترةٍ طويلة في أكاديمية الفنون المسرحية في لودفيغسبورغ على استخدام جدار ليد كبير، يشبه ذلك المُستخدَم في الأعمال السينمائية المتطوِّرة. وهو عبارة عن شاشة عملاقة تُعرَضُ عليها صورٌ يمكن التفاعل معها مباشرةً. وبذلك يصبح من الممكن أن يظهر الممثل داخل الامتداد الافتراضي لخشبة المسرح.
Dieses YouTube-Video kann in einem neuen Tab abgespielt werden
YouTube öffnenمحتوى ثالث
نحن نستخدم YouTube، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.
فتح تصريح الموافقةما دور الذكاء الاصطناعي؟
أكثرُ ما يثير الاهتمامَ -في رأيي- هو الإمكانات التي تجعل المسرحَ أكثر قربًا للجمهور، مثل الترجمات الحية التي تُنتجها النماذجُ اللغويةُ الكبيرة. وأعتقد أن الذكاءَ الاصطناعيَّ، لن يُحدِث تغييراتٍ جوهرية، على المستوى الجمالي. وبطريقةٍ ما، أرى أن المسرحَ مُكمِّلٌ للذكاء الاصطناعيّ: فهذا الأخير يحاول نقل عالمنا المادي إلى بيانات. أمَّا في المسرح، نتعامل مع بيانات -أي نصوص- نترجمها إلى واقعٍ مادي. وخلال هذه العملية، تضيع دومًا بعضُ المعلومات، ويأتي دورنا لنشحنها بالإبداع.
كيف يبدو مسرحُ المستقبل؟
من ناحية، سيكون لدينا المزيد والمزيد من الإمكانات التقنية لتوسيع الفضاء المسرحيّ. على سبيل المثال، لن يكون من الصعب بعد الآن عرضُ مسرحيةٍ في أماكن مختلفة حول العالم في آنٍ واحد. أو يمكن أن يبدأ العرضُ على الهاتف الذكيّ، ثم يُستكمَل على خشبة المسرح، أو على منصةٍ أخرى. ومع ذلك، سيستمر المسرح مستقبلاً في جلب الناس إلى خشبته، ويروي لهم حكاياته. ونحن بحاجة إلى هذا التفاعل المباشر بين البشر؛ إذ هو حجرُ الأساس لمجتمعنا وديمقراطيتنا.
نبذةٌ شخصية: إيليا ميرسكي
دَرَسَ إيليا ميرسكي علومَ الإدراك ودراساتِ الأداء. ويعمل منذ عام 2022 كاتب مسرح تقليدي ورقمي في مسرح ريزيدينس تيآتر ميونيخ (Residenztheater München). يُكمل دراسته لنيل الدكتوراه حول المسرح والتكنولوجيا الرقمية في جامعة توبنغن والأكاديمية العليا للفنون في زيورخ، كما يُدرِّس في أكاديمية الفنون المسرحية في بادن فورتمبيرغ.