المتحف والمختبر: منتدى اللغة الألمانية

R5, 6-13.‎ هذا ليس رقم رحلة طيران، ولكنه عنوان معهد لايبنتز للغة الألمانية (‏IDS‏) في وسط مدينة مانهايم المُصمَّم على شكلٍ مُربَّع، حيث يجري حاليًا إنشاءُ "منتدى اللغة الألمانية؛ بالألمانية: ‏Forum Deutsche Sprache‏"، وهو متحفٌّ علميٌّ فريدٌّ من نوعه على مستوى العالم، داخل المؤسسة العلمية المركزية للتوثيق والبحث في اللغة الألمانية.  

من السير الذاتية اللغوية إلى التبرُّع باللهجات 

إنه متحفٌ يجلبُ فيه الزوارُ معهم القطعةَ الفنية المُقرَّر عرضُها: اللغة. ويتبع المنتدى في أثناء ذلك نهجًا قائمًا على علم المواطنين. يمكن لأيِّ شخصٍ من الجنسين أن يصبح جزءًا من الأبحاث، لذلك من الممكن عرضُ رسائل الدردشة الخاصة. كما ستكون هناك استوديوهات تسجيل، تُمكِّن الأشخاصَ من تسجيل صوتياتٍ بلغتهم ولهجاتهم أو التحدُّث عن السيرة الذاتية اللغوية المصبوغة بفعل الهجرة. من ذلك يريدُ الباحثون معرفةَ ما يصعب اكتشافه بأيِّ طريقةٍ أخرى: ألا وهو الاستخدام الحقيقي للغة في المجتمع. وفي هذا السياق، صرَّح هينينج لوبين، المديرُ العلميُّ لمعهد لايبنتز للغة الألمانية، في الإذاعة الألمانية الرسمية (دويتشلاند فونك) قائلاً: "إذا تخيَّلت أن شيئًا كهذا يُجمَع ويُخزَّن عامًا بعد عام، وعقدًا بعد عقد، في مثل هذا المنتدى، فبعد بضع سنوات سيكون لدينا رصيدٌ كبيرٌ من التسجيلات اللغوية، ومن خلال تلك التسجيلات يمكن ملاحظة التغيُّرات الطفيفة التي تطرأ على اللغة، أيّ التحوُّل اللغويّ، بصورةٍ حية على سبيل المثال لا الحصر". 

بين المتحف والمختبر 

ليس من قبيل الصدفة أن ينشأ المنتدى في حي نيكارشتادت فيست في مدينة مانهايم؛ إذ يعيشُ هنا أشخاصٌ من أكثر من 100 قومية ويتحدثون عدة لغات. وكذلك يُشكِّل تعدُّد اللغات ماهيةَ المدينة والحياة اليومية لها، بدءًا من لغة الشباب ووصولاً إلى الكلمات المستعارة من اللغتين العربية أو التركية. 

وإلى جانب المشروعات التي تُركِّز على علم المواطنين، من المقرر أن يكون هناك أيضًا معرضٌ دائم في المنتدى الواقع مباشرةً على نهر نيكار. ويُخصَّص هذا المعرض بصفةٍ أساسية لتاريخ اللغة الألمانية أو أيضًا على "لغة الكريول الألمانية؛ بالألمانية: ‏Unserdeutsch‏‏"، وهي لغة الكريول الوحيدة المعروفة في ألمانيا، التي تستند إلى اللغة الألمانية. تلتقي الأبحاثُ والجمهور معًا في "منتدى اللغة الألمانية". ومن المفترض أن يؤدِّي هذا الأمر إلى خلق المزيد من الثقة والشفافية فيما يتعلَّق بأساليب ونوايا العلم. وتلك الفكرة كانت مطروحةً بالفعل في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وسوف يبدأ تشييدُ المبنى في عام 2024، ومن المقرر افتتاحُ المتحف في عام 2027. 

© www.deutschland.de