"مجتمع متعدد اللغات"
يتربى كثير من الأطفال في ألمانيا على عدة لغات. العالمة المتخصصة في اللغات تانيا رينكر تشرح ما الذي يجب أن يتنبه له الآباء.
يتربى ملايين الأطفال في ألمانيا على أكثر من لغة. عالمة اللغات تانيا رينكر هي المديرة المساعدة لمركز التعدد اللغوي في توبينغن، وبروفيسورة في اللغة الألمانية كلغة أجنبية في جامعة آيشتيت. وهي تشرح هنا كيف يتعلم الأطفال لغتين أو أكثر.
السيدة البروفيسورة رينكر، ما مدى انتشار التعددية اللغوية في ألمانيا؟
لا يوجد هناك أرقام صحيحة مؤكدة. من بين السكان البالغين هناك حوالي 26 في المائة من أصول أجنبية، وتصل هذه النسبة بين من هم دون 18 سنة من العمر إلى 39 في المائة. صحيح أن التعدد اللغوي لا يتطابق مع الأصول الأجنبية، إلا أن الكثير من الآباء من ذوي الأصول الأجنبية قد جلبوا لغتهم معهم إلى ألمانيا. في هذه الأسر هناك فرصة كبيرة في أن يتربى الأطفال على أكثر من لغة.
ما الذي يجب على الأسرة مراعاته كي يتربى الأطفال مع لغتين أو أكثر بشكل جيد؟
كثير من الوالدين مازالوا غير واثقين فيما إذا كان من الأفضل التحدث في البيت باللغة الألمانية. إلا أننا نعرف من خلال الأبحاث العلمية أنه من الأفضل لهم التحدث مع أطفالهم بلغتهم الأم الأصلية. هنا لا توجد فجوات في المفردات، ولا حتى في القواعد أيضا. عندما يتحدث الوالدان على سبيل المثال مع أطفالهم بلغتهم الأم، يمكن لهؤلاء الأطفال تعلم الألمانية بشكل جيد جدا في دار الحضانة وفي دار الرعاية وفي المدرسة.
ما مدى استعداد دور الحضانة والمدارس للتعددية اللغوية لدى الأطفال؟
هناك فوارق كبيرة. النقطة المركزية هي التأهيل المهني للمربين والمربيات في دور الحضانة والرعاية. على هذا الصعيد شهدنا الكثير من التطورات خلال السنوات الأخيرة. الدعم اللغوي بات يلعب اليوم دورا محوريا. أيضا التعليم باللغة الأم في المدارس من المسائل المهمة. فمن خلال ذلك يتمكن التلاميذ والتلميذات من تطوير فهم أفضل لبلدانهم الأم ولغتهم وثقافتهم الأصلية. المقدرة على قراءة وكتابة كافة اللغات التي يعرفها المرء لها مزايا عديدة مثبتة علميا، وذلك في جميع اللغات.
كيف تطور الموقف من التعدد اللغوي في ألمانيا؟
أعتقد أن الأمر صار مفهوما أخيرا، بأن ألمانيا تتحول بشكل متزايد إلى مجتمع متعدد اللغات. لقد شهدنا الكثير من التغييرات الفعلية، على مستوى دور الحضانة والمدارس على سبيل المثال. ولكن مازال هناك أيضا الكثير من الواجب فعله.
You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here